الممارسات المؤسفة في السويد من عزل للأطفال عن أسرهم
تلجأ السلطات السويدية إلى التعامي عن الحقائق ومحاولة تشويه اليقظة الإعلامية والاجتماعية تجاه هذه القضية، واللجوء إلى ترهيب الحراك المطالِب بمطالبات عادلة في الداخل السويدي. وعليه، فإننا ندعوها إلى التحلي بالتوازن واستماع صوت العقل، وتجنب التعصب والاستبداد
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
هذه رسالة سطرها عدد من العلماء والمفكرين والدعاة والإعلاميين والمختصين في مجال التربية والصحة النفسية، ومتاحة للتوقيع لجميع الراغبين في المشاركة في هذه المطالب العادلة بخصوص الممارسات المؤسفة التي تقوم بها دائرة الشؤون الاجتماعية "السوسيال" في السويد من عزل للأطفال عن أسرهم في السويد عموما والجاليات المهاجرة خصوصاً
إننا نأسف أن تلجأ السلطات السويدية إلى التعامي عن الحقائق ومحاولة تشويه اليقظة الإعلامية والاجتماعية تجاه هذه القضية، واللجوء إلى ترهيب الحراك المطالِب بمطالبات عادلة في الداخل السويدي. وعليه، فإننا ندعوها إلى التحلي بالتوازن واستماع صوت العقل، وتجنب التعصب والاستبداد
إننا حريصون كل الحرص على حق الأطفال من كل الأديان في نشأة سويةٍ عقلياً وخُلُقياً وصحياً ونفسياً وعاطفياً. وأي ممارسة بخلاف ذلك يمارسها والدا الطفل أو غيرهما فهي مرفوضة وآثمة وعلى المجتمع التعاون على ردعها
لكن ما تقوم به دائرة الشؤون الاجتماعية بحق الأطفال وعائلاتهم يحقق عكس هذه المقاصد في كثير من الأحيان. فهي تعاقب الآباء على تعليمهم أطفالهم تعاليم لا يمكن فصلها عن معتقداتهم الدينية والثقافية التي يكفلها الدستور، وتَعْتَبِر هذه التعاليم جرائم تستوجب نزع الأطفال من آبائهم وتعريضهم لحياة اليُتم والتشريد في المراكز، أو لإعطائهم لعوائل قد تغير دينهم وأخلاقهم
إننا كموقعين على هذا البيان نوضح أن هدف الحملة ليس إثارة العداوات بين الشعوب كما تزعم بعض وسائل الإعلام السويدية، وإنما حماية حق الأطفال في العيش في ظل والديهم وأسرهم وعدم السماح للسوسيال بالتعدي على حق الأسرة وتدميرها، خصوصاً في السويد، البلد الذي يرفع شعار حقوق الإنسان، لا سيما وأن كثيراً من العوائل قد هربت من الاضطهاد في بلادها لتتمتع ببعض الحقوق والحريات في السويد
إننا في هذا البيان ندافع عن حقوق العوائل، المسلمة وغير المسلمة، ونحرص على مصلحة الأطفال مسلمين وغير مسلمين
فمعالجة هذا الموضوع بطريقة عادلة هو مدعاة للأمان والاستقرار في المجتمع، بينما ما تقوم به السوسيال يؤدي إلى خلل وتفسخ في بنية المجتمع السويدي، ويُضر باستقراره. وعدوى هذه الممارسات تهدد المجتمعات البشرية. فماذا تتوقع من أطفال انتُزعوا من أحضان آبائهم وأمهاتهم وهم يصرخون؟! وماذا تتوقع من آباء وأمهات يُنتزع منهم أبناؤهم لأتفه الأسباب ثم يعرف أحدهم أن ابنه افترسه الكلب لدى "العائلة البديلة" أو اغتصبها "الأب البديل" عشرات المرات؟! إن هذه الممارسات تفكك المجتمعات وتنشئ أجيالاً من الناقمين. بينما نطمح إلى أن يعيش المجتمع السويدي بمكوناته المختلفة بتعايش وانسجام
:وعليه، نطالب بما يلي
1. التدخل بشكل عاجل لوقف السياسة المتبعة حالياً والتي تؤدي إلى سحب بعض الأطفال من أسرهم، وإعادةُ الأطفال الذين تم سحبهم لعائلاتهم
2. تشكيل لجانٍ من المجتمع السويدي بمن فيه من الجاليات تقوم بدور الوساطة بين الجهات المسؤولة والأُسَر والجاليات في السويد، بحيث تضبط تعريف قيم حقوق الإنسان والكرامة والعدالة، بما لا يمنع الأُسَر من تربية أبنائها، وفي الوقت ذاته يحقق الأمن المجتمعي وتماسك الأُسر والصحة النفسية للأبناء والآباء على حد سواء. وتقوم هذه اللجان بتحسين أوضاع الأسر المخالفة وتثقيفها تربوياً ومتابعتها بدلاً من اللجوء إلى سحب الأبناء من آبائهم
وكبادرة حسن نية وحرصٍ على الصالح العام، فإن موقعي هذا البيان يشملون كوادر تربوية وأطباء ومعالجين نفسيين، وهم مستعدون لتقديم العون والمساعدة للعائلات المسلمة وغير المسلمة في التعامل مع الأبناء والتعامل بين الأزواج بشكل سوي يحافظ على تماسك الأسرة وحقوق أفرادها واستقرار المجتمع
3. نثني على جهود مركز الشمال الأوروبي لحقوق الإنسان الداعية إلى المحافظة على الأسر والحد من تدخل السوسيال، ونطلب منه المزيد من الجهد بهذا الاتجاه
4. وقف تدخل السوسيال فيما تعلمه الأسر لأبنائها من قيم ودين وأخلاق مما لا يتعارض مع الأمن المجتمعي، وتعديل القوانين التي تعطي للسوسيال صلاحيات موسعة غير منضبطة
5. نطالب الجالية المسلمة بأن يلتزم كل أفراد في الأسرة بما أمرهم به دينهم من التعامل بالعدل والرحمة مع الأزواج والزوجات والأبناء والآباء، التزاماً بدينهم أولاً، ثم حتى لا تكون هناك ذريعة لتدخل خارجي. كما نطالب الجالية بتعليم أبنائها حرمة الاعتداء على الآخرين في المجتمع ووجوب أداء الأمانة وحفظ الحقوق، فهذا كله من صلب تعاليم الإسلام الذي يقول قرآنه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾، ويقول نبيه صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك)
6. السماح للجاليات بإنشاء مدارس داخلية ومراكز إيواء للأطفال الذين يستحيل بقاؤهم في أسرهم لأسباب مبررة وفق البنود السابقة، بحيث تشرف كل جالية على التعامل مع الأطفال في هذه المراكز وما يتم تعليمهم فيها بما لا يعارض الأمن المجتمعي
ختاماً، ندعو السلطات السويدية إلى فتح صفحة جديدة قائمة على التفاهم والتعاون على الخير، بدلا من اللجوء إلى تشويه المطالبات العادلة