كورونا ومتحوراته

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -

بسم الله الرحمن الرحيم 


ينتشر الخوف والفزع في جميع أرجاء العالم من هذا المرض ( أو الفيروس ) ومتحوراته ويتم تدبيج الفيديوهات والمقالات " وحتى نظريات المؤامرة " حوله وحول بعض الأوبئة التي زعموا أنها انتشرت في العالم كل مئة سنة مما يزيد الخوف والرعب في نفوس الناس، خصوصا من لا يؤمن بالقدر خيره وشره، ونحن المؤرخون المسلمون نعلم بأن الأوبئة التي مرت بالبشرية حالة ابتلاء من الله لعباده ولا تستثني احدا حتى الصحابة رضي الله عنهم فقد مات الكثير منهم في طاعون عمواس المشهور وعلى رأسهم أمين هذه الأمة ابو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه.

والمصادر حافلة بأخبار الأوبئة والطواعين في كل قرن من القرون وبعضها كان منحة إلهية للمسلمين مثل الحملة الصليبيةالسابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع وبعد أن توغل بحملته في مصر حل بجيشه الوباء فاصبح عاجزا عن مواصلة القتال فوقع الجيش الفرنسي بأكمله في أيدي المسلمين بين قتيل وأسير.

وكذلك حملة لويس " نفسه " الثامنة على تونس سنة669 هجرية حل بها الوباء وأهلك معظم الحيش الفرنسي ومات لويس التاسع فيها وهو يتمتم بيت المقدس بيت المقدس!!!

وكذلك انتشر وباء في بلاد الشام عشية حصار هولاكو لبغداد واقتحامها ومات فيه الاولوف حتى أن حلب كانت تدفن كل يوم المئات الموتي بسبب الوباء وقبل وصول قوات هولاكو إليها.

ومن أشد الأوبئة فتكا التي مرت في التاريخ : الطاعون الأسود الذي انتشر في العالم من سنة 747 حتى سنة ٧٥٢ هجريةوأباد ثلث سكان العالم وهو ما أجمعت عليه مصادر كل بلد وقد ذكر المقريزي أن القاهرة كانت تشيع كل يوم نحو ألف جنازة وكل المصادر الأوربية اجمعت على أن أوربا فقدت في هذا الوباء نحو ثلث سكانها.

فيجب على كل مسلم عدم الجزع والتسليم بقضاء الله الأخذ بالأسباب والالتزام بالنصائح والأرشادات الطبية.

كتبه: أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي.