غفل عنه الكثير: حصنك المنيع من الشيطان على مدار اليوم
أبو الهيثم محمد درويش
وخذ مع هذا الفضل زيادة بهية : كلمات كتب لك بها من الأجر ما يوازي عتق عشر رقاب وكتبت لك مائة حسنة ومحيت مائة سيئة.
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
كنز من الكنوز غفل عنه الكثير
كلمات تجعلك في حماية الله طوال اليوم وفي حرز من الشيطان على مدار ساعات اليوم إن قلتها حين تصبح وحين تمسي.
من منا يرفض أو يتكاسل عن حرز الحماية والضمان ألا يمسك الشيطان بسوء على مدار يومك؟؟؟
وخذ مع هذا الفضل زيادة بهية : كلمات كتب لك بها من الأجر ما يوازي عتق عشر رقاب وكتبت لك مائة حسنة ومحيت مائة سيئة.
قال صلى الله عليه وسلم:
«مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَومَهُ ذلكَ، حتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.»
[الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2691 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (3293)، ومسلم (2691) واللفظ له]
جاء في شرح الحديث في الموسوعة الحديثية (الدرر السنية)
ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن أعظمِ الأعمالِ الصَّالحةِ، وقد جاءَ في نُصوصٍ كثيرةٍ مَدْحُ الذينَ يذكُرونَ اللهَ عزَّ وجلَّ، وبيانُ جَزيلِ العَطاءِ لهم وعظيمِ أجْرهم وثوابِهم، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن قالَ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ"، أي: مَن ذكرَ اللهَ فشهِدَ أنَّه لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ، وأقرَّ أنَّه لا يُشرِكُ بالله شيئًا، "له الملكُ"، أي: مُلكُ السمواتِ والأرضِ وما فيهنَّ، "ولهُ الحمدُ"، أي: الثَّناء بكلِّ ما هو جميلٌ ويليقُ بذاتِه عزَّ وجلَّ، "وهوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ"، أي: وأقرَّ بقُدرةِ الله على كلِّ شيءٍ، "في يومٍ مئةَ مرَّةٍ"، أي: مَن قالَ هذا الذِّكرَ في اليومِ وردَّدَه مئةَ مرَّةٍ، "كانتْ له عَدْلَ عَشرِ رِقابٍ"، أي: كانَ جزاؤُه كأجرِ وثَوابِ مَن أعتقَ عَشرةَ مماليكَ من العبيدِ، "وكُتبِتْ له مئةُ حسَنةٍ"، أي: وكتبَ اللهُ له أجرَ وثَوابَ مِئةِ حَسنةٍ، "ومُحيَت عنه مِئةُ سيئةٍ"، أي: وغفرَ اللهُ له مِئةَ ذنبٍ قد عمِلَهم، "وكانتْ له حِرزًا من الشَّيطانِ يَومَه ذلكَ حتى يمسي"، أي: حفِظَه في يومِه هذا حتى المساءِ من الشيطانِ ووَسْوستِه وكيدِه وشَرِّه، "ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاءَ بهِ"، أي: ولم يَفعلْ أحدٌ خيرًا بمثلِ ما فعَلَ هو ولم يُثبْ أحدٌ بمثلِ أجرِه وثوابِه، "إلا أحَدٌ عمِلَ أكثرَ من ذلكَ"، أي: لم يَفضُلْه أحدٌ في العَملِ والأجرِ والثَّوابِ إلَّا مَن ذَكر اللهَ أكثرَ من ذلكَ فزادَ على المئةِ ما شاءَ. وقيلَ: ما زادَ على الذِّكرِ مِن العملِ الصالحِ.
"ومَن قالَ: سُبحانَ اللهِ وبحَمدِه"، أي: ومَن ذكرَ اللهَ فقالَ: سُبحانَ اللهِ وبحمْدِه، فَنَزَّهَ اللهَ عن النقْصِ وحَمِدَه على نَعمائِه، "في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ"، أي: قالَ هذا الذِّكرَ وردَّده مِئةَ مرَّةً خِلالَ اليومِ، "حُطَّتْ خطاياهُ"، أي: مُحِيتْ ذنوبُه وغفرَها اللهُ له، "ولو كانتْ مِثلَ زَبَدِ البحرِ"، أي: ولو كانتْ كثيرةً، وزَبَدُ البحرِ: هو الرَّغوةُ التي تكونُ فوقَ ماءِ البحرِ، وهذهِ مُبالَغةٌ في سَعةِ مغفرةِ اللهِ تعالى وعظيمِ رحمتِه.
وقد ثبَتَ أنَّ المرادَ بغُفرانِ الذُّنوبِ الصغائرُ لا الكبائرُ، كما بينتِ الرِّواياتُ الأخرى؛ لأنَّ الكبائرَ لا بُدَّ لها من التوبةِ وعدم العودةِ وغير ذلكَ من الشُّروطِ.
وفي الحديثِ: فضلُ ذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه حِرزٌ من الشَّيطانِ، وسببٌ لزِيادةِ الحَسَناتِ، وغُفرانِ الذُّنوبِ.