كتاب أسرار الطهارة
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الأول: غض البصر...إلى كل ما يذم ويكره, وإلى كل ما يشغل القلب عن ذكر الله.
- التصنيفات: طلب العلم -
المنتقى من إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: كتاب أسرار الطهارة والصلاة والصوم
الحمد لله الذي تلطف بعباده فتعبدهم بالنظافة, قال الله تعالى: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة:108] وقال تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم} [المائدة:6]
يبعد أن يكون المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: ( «الطهور نصف الإيمان» ) عمارة الظاهر بالتنظيف بإفاضة الماء وإلقائه, وتخريب الباطن وإبقائه مشحوناً بالأخباث والأقذار هيهات هيهات.
مراتب الطهارة:
المرتبة الأولى: تطهير الظاهر عن الأحداث وعن الأخباث والفضلات.
المرتبة الثانية: تطهير الجوارح عن الجرائم والآثام.
المرتبة الثالثة: تطهير القلب عن الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة.
فضيلة الوضوء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشي من الدنيا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»
وقال عليه الصلاة والسلام: « ألا أنبئكم بما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره, ونقل الأقدام إلى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ثلاث مرات»
وقال عمر رضي الله عنه: إن الوضوء الصالح يطرد عنك الشيطان.
وقال مجاهد: من استطاع أن لا يبيت إلا طاهراً ذاكراً مستغفراً فليفعل, فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه.
كتاب أسرار الصلاة
الصلاة عماد الدين, ورأس القربات, وغرة الطاعات.
فضيلة المكتوبة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خمس صلوات كتبهن الله على العباد, فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن, كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة, ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد, إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة»
وقال عليه الصلاة والسلام: « مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات, فما ترون ذلك يبقى من درنه, قالوا: لا شيء, قال: فإن الصلوات الحمس تذهب الذنوب كما يذهب الماء الدرن»
وسئل صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل ؟ قال: الصلاة على وقتها.
فضيلة الجماعة:
قال صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)
وروى أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم فقد ناساً في بعض الصلوات فقال: «لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فأحرق عليهم بيوتهم»
قال سعيد بن المسيب: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.
فضيلة الخشوع وحضور القلب:
اعلم أن أدلة ذلك كثيرة فمن ذلك قوله تعالى: {وأقم الصلاة لذكري} [طه:14] وظاهر الأمر الوجوب, والغفلة تضاد الذكر, فمن عفل في جميع صلاته فكيف يكون مقيماً للصلاة لذكره.
كتاب أسرار الصوم
الحمد لله الذي أعظم على عباده المنة, بما دفع عنهم كيد الشيطان,...إذ جعل الصوم حصناً لأوليائه وجُنّة, وفتح لهم به أبواب الجنة. قال الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر:10] والصوم نصف الصبر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك, يقول الله عز وجل: إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه لأجلي, فالصوم لي وأنا أجزي به»
وقال صلى الله عليه وسلم: « للجنة باب يقان له الريان, لا يدخله إلا الصائمون» وقال عليه الصلاة والسلام: «للصائم فرحتان, فرحة عند إفطاره, وفرحة عند لقاء ربه»
صوم الصالحين:
صوم الصالحين...تمامه بستة أمور:
الأول: غض البصر...إلى كل ما يذم ويكره, وإلى كل ما يشغل القلب عن ذكر الله.
الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والخصومة
الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه
الرابع: كف الجوارح عن الآثام من اليد والرجل, وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام.
الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الخلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه.
السادس: أن يكون قلبه معلقاً بين الخوف والرجاء, إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين, أو يرد عليه فهو من الممقوتين.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