صفة الكبر
أحمد قوشتي عبد الرحيم
عرفه النبي صلى الله عليه وسلم تعريفا شافيا كافيا بأنه " «بطر الحق» - أي دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا - «وغمط الناس» - أي احتقارهم "
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
من أسوأ الصفات القبيحة التي يمكن أن توجد في المرء إن لم يكن أسوأها على الإطلاق : صفة الكبر .
وقد ورد في التحذير منه نص شرعي لا يكاد يوجد له نظير في نصوص الوعيد ، حتى إن مثقال ذرة من الكبر - وما أقل ذلك وأصغره - سبب للمنع من دخول الجنة ، كما قال صلى الله عليه وسلم « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » فما بالك بمن امتلأت نفسه كبرا وطفح ذلك على مشيته وملبسه وكلامه وأفعاله كلها !
وإنما كان الوعيد شديدا لأن ذاك المتكبر المختال المتعاظم في نفسه قد نازع الرب العظيم سبحانه في صفة من صفاته ، وفي الحديث القدسي قال الله تعالى « الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من ينازعني واحدا منهما، ألقيته في جهنم» " كما أخبرنا الله في كتابه أنه لا يحب المستكبرين ، ولا يحب كل مختال فخور .
وهذا المتكبر الذي يرى نفسه فوق الخلق هنا في الدنيا سوف يعاقب من جنس عمله في الآخرة حيث يحشر ذليلا صغيرا حقيرا مثل الذر يغشاه الذل من كل مكان ، كما في الحديث « يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال»
وحتى لا يلتبس الكبر بمفاهيم أخرى مثل عزة النفس ، أو الأنفة من السفاسف ، أو التأنق المباح في المظهر ، أو العزلة عن الناس بما لا يضيع واجبا شرعيا ، فقد عرفه النبي صلى الله عليه وسلم تعريفا شافيا كافيا بأنه " «بطر الحق» - أي دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا - «وغمط الناس» - أي احتقارهم "
ومن سلم من هاتين الخصلتين فقد سلم من الكبر إن شاء الله .