فضل من صلى العشاء والصبح في جماعة

قال ابن خزيمة: صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة، وأن فضلها في الجماعة ضعف فضل صلاة العشاء في الجماعة.

  • التصنيفات: فقه العبادات - فقه الصلاة -

قال الله تعالى:  {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}  [الإسراء:78].

 

قال المفسرون: المراد صلاة الصبح تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، فقد أخرج الإمام مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله».

 

وأخرجه أبو داود والترمذي ولفظه:  «مَن صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة» ؛ (صحيح أبي داود: 519) (صحيح الجامع: 6342).

 

قال ابن خزيمة: باب فضل صلاة العشاء والفجر في جماعة، وبيان أن صلاة الفجر في الجماعة أفضل من صلاة العشاء في الجماعة، وأن فضلها في الجماعة ضعف فضل صلاة العشاء في الجماعة؛ اهـ.

 

• وأخرج الإمام مالك في الموطأ عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان، فقال لها: لم أر سليمان في صلاة الصبح؟ فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه، فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلى (من) أن أقوم ليلة؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 423).

 

• وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا[1]، ولقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا، فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حُزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرِّق عليهم بيوتهم بالنار».

 

وفي رواية عند الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقَد ناسًا في بعض الصلوات فقال: «لقد هممتُ أن أمر رجلًا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فأمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظمًا ثمينًا لشهدها» ؛ يعني صلاة العشاء.

 

وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في صلاة العشاء وصلاة الفجر، لأتوهما ولو حبوًا».

 

وأخرج الإمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الصبحَ، فقال «أشاهدٌ فلان» ؟ قالوا: لا، قال: «أشاهدٌ فلان» ؟ قالوا: لا، قال: «إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا على الركب».

 

• وأخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، فإنها تستجاب، ومَن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوًا فليَفعل» ؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 418).

 

وفي رواية: اعبُد الله كأنك تراه، وعُدَّ نفسَك في الموتى، وإياك ودعوات المظلوم، فإنهن مستجابات، وعليك بصلاة الغداة وصلاة العشاء فاشهدهما، فلو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوًا؛ (صحيح الجامع: 1038).

 


[1] حبوًا؛ أي: زحفًا على الأيدي والرُّكَب.

____________________________________________________

الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد