ما يتعلق بصلاة العيد وصيام شوال
أيها المسلم الكريم: من المسائل التي يكثر السؤال عنها في هذه الأيام هي:
- التصنيفات: ملفات شهر شوال - ملفات عيد الفطر -
أيها المسلم الكريم: من المسائل التي يكثر السؤال عنها في هذه الأيام هي:
المسألة الأولى: صلاة العيد في البيوت: يسأل الكثير من الناس هل يجوز للمسلم أن يجمع عائلته ويصلي بهم صلاة العيد، حال استمرار المنع للجمع والجماعات؟
والجواب: أن الفقهاء (رحمهم الله) اختلفوا في صلاة العيد هل يشرع للمسلم أن يصليها في البيت؟ على قولين:
القول الأول: ذهب الحنفية إلى عدم الجواز لمن فاتته، قال ابن عابدين (رحمه الله):"ولا يصليها وحده إن فاتت مع الإمام".[1]
القول الثاني: ذهب الجمهور إلى الجواز لمن فاتته، وأحب قضاءها أُستحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، لما رُوى عن أنس (رضى الله عنه) خَادِمِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أنه كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِيدِ مَعَ الْإِمَامِ جَمَعَ أَهْلَهُ فَصَلَّى بِهِمْ مِثْلَ صَلَاةِ الْإِمَامِ فِي الْعِيدِ.[2]
قال المالكية (رحمهم): "يُستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها، وهل في جماعة, أو أفذاذًا؟ قولان"[3].
وقال الشافعية (رحمهم الله): "وَيُصَلِّي الْعِيدَيْنِ الْمُنْفَرِدُ فِي بَيْتِهِ وَالْمُسَافِرُ وَالْعَبْدُ وَالْمَرْأَةُ".[4]
وقال الحنابلة (رحمهم الله): "وإن فاتته الصلاة (يعني: صلاة العيد) أُستحب له أن يقضيها على صفتها (أي كما يصليها الإمام)".[5]
وقال ابن قدامة من فقهاء الحنابلة (رحمه الله): "وَهُوَ مُخَيَّـرٌ، إنْ شَاءَ صَلَّاهَا وَحْدَهُ، وَإِنْ شَاءَ فِي جَمَاعَةٍ".[6]
وعلى رأي الجمهور: يجوز للمسلم أن يصلي العيد منفردًا، أو مع عائلته جماعةً على الصفة المعروفة لصلاة العيد ركعتين يُكَبِّرَ في الأولى سبعًا، وفي الثانية خمسًا، ويقرأ في كل ركعة الفاتحة مع سورة جهرًا، ولا تُشرع خطبة العيد في البيوت.
المسألة الثانية: صيام الست من شوال[7]: هناك من يسأل إذا كان على المرأة قضاء أيام من شهر رمضان، هل يجوز لها صيام الستة من شوال قبل القضاء، ويكون لها نفس أجر من صام شهر رمضان كاملًا ثم صام الستة من شوال؟
والجواب: إذا كان الإفطار بعذر شرعي كالحيض، فيجوز للمرأة صيام الستة من شوال أولًا، ثم قضاء ما أفطرت في شهر رمضان؛ وذلك لأن القضاء واجب موسع إلى رمضان القادم، والأجر مترتب على صيام عدد أيام الشهر مضافًا إليها ستة أيام، وليس على كون شوال بعد إتمام رمضان، أما إن كان الإفطار بلا عذر، فيجب عليها المبادرة إلى القضاء فورًا بعد العيد وقبل صيام الست من شوال، لكن لو صامت الست، فالصيام صحيح مع الإثم، ووجب عليها قضاء ما فاتها من الصيام بعد ذلك.
جاء في إعانة الطالبين: ويجب قضاء ما فات ولو بعذر من الصوم الواجب أي على الفور إن فات بغير عذر، وعلى التراخي إن فات بعذر.[8]
نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] الدر المختار مع حاشية ابن عابدين: (2/ 175).
[2] السنن الكبرى للبيهقي، كتاب صلاة العيدين- بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ سُنَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ حَيْثُ كَانُوا:(3/ 427)، برقم (6237).
[3] شرح مختصر خليل للخرشي:(2/ 104).
[4] مختصر الأم للمزني: (8/ 125).
[5] الإنصاف للمرداوي: (5/ 364).
[6] المغني لابن قدامة: (2/ 290).
[7] فتوى منشورة على موقع دائرة الإفتاء في المملكة الأردنية الهاشمية، حكم تقديم صيام الست من شوال على القضاء https:/ / www.aliftaa.jo.
[8] إعانة الطالبين للبكري: (2/ 268).