الخشب رفيق البرد القارس
لو هناك ثلاثة مقاعد؛ أحدها خشبي، والثاني من الخرسانة، أو الحجر، والثالث مصنوع من المعدن، فستجد أنك بشكل غريزي ستختار المقعد الخشبي للجلوس عليه؛ لأن المقعد الإسمنتي سيشعرك ببرودة أكبر، بينما سيكون المقعد المعدني بالغ البرودة لو جلست عليه.
- التصنيفات: - ثقافة ومعرفة -
إن ذهبت إلى حديقة مفتوحة في يوم شديد البرودة، ووجدت ثلاثة مقاعد؛ أحدها خشبي، والثاني من الخرسانة، أو الحجر، والثالث مصنوع من المعدن، فستجد أنك بشكل غريزي ستختار المقعد الخشبي للجلوس عليه؛ لأن المقعد الإسمنتي سيشعرك ببرودة أكبر، بينما سيكون المقعد المعدني بالغ البرودة لو جلست عليه.
كيف يحصل ذلك في الوقت الذي تتساوى فيه درجات حرارة السطوح الثلاثة للمقاعد؛ لأنها موجودة في نفس المحيط، يكمن الجواب في اختلاف الموصلية الحرارية للمواد، ففي حين أن المعدن بشكل عام شديد التوصيل للحرارة، فإن الخرسانة أو الطوب أقل منه بكثير في قدرتها على نقل الحرارة، بينما يتصف الخشب بأن قدرته على نقل الحرارة منخفضة جدًّا بالنسبة للخرسانة، ومفرطة في الانخفاض بالنسبة للمعادن؛ أي: إن الخشب عازل فائق للحرارة، وهذا ما يجعل منها مادة مثالية لبناء جدران وأرضيات وسقوف الأكواخ أو الكبائن، وكذلك المنازل في المناطق الشمالية الباردة من أوروبا وأمريكا الشماية وروسيا، وغيرها من المناطق شديدة البرودة، إضافة بطبيعة الحال لوفرة الأشجار عادة في تلك المناطق.
تعد المنازل الخشبية عالية التوفير للطاقة مقارنة بنظيرتها الإسمنتية؛ حيث إن الخشب عازل لانتقال الحرارة عشرة أضعاف الخرسانة والطوب بالمتوسط، تزيد أو تنقص وفقًا لنوع الخشب، وتركيبة الخرسانة، أو البناء، إضافة إلى أن المنازل الخشبية أرخص في التكلفة وأيسر وأسرع في البناء والتركيب، وأخف في الوزن، إلا أنها أقل مقاومة للعواصف والأعاصير، وناقلة بشكل أكبر للاهتزاز والصوت.