الإكثار من قراءة القرآن وإخراج الزكاة في شهر شعبان

عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرؤها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان..

  • التصنيفات: ملفات شهر شعبان -

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" (ص135): روينا عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرؤها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان[1].

 

وقال سلمة بن كهيل: كان يُقال شهر شعبان شهر القراء.

 

وكان حبيب بن أبي ثابت، إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.

 

وكان عمرو بن قيس الملائي، إذا دخل شعبان، أغل صلى الله عليه وسلم حانوته، وتفرَّغ لقراءة القرآن.

 

قال الحسن بن سهل: قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن. اهـ

 

قلت: وسب صلى الله عليه وسلم في الفصل قبل هاتين الخصلتين: قول ابن رجب: ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يشُرع في رمضان من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليَحصل التأهُّب لتلقِّي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن. اهـ

 

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (13/310): كان المسلمون إذا دخل شعبان، أكبوا على المصاحف، وأخرجوا الزكاة. اهـ

 

قلت: وعمل كثيرٍ من المسلمين اليوم، ممن وفقهم الله: إذا صاموا في شهر شعبان، قرؤوا ما تيسر لهم من القرآن، وأنفقوا مما أعطاهم الله، وأقاموا بعضًا من لياليه، والله المسؤول عن توفيقنا إلى الرشد والصواب، وهو أعلم.

 

تنبيه:

سب صلى الله عليه وسلم في كلام الحافظ ابن رجب: بيان الحكمة من إخراج الزكاة، في شهر شعبان، ويأتي في نهاية الخصال، مزيد بيان، إن شاء الله تعالى، والله أعلم.

 


[1] ضعفه ابن رجب: في "المصدر السابق" إلا أن استشهاده به وذكره للآثار عَقِبَه تُقَوِّي عمل السلف ومن بعدهم بمدلوله، والله المستعان، وهو أعلم.

_______________________________________

الكاتب:فواز بن علي بن عباس السليماني