لماذا يخشى بوتين غزو أوكرانيا
هاني مراد
يعود ذلك إلى تهديد أمريكا بإغلاق خط الغاز الروسي "Nord Stream 2" إلى أوربا، حيث عمدت أمريكا إلى توجيه ناقلات الغاز من اليابان وقطر والخليج إلى أوربا، عوضا عن الغاز الروسي
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
رغم وصول التجهيزات العسكرية لذروتها، بنقل إمدادات الدم إلى جبهات القتال، وإجلاء البعثات الدبلوماسية، تمهيدا للغزو الروسي لأوكرانيا، ولأن بوتين أضعف من هتلر الذي أرغم أوربا على "معاهدة ميونخ" لتقسيم تشيكوسلوفاكيا، قبيل الحرب العالمية الثانية، فقد ظهر تردده في اتخاذ القرار، رغم كل الاستعدادات الهائلة والمكلفة!
يعود ذلك إلى تهديد أمريكا بإغلاق خط الغاز الروسي "Nord Stream 2" إلى أوربا، حيث عمدت أمريكا إلى توجيه ناقلات الغاز من اليابان وقطر والخليج إلى أوربا، عوضا عن الغاز الروسي، حتى إن أسعاره انخفضت نتيجة ذلك!
كما أمدت أمريكا أوكرانيا بصواريخ ستينجر المضادة للطائرات، وصواريخ جافلين المضادة للدروع، مما شكل تهديدا مرعبا للتفوق الروسي الساحق.
وكذلك حصلت أوكرانيا على الطائرات المسيرة التركية "بيرقدار أقينجي تيها"، ذات الإمكانات الهائلة التي تفوق طائرات بيرقدار تي بي 2 وتي بي 3، التي سحقت أسلحة الدفاع الجوي الروسية في ليبيا وأذربيجان وقضت على أسطورة منظومة صواريخ بانتسير. وتستطيع هذه الطائرات إذلال روسيا واصطياد راجمات الصواريخ والدبابات التي تعتمد عليها في شن هجومها البري.
وتخشى روسيا دخول شبكة الأنهار والمستنقعات المحيطة بالعاصمة كييف، لا سيما مع بدء ذوبان الجليد، حتى إذا هاجمت أوكرانيا من روسيا البيضاء الأقرب إلى كييف!
ويخشى بوتين تكرار هزيمة "معركة كييف" التاريخية التي خسرت فيها روسيا نصف مليون جندي، نتيجة حصار جيوش هتلر لقواتها، في إحدى أكبر المعارك على مرّ التاريخ!
كما يخشى بوتين تكرار هزيمة "حرب الشتاء" أمام فنلندا؛ خلال الحرب العالمية الثانية، حيث انتصرت هذه الدولة الصغيرة على الاتحاد السوفيتي في أوج مجده، مع فارق الإمكانات الهائل بين البلدين، بفضل بسالة رجال فنلندا على "خط مانرهايم" التاريخي!