(الفتّاح)
باسم عامر
قال الله تعالى: ﴿ { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ } ﴾ [سبأ: ٢٦] .
- التصنيفات: الأسماء والصفات -
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الفتّاح)
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ } ﴾ [سبأ: ٢٦] .
- المعنى:
ذكر العلماء عدة معاني لاسم الله الفتّاح، أبرزها ما يلي:
- الفتّاح، أي: الحاكم والقاضي بين عباده، قال قتادة رحمه الله: قوله: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: ٨٩] ، أي: اقض بيننا وبين قومنا بالحق، وقال ابن جرير في تفسير الآية السابقة: "احكم بيننا وبينهم بحكمك الحق الذي لا جَوْر فيه ولا حَيْف ولا ظلم، ولكنه عدل وحق، وأنت خير الفاتحين، يعني: خير الحاكمين". (تفسير ابن جرير)
- ومعنى الفتّاح أيضاً: الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح المنغلق من الأمور، ويفتح القلوب والبصائر للحق والهدى، ويفتح أبواب العلوم والمعارف والحِكَم، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [ فاطر: ٢] .
- ومن معاني الفتّاح أيضاً: الناصر الذي ينصر عباده المؤمنين، كما قال تعالى: {إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ [ الأنفال: ١٩] ، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر. (تفسير فتح القدير للشوكاني).
- مقتضى اسم الله الفتّاح وأثره:
يقتضي اسم الله الفتّاح أن يكون الله تعالى هو الحاكم بين عباده فيما هم فيه مختلفون، وأن يُطلَب الحكم منه سبحانه، فَحُكْمُه تعالى هو الحُكْم العدل والقسط عند النزاع والاختلاف، قال تعالى: ﴿ {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه} ﴾ [الشورى: ١٠.]
ويقتضي هذا الاسم كذلك معرفة أن الله تعالى هو الذي بيده فتح مغاليق الأمور، فمن انغلق عليه شيء فليلجأ إلى الله تعالى ويدعوه باسمه الفتّاح لكي يفتح عليه، قال تعالى: ﴿ {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ﴾ [ فاطر: ٢] .
ومن طلب النصر والغَلَبَة فليلجأ إلى الفتّاح، فهو الذي بيده الفتح والنصر، قال تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } [ الفتح: ١] .