التغيير يبدأ من الداخل

أول طريق للنجاح هو نجاحك في إدارة ذاتك، وإن الفشل مع النفس يؤدى إلى الفشل في الحياة عموماً.

  • التصنيفات: تزكية النفس -

التفكير الإيجابي هو بداية طريقك للنجاح، وغالباً ما يؤدى إلى الأعمال الإيجابية في معظم شئون حياتنا.
ولقد أخبرنا الله في كتابه الكريم بأن التغيير يبدأ من داخل الإنسان، من نفسه أولاً، قال:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. [سورة: الرعد: آية 11]. وقال:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [سورة الشمس]. وقال تعالى {وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)} [سورة فاطر].


قال الشاعر:

أقبل عل النفس واستكمل فضائلها   ***   فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

فقدرة الإنسان على إدارة ذاته تجعله ناجحاً في جميع أموره فقد قيل: \" أول طريق للنجاح في الحياة هو نجاحك في إدارة ذاتك والتعامل مع نفسك بفاعلية، وإن الفشل مع النفس يؤدى إلى الفشل في الحياة عموماً، وربما إلى الفشل في الآخرة والعياذ بالله \".

وصحة الإنسان النفسية تتوقف على خمس مناطق:
1- علاقتك بالناس الآخرين.
2- أساليبك في السلوك.
3- مصادر ارتياحك.
4- طريقتك في الحصول على الشعور بالأمن.
5- قيمة أهدافك في الحياة.
وهذه المناطق الخمس لا يمكن للإنسان أن يديرها بفاعلية إلا إذا كان الإنسان ناجحاً في إدارة ذاته، مدركا لقدراته وإمكاناته، مراقبا لسلوكياته وتصرفاته.

ولقد وردت كلمة النفس في القرآن في 367 موضعاً وجاءت بدلالات مختلفة منها:
1- الدلالة على الإنسان.
2- إشارة إلى أشخاص معينين.
3- دلالة على الذات الإلهية.
4- إشارة إلى ضمير الإنسان.
5- إشارة إلى أصل البشر. (2).


وهذا كله يؤكد اهتمام القرآن بالنفس كمصدر للتغير ويجعل من إدارتها مصدرا من مصادر استراتيجيات النجاح, ولكي يحقق الإنسان استراجيات النجاح لا بد له من الإمساك بمفاتيح التحكم في ذاته، وتفعيل قدراته، وكذا مضاعفة فاعليته وتحويل قدراته إلى عادات وتلك هي البرمجة الذهنية للنجاح.
ومن الأصول التي ينبغي على الإنسان أن يراعيها في إدارة ذاته أن يلجم تفكيره ويعصمه، وأن يثق في قدراته ويعود نفسه أن تكون له أهداف سامية وواضحة، وأن يخطط لأمور حياته ويبتعد عن الفرص الارتجالية، وأن يحذر التسويف وضياع الوقت سدى، و أن يجعل أهدافه ومبادئه فوق المساومة وأن يواجه النتائج بكل شجاعة وثبات.

___________________________________________

(1) عوض محمد القرني: حتى لا تكون كلاً ص 53.

(2) ( معروف زريق: علم النفس الإسلامي ص 13، 15 ).

___________________________________________________

الكاتب: د. بدر عبد الحميد هميسه