سوء الخلق يطمس كل حسن

البعض يبرر لنفسه التجهم في وجوه الناس، ويسوغ لها الغلظة عليهم، ويبحث لنفسه عن الاعذار لفظاظته، فأي نجاح يرجوه، وأي إصلاح يبتغيه وهو محكوم عليه بالفشل بسبب هذه الفظاظة وتلك الغلظة، وذلك الجفاء‍!

  • التصنيفات: أخلاق إسلامية -

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}  [آل عمران: 158].

 

تَأَملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى لرسولهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، ينفضُّ الناس عنه وهم يعلمون أنه رسول الله، وأن نجاتهم في متابعته، وأن فلاحهم في التأسي به، وأن سعادتهم في قربه، ومع ذلك يتناسى الناس كل ذلك أمامَ الغلظةِ والفظاظةِ.

 

لأنَّ البعض يبرر لنفسه التجهم في وجوه الناس، ويسوغ لها الغلظة عليهم، ويبحث لنفسه عن الاعذار لفظاظته، فأي نجاح يرجوه، وأي إصلاح يبتغيه وهو محكوم عليه بالفشل بسبب هذه الفظاظة وتلك الغلظة، وذلك الجفاء‍!

 

إن للنجاح أسبابًا أهمها حسن الخلق ومن حسن الخلق: الرحمة والرفق واللين.

 

فمن رام النجاح بغيرها، كمن يريد جني العسل من العلقم.

 

قَالَ أَبُو العَتاهِيَةِ:

تَرجو النَّجاةَ ولَمْ تسلُكْ مَسالِكَها   ***   إن السَّفينةَ لا تَجْري على اليَبَسِ 

 

وحُسنُ الخُلُقِ يسترُ كلَ عيبٍ، كما أنَّ سوءَ الخُلُقِ يطمسُ كلَ حَسَنٍ.

 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهماُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخُلُقُ الْحَسَنُ يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا يُذِيبُ الْمَاءُ الْجَلِيدَ، وَالْخُلُقُ السُّوءُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ» [1].

 


[1] رواه الطبراني في المعجم الكبير- حديث رقم: 10777، والأوسط- حديث رقم: 850، والبيهقي في شعب الإيمان- حديث رقم: 7673.
____________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب