أصحاب الفيل : درس كبير
أبو الهيثم محمد درويش
فنزل عقاب الله تعالى على رأسه ورأس جنده عقاباً لهم على التكبر والتجبر, وصاروا أعداء لله بعد أن كانوا مناصرين للمؤمنين من عباد الله, فليحذر كل منا أن يطاوع كبره وتعلو نفسه فيصبح لله عدواً و يستحق غضب الله وسخطه.
- التصنيفات: التفسير -
المتتبع لتفسير آي القرآن يجد أن التسلسل التاريخي لأحداث سورة الفيل وما جرى لأبرهة وجنده إنما هو امتداد للأحداث التاريخية لسورة البروج وما جرى في اليمن على يد ملكها الطاغية الذي حرق المؤمنين حتى استنجد آخرهم بملك الروم الذي أرسل بدوره رسالة إلى أقرب ملك نصراني من اليمن وهو النجاشي ملك الحبشة, الذي أرسل جيشه بقيادة أرياط وأبرهة للانتصار للمؤمنين, وبالفعل هزموا الطاغية وثاروا لمقتل المؤمنين, وبعدها استقر ملك أبرهة على اليمن بعد احداث طوال من الصراع والغيرة من أبرهة ضد شريكه أرياط.
ثم ازداد طغيان أبرهة حتى أراد ان يصرف وجوه الناس عن بيت إبراهيم عليه السلام بدلأ من أي يطهره من الشرك ويوقره كما فعل بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنزل عقاب الله تعالى على رأسه ورأس جنده عقاباً لهم على التكبر والتجبر, وصاروا أعداء لله بعد أن كانوا مناصرين للمؤمنين من عباد الله, فليحذر كل منا أن يطاوع كبره وتعلو نفسه فيصبح لله عدواً و يستحق غضب الله وسخطه.
قال الإمام السعدي في تفسيره:
" {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } "
ألم تعلم -يا محمد- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟
" {ألم يجعل كيدهم في تضليل} "
ألم يجعل ما دبروه من شر في إبطال وتضييع؟
" { وأرسل عليهم طيرا أبابيل } "
وبعث عليهم طيرا في جماعات متتابعة,
" {ترميهم بحجارة من سجيل} "
تقذفهم بحجارة من طين متحجر.
" { فجعلهم كعصف مأكول} "
فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم ثم رمت بها.
#أبو_الهيثم
#تدبر