حب الاختلاف
حسين عبد الرازق
كثير من الناس يريدُ ألا يكون: عادِيًّا.. أو نمطيًّا.. أو مُكرَّرا..
- التصنيفات: قضايا الشباب - تربية النفس -
كثير من الناس يريدُ ألا يكون: عادِيًّا.. أو نمطيًّا.. أو مُكرَّرا..
عايز يكون سوبر مان في أي مجال، أو يعمل حاجة جديدة جدا.. نوعية..ملهاش مثيل
فينتهي به الحال أن يكون عاطلا تماما عن أي عمل! لا النمطي ولا السوبرماني!
والذي يُوصله إلى هذه النهاية (في رأيي) أسباب:
-منها مثلا
1- ازدراؤه واستصغاره للناس اللي هو شايفهم نمطيين وعادّيين من إخوانه العاملين في أي مجال من مجالات الخير = فتكون عقوبة له ولأمثاله من الذين يلمزون المتطوعين من المؤمنين..فيسخرون منهم.
2- أنه يشترط شروطا للعمل تُعطّله كأن يطلب اكتمال الأدوات، أو الصورة الكاملة للعمل (في بدايته) مهو مش عايز يكون عادي بقا فلمّا لم تتوفر له (فهو قاعد في مكانه منتظر الفرج) الذي سيأتيه وهو نائم في مكانه.
3- الخوف من النقد.
4- الخوف من أن يُقال: هذه أعمال عادية نمطية.
وهذا الشخص يعيش مُوَسوَسًا، وينشغل بصورته: كيف يراني الناس.. هل حاسّين إني مش عادي.. مختلف..
فبالتالي:حفاظه على صورته هو الأصل عنده فكلما همّ بعمل حدّثتُه نفسه:
لأ بلاش دا عمل عادي.. وأنت مش أي حد
وممكن تغلط.. هيكون شكلك إيه..
وهتبقى محسوب على الناس العاديّة.. وهكذا
فتمضي قوتُه وعمره وشبابُه في تلك الوساوس.. وهو لا يزال في مقاعد المتفرجين الناقمين على أوضاع الناس.. اللّامزين المطوعين!
....
ليست المشكلة في
- أن تسعى لسدّ ثغرة جديدة أو نوعية
-ولا في أن تطلب الكمال
-ولا في أن تُخطط لهدفك وتتأنّى
ولكن المشكلة في أن تكون مريضا مُوسوَسًا تطلب العلوَ على إخوانك، أن تُعلق شروعك في العمل على ما ليس شرطا له
ان تخاف من النقد، أن يشغلك صورتك عند الناس
فمثلُ هذه النفسيّة - حتى لو قُدّر لها النجاح- فسيكون نجاحُها سيفًا تجلدُ به غيرها وتستخف بهم ولا يزداد صاحبُه إلا غرورا..
ومن قال: إن شرط العمل النافع المفيد ألا يكون مُكررا؟!
ومن قال: إن كل جديد نافعٌ؟! بل قد يكون بابَ ضلالةٍ؟!
النجاح هو إرادة الخير المناسب لقدراتك وطلبُه والتخطيط له والسعيُ فيه مُحتسبًا لله... أيًا كان موقُعك..
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}
وفي الحديث: «لا تحقرنّ من المعروف شيئا» ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ، وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ، إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ».