التوحيد وأنواعه

محمد جميل زينو

(التوحيد هو إفراد الله بالعبادة التي خلق الله العالم لأجلها: توحيد الرب- توحيد الإله)

  • التصنيفات: التوحيد وأنواعه - الأسماء والصفات -

التوحيد هو إفراد الله بالعبادة التي خلق الله العالم لأجلها. قال الله تعالى:

{وما خلقتُ الجِن والإنسَ إلا لِيعبدون} [الذاريات:56][1]؛ أي: يُوحدوني في العبادة ويُفردوني في الدعاء.

 

وأنواع التوحيد الآتية مأخوذة من القرآن الكريم:

1- توحيد الرب: هو الاعتراف بأن الله هو الربُّ والخالق؛ وقد اعترف بهذا الكفار، ولم يُدخلهم ذلك في الإسلام، قال تعالى: {ولَئِنْ سألتَهم مَن خلقَهم ليَقولُن الله} [الزخرف:87].

وقد أنكر الشيوعيون وجود الرب، فكانوا أشدَّ كفرًا من كفار الجاهلية.

 

2- توحيد الإله: هو توحيد الله بأنواع العبادات المشروعة، كالدعاء والاستعانة والطواف والذبح والنذر وغيرها، وهذا النوع الذي جحده الكفار، وكانت فيه الخصومة بين الأمم ورسلهم منذ نوح عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حَثَّ القرآن الكريم في أكثر سُوَره عليه، وعلى دعاء الله وحده، ففي سورة الفاتحة نقرأ: {إياك نعبدُ وإياك نستعين} ومعناه نخصُّك بالعبادة، فندعوك وحدك، ولا نستعين بغيرك؛ وتوحيد الإله يشمل إفراده في دعائه، والحكم بقرآنه، والاحتكام إلى شرعه، وكله داخل في قوله تعالى: {إنَّني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبُدْني} . [طه:14].

 

3- توحيد الأسماء والصفات: هو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والحديث الصحيح، من صفات الله التي وصف بها نفسه، أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة من غير تحريف ولا تكييف ولا تفويض، كالاستواء والنزول، واليد والمجيء، وغيرها من الصفات، نفسرها بما ورد عن السلف، فالاستواء مثلًا ورد تفسيره عن التابعين في صحيح البخاري بأنه العلُو والارتفاع اللذان يليقان بجلاله قال الله تعالى: {ليس كمِثلِه شَيْء وهو السميعُ البصير} . [الشورى: 11].

 

1- التحريف: هو صرف ظاهر الآيات والأحاديث الصحيحة إلى معنى آخر باطل مثل استوى بمعنى استولى.

 

2- التعطيل: هو جحد صفات الله ونفيها عنه كعُلُوّ الله على السماء فقد زعمت الفرق الضالَّة أن الله في كل مكان.

 

3- التكييف: هو تكييف صفات الله، وأن كيفيتها كذا فَعُلوُّ الله على العرش لا يشبه مخلوقاته ولا يعلم كيفيته أحد إلا الله.

 

4- التمثيل: هو تمثيل صفات خلقه، فلا يقال: ينزل الله إلى السماء كنزولنا، وحديث النزول رواه مسلم.

ومن الكذب نسبة هذا التشبيه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ لم نجده في كتبه بل وجدنا نفيه للتمثيل والتشبيه.

 

5- التفويض: عند السلف في الكيف لا في المعنى، فالاستواء مثلًا معناه العُلوُّ الذي لا يعلم كيفيته إلا الله.

 

6- أما التفويض عند المفوضة في المعنى والكيف معًا وهذا خلاف ما ورد عن السلف كأم سلمة -رضي الله عنها- وربيعة شيخ الإمام مالك -رحمه الله والإمام مالك رحمه الله حيث اتفقت أقوالهم على أن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة (أي عن كيفيته)، لأن الإمام مالك قال للسائل: الاستواء معلوم فكيف يقول: السؤال عن الاستواء بدعة!! هذا لا يمكن أبدًا.

 


[1] الآية رَدّ على من يزعم أن العالم خُلِق لأجل محمد صلى الله عليه وسلم.