مختارات من أقوال السلف من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح (1)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
** قال ابن مسعود: تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يحتاج إليه.
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فيحتاج المسلم إلى التحلي بمكارم الأخلاق, ومحاسن الآداب, لينال رضاء الله عز وجل, ويتأسى برسوله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن, كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه علية الصلاة والسلام, وليعش مع الآخرين من أهل, وزوج, وولد, وإخوان, وغيرهم بسلام, فيحس بالراحة والسرور, وإن مما يعنيه بعد توفيق الله عز وجل له أمور, منها: القراءة فيما كتبه أهل العلم في موضوع الآداب والأخلاق, حيث كان لبعضهم عناية بهذا الموضوع, منهم: الإمام الفقيه عبدالله بن محمد ابن مفلح المقدسي, المتوفى سنة (763ه) رحمه الله, الذي ألف كتابه النافع المفيد المسمى بــــــ " الآداب الشرعية " وقد عالج الكتاب ما يحسن بالمسلم أن يتحلى به من آداب وأخلاق, وما ينبغي له أن يتجنب منها, مستدلين لذلك بأدلة الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم, وما جاء من آثار في ذلك عن العباد والزهاد من السلف الصالح, وقد يسرّ الله الكريم فاخترت بعضاً من تلك الآثار, أسأل الله أن ينفع بها.
** روى الخلال عن أنس رضي الله عنه قال: طلب العلم فريضة.
** قال ابن مسعود: تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يحتاج إليه.
** سأل رجل الإمام أحمد: قدمتُ الساعة ولست أدري شيئاً, ما تأمرني ؟ فقال: عليك بالعلم.
** سأل رجل ابن المبارك: يا أبا عبدالرحمن, في أي شيء أجعلُ فضل يومي: في تعلم القرآن أو في تعلم العلم . فقال: هل تحسن من القرآن ما تقوم به صلاتك ؟ قال: نعم. قال: عليك بالعلم.
** كان عروة بن الزبير يقول لبنيه: إنا كنا صغار قوم وإنا اليوم كبار, وإنكم ستكونون مثلنا إن بقيتم, ولا خير في كبير لا علم عنده.
** روى الخلال أن رجلاً سأل الإمام أحمد: إني أطلبُ العلم, وإن أمي تمنعني من ذلك تريدُ حتى أشتغل في التجارة, قال له: دَارِها وأرضِها, ولا تدع الطلب.
** قال ابن مسعود: اغدُ عالماً أو متعلماً, ولا تغدُ إمعة بين ذلك. وقال أيضاً: اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً, ولا تكن الرابع فتهك. وقال: عليكم بالعلم قبل أن يقبض, وقبضُه ذهابُ أهله, وعليكم بالعلم وإياكم والتنطع والتعمق, وعليكم بالعتيق, فإنه سيجيء أقوام يتلون كتاب الله وينبذونه وراء ظهورهم.
- فضل العلم:
** قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: طلبُ العلم أفضل من صلاة النافلة.
** رأى ابن الشخير ابن له يتعبد قال يا بني, فضل العلم أحبُّ إليّ من فضل العبادة
** قال مطرف بن الشخير: فضل العلم خير من فضل العبادة.
** قال الأوزاعي: سأل رجل ابن مسعود: أي الأعمال أفضل ؟ قال: العلم, فكرر عليه ثلاثاً كل ذلك يقول: العلم, ثم قال: ويحك إن مع العلم بالله ينفعك قليلُ العمل وكثيره, ومع الجهل بالله لا ينفعك قليل العمل ولا كثيره.
** قال حرب: سمعت أحمد يقول: الناسُ محتاجون إلى العلم قبل الخبز والماء, لأن العلم يحتاج إليه الإنسان في كل ساعة, والخبز والماء في اليوم مرة أو مرتين.
