الكتاب والمكتبة
والمطالعة هي المتعة التي لا زيف فيها، إنها تدوم عندما تتلاشى كل المتع الأخرى وبدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل وتضمحل أنوار الحضارة.
- التصنيفات: طلب العلم -
بقلم/ ماهر جعوان
تعلم العلم واقرأ تحز فخار النبوة
فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة
{(اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) }
المكتبة هي النافذة الأولى والكبرى للإطلاع والإطلال على العالم.
هي المدرسة الأم التي تنشأ جيلا سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدا لنفسه، حريصا على وقته، منظما في شؤونه، نافعا لغيره، قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادرا على الكسب.
المكتبة عالم عالي من النقاء والطهر والهدوء والصفاء والبهاء.
هي المكان الذي يبدأ الناس من خلاله بخفض مستوى أصواتهم ورفع مستوى عقولهم.
فيموت ببطء.... من لا يسافر.... من لا يقرأ... من لا يعرف كيف يستخدم عينيه.
المكتبة هي معبد الفكر ومعتكف المفكرين وهي المعمل الذي تصنع فيه العقول وتصاغ الأذواق
المكتبة هي الذاكرة الوحيدة المؤكدة المستمرة للفكر الإنساني، فهي ذاكرة الأجيال.
هي بيت السعداء فعندما نجمع الكتب فإننا نجمع السعادة.
هي سبيل المعرفة والمعرفة سبيل الحرية.
هي أمة وحضارة وريادة ومستقبل عريق.
والمطالعة هي المتعة التي لا زيف فيها، إنها تدوم عندما تتلاشى كل المتع الأخرى وبدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل وتضمحل أنوار الحضارة.
هي غذاء الروح والعقل والوجدان.
هي متعة العلم وجماله، والعلم هو الحياة.
العلم عميق بحره بعيد قعره فخذ من كل شيء أطيبه وأحسنه.
هي منارة الحيارى التائهين وزاد السائرين في كل درب سحيق.
والعالم والمتعلم شريكان في الخير والكتاب والمكتبة ملك لك ولمن بعدك فحافظ عليها واعتني بهما يكونا لك وللأجيال القادمة زخرا في الدنيا والآخرة ونفعا في الحياة والممات.
{(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) }