الجندي المجهول أم الجندي المكروه
سهام علي
أما دور الأم فهذا هو الدور الكريه فهي التي تطارد البنات من أجل المذاكرة والجلوس بالساعات وإجبارهن على التركيز مع الشرح ،وهي التي تطاردهن كذلك في ليالي الشتاء الباردة لتجبرهن على الاستحمام
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
قالت الجدة اقتسمت أنا وابنتي العمل بوثيقة غير مكتوبة ولا معلنة أن أقوم بطهي الطعام وبالأعمال المطبخية وهي ملزمة بتربية بناتها والمذاكرة لهن ورعايتهن وخلافه
فكان من نصيبي المدح والثناء والشكر تقديرًا لتلك الجدة التي تصنع ما يُحببن من ألوان الطعام وأصبح الكلام المحبب إلى نفوسهن عن دور الجدة وأنهن يتقن إلى ممارسته كبارا .
أما دور الأم فهذا هو الدور الكريه فهي التي تطارد البنات من أجل المذاكرة والجلوس بالساعات وإجبارهن على التركيز مع الشرح ،وهي التي تطاردهن كذلك في ليالي الشتاء الباردة لتجبرهن على الاستحمام ، وكذلك تلاحقهن لتناول الدواء إذا مرضن.
كما تطلب منهن الترتيب والتنظيف لأماكن اللعب فالدور التربوي الثقيل على نفوسهن هو دور الأم ودور الجدة مكمل وليس الأساسي الذي يكون من خلاله الثواب والعقاب .
ذكرني هذا الأمر بأدوار كثيرة فى حياتنا فالدور الأساسي لبناء الشخصية وحماية مستقبلها الدنيوي والآخروي يبغضه الكثير ؛في حين أن هناك أدوار تداعب جانب المتعة في المرء.
كم عدد المقبلين على المواد الجادة في مواقع التواصل الاجتماعي الذي يتابعون بانتظام وشغف موضوعات تخدم مصالحهم وخاصًة الآجلة .
كم عدد من يقبلون على سماع نصائح الآخرين والانتفاع بتجاربهم مقارنًة بمن يتابعون الكثير من التفاهات التي لا طائل من ورائها سوى تضييع الوقت وإهدار العمر الذي سيُحاسب عليه المرء في دنياه وآخراه ؛أما في الدنيا فالحياة تتطلب الآن النحت في الصخر لكسب لقمة العيش والحصول على الحياة الكريمة التي تضمن له العيش معززًا دون الحاجة للآخرين ،أما في الآخرة فالمرء محاسب بعدد أنفاسه كم استفاد من كل نفس ليرضي ربه ويعمر دنياه قبل رحيله إلى الآخرة .
ففي الوقت الذي تقوم فيه طائفة بوهب حياتها من أجل الإصلاح للكبار والصغار وتوجيههم نحو الحكمة التي تقول: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )
وهذا لا يتأتى إلا ببناء الشخصية الجادة من الصغر ،ثم يفاجأ هؤلاء المصلحون بأنماط تحارب الطفولة وتحول توجهاتها نحو استعبادها من قِبل شهواتها ،ومما يصيب بالذهول أن هذه الأنماط أتباعها تفوق الملايين والملايين في حين نجد أن البرامج التنموية البناءة أتباعها لا يمثلون أى نسبة مقارنة بالبرامج الضالة المضلة للصغار والكبار ،وصدق الله تعالى إذ يقول : " {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [ ﴿١٠٣﴾"(يوسف:103)]
" {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ} [ ﴿١٠٦﴾ "(يوسف:106)]
" {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾} " [ (سبأ:13)]
اللهم اجعلنا من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين ولو كرهنا الأقربون والأبعدون.
،