عبادة مغفول عنها(( إيناس الوَحشان))
وأن الإنسان إذا رأى صاحبه مهمومًا حزينًا يستحب له أن يحدثه بما يضحكه أو يشغله ويطيب نفسه
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
عن أبي جُري الهُجيمي رضي الله عنه قال:
سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ المعروف، فقال :
«لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا ولو أنْ تُعطِي صلة الحبل، ولو أنْ تُعطِي شِسعَ النَّعل، ولو أنْ تَنْزِع من دَلوِك في إناء المُستَسقِي، ولو أنْ تنحِّي الشيءَ من طريق الناس يُؤذِيهم، ولو أنْ تَلقَى أخاك ووجهُك إليه مُنطَلِق، ولو أنْ تلقى أخاكَ فتُسلِّم عليه، ولو أنْ تُؤنِس الوَحشان في الأرض »
[رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح (482/ 3) و (56/ 4) في المسند . ]
الشرح :
يقول ابن منظور في لسان العرب (6/ 368):
والوحشة: الهم.
والوحشة: الخلوة .
والوحشة: الخوف .
قال أبو سليمان الخطابيُّ :
والمقصود بالوَحشان: الغريب.
وإيناسُه : أنْ تَلقاه بما يُؤنِسه من القول والفعل الجميل .
أي:
أنت تؤجر بإيناسك لمن استوحش بهمّ، أو وحدة، أو خوف.
ومن لطيف ما يرويه بعض المتأخرين:
أنه كان بمدينة فاس وَقْف يقوم على بذل مرتب لرجل يصعد المآذن بعد العشاء فيدعو وينشد ويبتهل؛ اسمه "مؤنس الوحشان"، يبلغ صوته الوحيد في داره فيسعد، والمسافر المنفرد فيأنس.
وفي حديث طويل قال عمر -رضي الله عنه- "لأقولن شيئًا أضحك به النبي صلى الله عليه وآله وسلم"[رواه مسلم (1478)]
شرحه النووي -رحمه الله- فقال ضمن ذلك: "وأن الإنسان إذا رأى صاحبه مهمومًا حزينًا يستحب له أن يحدثه بما يضحكه أو يشغله ويطيب نفسه [شرح النووي على مسلم (10/ 81) ]
والله أعلم.