رد على حديث موضوع منتشر عن شهر رجب
(لايجوز نقول قال رسول الله صلى عليه وسلم )، أو نقول: هذا حديث أو في السنة ، ومن فعل ذلك - عالماً بكذب الحديث
- التصنيفات: ملفات شهر رجب والإسراء والمعراج -
نص الحديث الموضوع: قال الرســول صــلى اللـه عليه و ســلم : مَِّـِّـِّنَِ يبارك الــناس بهذا الشهر الفضيل يــحرم عليه النار
*الرد على الحديث*
-إليك أيها الحريص على نشر كل ما قرأت عنه بأنه قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وحباً فيك أقول: يجب علينا حول كل حديث موضوع مايلي:
1-لا يجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى: (لايجوز نقول قال رسول الله صلى عليه وسلم )، أو نقول: هذا حديث أو في السنة ، ومن فعل ذلك - عالماً بكذب الحديث - فيصدق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من كذب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار» [متفق عليه] .
-وفي حديث آخر في المتفق عليه أيضاً : «إنّ كذباً علي ليس ككذب على أحد فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
2-لا يجوز نشره إطلاقاً خاصة بعد العلم به أنه مكذوب وليس بحديث، بل من خطورة ذلك أذكر حديثاً عند مسلم: «عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» ، فمن نشره وهو يعلم أنه كذب فهو أحد الكذّابين، وقد سبق في الحديث السابق: (من كذب عليّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار.)
فلنتنبه لذلك جيداً ؛ حتى لا نتقحّم في النار بسبب نشر الأباطيل على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، خاصة بعد الانفتاح الشديد في وسائل التواصل.
قد يقول جاهل: إنما أردت الخير!
ونقول: ليس كل من يريد الخير يصيبه ، ثم النية الحسنة لا تبرر فعل الحرام ، كيف وهو الكذب على خير خلق الله عليه صلوات الله الذي: {﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوىإِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحىعَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾} [النجم: ٣-٥]
فلنحذر.....
ثم قد يقول قائل: لا علم لي أن الحديث مكذوب!
ونقول: فلا يجوز لك نشر ما لا تعلم ، وخاصة حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ويجب تسأل من يعلم وليس كل أحد يصلح للسؤال: ﴿ فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾[النحل: ٤٣] .
ثم إذا لم تعلم هل هو صحيح أو غير ذلك، ولم تستطع السؤال فلا تنشره، فالقاعدة الشرعية تقول: درء-أي دفع- المفاسد أولى من جلب المصالح، فادفع عن نفسك النار بعدم نشرك للحديث خير من جلبك للمصلحة لو حصلت لك ، والأولى نترك سبعين باباً من الحلال خشية الوقوع في الحرام ، ولقد كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يتحاشى الحديث عن رسول الله -صلوات وسلامه عليه- عندما يشك بلفظه هل هي هكذا نطقها الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا ، فيترك رواية الحديث برمته ؛ لكونه شك بكلمة واحدة ، ويقول: أقول برأيي ولا أكذب على رسولي بعد أن سمعته يقول:( من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
الشيخ/عبدالله رفيق السوطي