فضل الإنفاق في وجوه الخير

  • التصنيفات: الحث على الطاعات - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -

1- الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين:

قال تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[1].

 

2- الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه:

قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[2].

 

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: «أنفق أُنفق عليك» وقال: «يد الله ملأى لا تغيضها نفقةٌ سحاء الليل والنهار» وقال: «أرأيتم ما أنفق مُنذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع» [3].

 

3- الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله تعالى صدقة:

ففي الصحيحين عن أبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة» [4].

 

ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي ثم قال: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك[5].

 

4- البخل بالإنفاق سبب الخسران والشقاء:

ففي الصحيحين عن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: «هم الأخسرون ورب الكعبة» قال: فجئت حتى جلست فلم أتقارَّ أن قمت فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: «هم الأكثرون أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليلٌ ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقُضى بين الناس» [6].

 

5- لا تنس هذه الصدقات:

ففي الصحيحين عن أبي ذر أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نُصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمرٌ بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بُضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرًا» [7].

 

6- الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة:

روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنةٌ يُجزى بها[8].

 

7- الصدقات تطفئ غضب الرب:

روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني عن معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء» [9].

 

8- الصدقات سبب في نزول البركة:

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» [10].

 

ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا حسد إلا على اثنتين: رجلٌ آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل، ورجلٌ أعطاه الله مالًا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار[11].

 

روى مسلم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم إنك إن تبذُل الفضل خيرٌ لك وأن تمسكه شرٌ لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى[12].

 

ففي الصحيحين عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يُغنه الله» [13].

 

9- البخل سبب في قطع البركة:

ففي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنفقي أو انضحي أو انفحي ولا تُحصي فيُحصي الله عليك» [14].

 


[1] البقرة: 1 - 5.

[2] سبأ: 39.

[3] متفق عليه: رواه البخاري «4684» ومسلم «993».

[4] متفق عليه: رواه البخاري «55» ومسلم «1002».

[5] متفق عليه: رواه البخاري «1296» ومسلم «1628».

[6] متفق عليه: رواه البخاري «1460» ومسلم «990».

[7] متفق عليه: رواه البخاري «6329» ومسلم «1006».

[8] صحيح: رواه مسلم «2808».

[9] صحيح: رواه الطبراني «951» وصححه الألباني في صحيح الجامع «3759».

[10] متفق عليه: رواه البخاري «1442» ومسلم «1010».

[11] متفق عليه: رواه البخاري «5025» ومسلم «815».

[12] صحيح: رواه مسلم «1036».

[13] منتفق عليه: رواه البخاري «1428» ومسلم «1034».

[14] متفق عليه: رواه البخاري «2591» ومسلم «1029».