20 رمضان: الـفـتـح الأعـظــم ((فـتــح مــكـــــة))
فـي 20 رمضان 8 هـ، 11 يناير 630م، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فاتحاً في جيش قوامه 10 آلاف رجل..
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان - غزوات ومعارك -
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِين الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا}. [سورة الفتح 27-28].
في 20 رمضـان 8 هـ، 11 يناير 630م، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فاتحاً في جيش قوامه 10 آلاف رجل، حيث ميمنة الجيش بقيادة "خالد بن الوليد" من دخلة من جنوب مكة والميسرة بقيادة "الزبير بن العوام" من ناحية الشمال، بينما كان المهاجرون بقيادة "أبي عبيدة بن الجراح" من ناحية الشمال الغربي، والأنصار بقيادة "سعد بن عبادة" من ناحية الغرب.
قاد "عكرمة بن أبي جهل" 3000 رجلا من المشركين، فكانت المقاومة ضعيفة، حيث بلغ عدد شهداء المسلمين ثلاثة من الفرسان، في حين قتل من المشركين اثني عشر رجلاً، حتى قال أبو سفيان عن ذلك "أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم".
ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- متواضعاً وهو يقرأ سورة الفتح، فأقبل إلى الحجر الأسود واستلمه، ثم عمد إلى تطهير صحن الكعبة من الأصنام (360 صنماً)، ودخل الكعبة، وصلى بها، ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع، فقال: «يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم» ؟) قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء». وأمر "بلال بن رباح" أن يصعد الكعبة فيؤذن. وفي اليوم الثاني خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس، وفيها:
«إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ».
ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة، وأقام بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى، ويكسر الأصنام، وبه دخل الناس في دين الله أفواجاً، وأشرقت الأرض بنور الهداية.