نعمة الستر
أحمد قوشتي عبد الرحيم
والله سبحانه " حيي ستير يحب الستر " ويأمر به ، ويبغض المجاهرين بالزلات ، والمفاخرين بفعل الموبقات
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
من نعم الله العظيمة على عبده نعمة الستر ، بأن يستره في الدنيا ما دام حيا ، ويستره عند الممات ، وفي الآخرة عند موقف الحساب على رؤوس الأشهاد ، فلا يطلع الناس منه على القبائح أو الزلات ، ولا تنكشف منه العورات ، ولا يحتاج لإراقة ماء وجهه ، ومد يده للناس بالسؤال ، وطلب الحاجات .
والله سبحانه " حيي ستير يحب الستر " ويأمر به ، ويبغض المجاهرين بالزلات ، والمفاخرين بفعل الموبقات ، وكل الأمة معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة - كما في الصحيح - أن " يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه " متفق عليه .
ومن رحمة الله بعبده المؤمن أن يستره في الآخرة ، وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم " «إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ» : { {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} } [هود: 18].» "
ومن الأسباب العظيمة لنوال نعمة الستر في الدنيا والآخرة : أن تستر المسلمين وتحفظ أسرارهم ، والجزاء من جنس العمل ، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم " «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة» " وفي رواية " لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"
ومع نعمة الستر هناك نعمة أخرى بها يكمل ويجمل ، وهو أن يسترك الله ويجعل تحت الستر ما يحب ، فقد يستر سبحانه عبدا ، وهو ممن يفعل المنكرات.
ومن جميل دعاء بشر الحافي " اللهم استر ، واجعل تحت الستر ما تحب ، فربما سترت علي ما تكره "