** قال أبو الدرداء: العالم والمتعلم في الأجر سواء.
** قال ابن هانئ: العلم لا يعدله شيء.
- آداب طالب العلم:
** قال عمر رضي الله عنه: تأدبوا ثم تعلموا
** قال بشر الحافي: لا أعلمُ على وجه الأرض عملاً أفضل من طلب العلم والحديث لمن اتقى الله وحسنت نيته.
** قال الشافعي: أخشى أن طلب العلم بغير نية أن لا ينتفع به
** قال سفيان بن عيينة: لو أن أهل العلم طلبوه لما عند الله لهابهم الناس, ولكن طلبوا به الدنيا فهانوا على الناس.
** عن ابن المبارك قال: ما من شيءٍ أفضل من طلب العلم لله, وما من شيء أبغض إلى الله من طلب العلم لغير الله.
** أحمد...ذُكر له: الإخلاص والصدق, فقال: بهذا ارتفع القوم.
** عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: إنما العلم بالتعلم.
** قال ابن مسعود: إن أحدكم لم يولد متعلماً, وإنما العلم بالتعلم.
** قال الشافعي: ليس العلم ما حفظ, العلم ما نفع.
** قال الفضيل بن عياض: بلغني أن العلماء فيما مضوا كانوا إذا تعلموا عملوا, وإذا عملوا شغلوا, وإذا شغلوا فقدوا, وإذا فقدوا طلبوا, وإذا طلبوا هربوا.
** قال أبو قلابة لأيوب: إذا حدث لك علم فأحدث فيه عبادة, ولا يكن همك أن تحدث به النفس.
** قال أحمد بن محمد: سمعت وكيعاً يقول: قالت أم سفيان الثوري: اذهب فاطلب العلم حتى أعولك أنا بمعزلي, فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل في نفسك زيادة فابتغه, وإلا فلا تتعنى.
** عن أبي الدرداء قال: لا يكون الرجل عالماً حتى يكون به عاملاً.
** قال سفيان: ما زال العلم عزيزاً حتى حُمِلَ إلى أبواب الملوك, وأخذوا عليه أجراً, فنزع الله الحلاوة من قلوبهم, ومنعهم من العمل به.
** قال الشافعي: لا يطلب هذا العلم أحد بالملك, وعزة النفس فيفلح, لكن من طلبه بذلة النفس, وضيق العيش, وخدمة العلم, وتواضع النفس أفلح.
** عن الأصمعي قال: من لم يحمل ذل التعلم ساعة, بقي في ذلك الجهل أبداً.
** قال عبدالله بن المعتز: المتواضع في طلب العلم أكثرهم علماً, كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء.
** روى الخلال عن أيوب قال: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله.
** قال الشعبي: زينُ العلم حلمُ أهله, وقال أيضاً: إن هذا العلم لا يصلح إلا لمن فيه عقل ونُسك, فاليوم يطلبه من لا عقل له, ولا نسك فيه.
** غضب الأعمش يوماً على رجل من الطلبة فقال آخر: لو غضب علي مثلك لم أعدُ إليه, فقال له الأعمش: إذا هو أحمق مثلك, يترك ما ينفعهُ لسوء خُلُقي.
** عن عطاء بن يسار قال: لم نر شيئاً إلى شيء أزين من حلمٍ إلى علم.
** قيل لأحمد إلى متى يكتب الرجل ؟ قال: حتى يموت, وقال: نحن إلى الساعة نتعلم
** قال المروذي قيل لأبي عبدالله قيل لأبن المبارك: كيف تعرف العالم الصادق ؟ قال الذي يزهد في الدنيا ويقبل على آخرته فقال أبو عبدالله نعم هكذا يريد أن يكون
** قال الأوزاعي: كنّا نمزح ونضحك, فلما صرنا يُقتدى بنا, خشيتُ أن لا يسعنا إلا التبسم.
** قال الثوري: ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذ الناسُ نائمون, ونهاره إذ الناس مفطرون, وبكائه إذ الناس يضحكون, وبحزنه إذ الناس يفرحون.
قال عمر: تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والحلم, وتواضعوا لمن يُعلمكم, وتواضعوا لمن تعلمون, ولا تكونوا من جباري العلماء, فلا يقوم عملكم مع جهلكم.
** قال الحسن: كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده.
** قال الأوزاعي: إن حقاً على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية, وأن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله
** قال الشافعي: زينة العلم الورع والحلم, وقال أيضاً: لا يجمُل ولا يحسن بالعالم إلا بثلاث خلال: تقوى الله, وإصابة السنة, والخشية.
** قال علي: إذا تعلمتم العلم فاكظموا عليه ولا تخلطوه بضحك فتمجه القلوب
** عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم, ولكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم.