ويقولون: الفن رسالة !
إيمان الخولي
تذكروا أنه لم يعصم ابن نبى الله نوح عليه السلام وزوجة لوط عليه السلام من العذاب برغم من صلتهم القريبة بالأنبياء لن يعصم من العذاب إلا من قال كلمة حق وقاطع الباطل ولم يزينه للناس
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
إن ما يثار هذه الأيام حول فيلم يعرض حياة المثليين إنما هو تنفيذ لأجندة أعداء الإسلام فى تدميرأخلاقيات المجتمع المسلم ولكن ليس دفعة واحدة إنما هى خطوات الشيطان إذا قبل الأولى أدخله فى الثانية ففى البداية ظهرت أعمال تبين أنه طبيعى أن الفتاة تكون على علاقة بشاب بغير زواج بل و تنجب منه وليس لأسرتها أن تعنفها أو تتدخل فى أمرها تحت مسمى الحرية وعليهم أن يقبلوا بالوضع فإن قبل المجتمع هذه الفكرة رُفع السقف فإذا بأعمال تبرز الخيانة الزوجية من الطرفين على أنها أمر عادى أن يكون للمرأة صديق وزوج حتى إذا مرر المجتمع هذه الصورة وتقبل فكرة الخيانة يرتفع السقف إلى الحديث عن المثلية وحياة الشواذ ( انتكاس الفطرة ) حتى يعتاد الناس عليها
ولا عجب فإن كل هذه الأفكار ما هى إلا نتاج اتفاقيات دولية (سيداو )التى دعت إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى كل شىء وأعطى المرأة الحرية فى السفر بدون إذن ولى الأمر وأن تنفصل عن أهلها فى المسكن حتى إن كانت غير متزوجة بعد فكان لابد من تنفيذ هذه المعاهدات وكيف يتقبلها المجتمع فليس أسهل من الفن يُقدم من خلاله وفى كل مرة يثير العمل ضجة بفكرة شاذة عن أعراف المجتمع وتخالف الشريعة الإسلامية هكذا تنتشر الفكرة وكأنها نوع من الدعاية والإعلان فمتى ننتبه لما يحاك بنا ؟ كيف يمر هذا مر الكرام على مجتمعاتنا المسلمة ؟ أتذكرون قصة عابد فى قرية كانت تعمل الخبائث وانتشر فيها المعاصى فقرر أن يعتزلهم فى صومعته فأمر الله الملائكة أن تبدأ به فى العذاب أتدرون لماذا بالرغم من تقواه ؟ ....
لأنه سكت عن قول الحق وإرشادهم إلى خطورة ما يفعلونه من معاص لم يغضب لله عندما شاهدهم على معصية واكتفى باعتزالهم ألهذا الحد يدفع ثمن صمته ؟
وها هى قصة نبى الله لوط مع قومه وماذا فعلت أمراة لوط لكى تنال مصير العصاه من أهل القرية وتُكتب من الكافرين فى كتاب يتلى إلى يوم القيامة لأنها قبلت معصيتهم وأيدتهم فيما يفعلوه هكذا اعتياد الحرام مع فساد العقيدة أخرجها من رحمة الله وهذا هدف أعداء الدين أن يجعل المسلم يعتاد على مشاهد العرى والفواحش ليل نهار مع بعده عن الدين وفساد عقيدته فتنتهى نهاية امرأة لوط برغم من أنها كانت فى بيت نبى ولكن رأت الحرام ولم تنكره بل شجعت عليه فمتى نعتذر الى الله مما يحدث ؟ونشعر بالمسئولية تجاه ابناءنا ولا نتركهم يدفعون الثمن فإذا تفهم العقلاء وأهل الرشد حقيقة الأمر وأعرضوا عنه كيف لجيل استعرت لديه الشهوات وتزينت المعاصى فى غياب الوعى الدينى نشأ جيل لا يعرف أساسيات دينه فكيف يقاوم الفتن ؟؟
يجب أن نربى أبناءنا على أن الإنحلال الأخلاقى لا يأتى بخير وأن الشذوذ إنما هو سلوك اجتماعى ليس له علاقة بالجينات وإلا لما كان عاقبة الشذوذ أن يقتل ا الفاعل والمفعول به حتى لا تشيع الفاحشة فى المجتمع فعن ابن عباس « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ» [صححه الألبانى]
يقولون إن الفن رسالة وأى رسالة تؤديها مثل هذه النوعية من الأعمال التى تفسد أكثر مما تصلح يقولون إنه يمثل واقع المجتمع كيف وأن فكرة مثل الخيانة الزوجية والصداقة بين الشاب والفتاة لم تظهر فى المجتمع بهذا الشكل ويعلن بها إلا بعد أن عرضت على شاشات السينما والتلفزيون وإذا كان الفن يعكس المجمتع فهل كل المجتمع عاهرات وشواذ ؟ الجواب ليس من عندى ولكنه من عند خالق هذا الكون ومدبر أمره إذ يقول تعالى :" {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} " [سورة النور]
وإنه لا يخفى على أحد تأثير الفن على الشباب فلينظروا ماذا يقدمون من أعمال ؟ ولا يدعون المثالية بل أننا قد نرى فى بعض الأحيان من يهاجم كلمة الحق ويوجهون لهم الاتهامات تماماً كما فعل قوم لوط مع نبيهم عندما قالوا لهم " أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس تتطهرون" فعلا وحقا يجب على المجتمع أن يتطهر من قبول مثل هذه النوعية من الأفكار ولا ينتظر حتى يعمنا العذاب لماذا نقبل أن نكون جزءاً من مخطط غربى ؟
بماذا نعتذر إلى الله يوم القيامة ؟وتذكروا أنه لم يعصم ابن نبى الله نوح عليه السلام وزوجة لوط عليه السلام من العذاب برغم من صلتهم القريبة بالأنبياء لن يعصم من العذاب إلا من قال كلمة حق وقاطع الباطل ولم يزينه للناس لينهزم أمام تمسك المجتمع بدينه وفطرته السوية وقوة إيمانه التى ترهب أعداء الاسلام فلا يجدون فى مجتمعاتنا البيئة الصالحة لنشر أفكارهم