التوبة والندم على ما فات واستقبال شهر رمضان بقلب متلهف للطاعات

قال الله تبارك وتعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

  • التصنيفات: التوبة - ملفات شهر رمضان -

 

قال الله تبارك وتعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

 

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها»، (رواه مسلم برقم (2759).

 

ففي الآية والحديث وغيرهما من الأدلة الحث على التوبة دومًا واستمرارًا فقد قال صلى الله عليه وسلم  «قال إبليس: أي رب: لا أزال أغوي بني آدم، ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب عز وجل: لا أزال أغفر لهم، ما استغفروني»، (رواه أحمد برقم (11729) )، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه [1].

 

وقال العلامة ابن باز رحمه الله كما فيمجموع فتاواه ومقالاته (15/9): ويُشرع للمسلم استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة النصوح، والاستعداد لصيامه وقيامه بنية صالحة وعزيمة صادقة.

 

ولقد كان المسلمون يَعدِّون العدة لرمضان، ومن إعداد العُدة التوبة قبل رمضان، يرون أن جلاء القلوب بالتوبة قبل رمضان؛ لأن رمضان موسم اكتساب حسنات وطاعات وعبادات، فلذلك لابد من التجهُّز لاكتساب الحسنات وللعبادة قبل رمضان.اهـ[2]. وفي لطائف المعارف (ص149):

يا ذا الذي ما كفاه الذنبُ في رجب   ***   حتى عصى ربَّه في شهرِ شعبــان 

لقد أظلَّك شهر الصومِ بعدهمــــــــا   ***   فلا تُصيِّره أيضًا شهر عصيـــــــان 

واتل القرآن وسبِّح فيه مجتهـــــدًا   ***   فإنه شهر تسبيحٍ وقـــــــــــــــرآن 

فاحمل على جسدٍ ترجو النجاةَ لـه   ***   فسوف تُضرم أجسادٌ بنيــــــــران 

كم كُنتَ تعرف ممن صام في سلفٍ   ***   من بين أهلٍ وجيرانٍ وإخـــــوان 

أفناهم الموتُ واستبقاك بِعْدَهُـــــمُ   ***   حيًا فما أقرب القاصي من الداني 

ومعجب بثياب العيد يقطعهـــــــــا   ***   فأصبحت في غدٍ أثوابُ أكفـــان 

حتى يُعمِّر الإنسانُ مسكَنـــــــــــــه   ***   مصيرُ مسكنه قبرٌ لإنســـــــــــان.اهـ 

 


[1] قال الهيثمي : في مجمع الزوائد (10 /207): رجاله رجال الصحيح.اهـ

وقال العلامة الألباني : في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (1650): حديث حسن.اهـ

وقال الشيخ الأرناؤوط : في تحقيق المسند (17 /337): حديث حسن.اهـ

[2] أهـ من موقع الإسلام سؤال وجواب.

________________________________________

الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني