أقبلت أيام الخير : أنواع التكبير وأفضل الطاعات
أبو الهيثم محمد درويش
نشر المعروف بين الناس وخاصة إيناس الوحشان , عن أبي جُري الهُجيمي رضي الله عنه قال:
سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ المعروف
- التصنيفات: العشر من ذي الحجة -
اللهم لك الحمد حمداً كبيراً كثيراً زكيا طيباً مباركاً فيه
أقبلت أيام الخير , أفضل أيام العام , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة»، قالوا: ولا الجهاد، قال: «ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء» » (رواه البخاري).
قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج:28] قال ابن عباس وابن كثير يعني: "أيام العشر".
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « «مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» » (رواه الطبراني في المعجم الكبير).
قــال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره"
التكبير المطلق والتكبير المقيد في شهر ذي الحجة:
ما هو التكبير المطلق والنكبير المقيد في شهر ذي الحجة؟
التكبير المطلق يجوز من أول ذي الحجة إلى أيام العيد .. له أن يكبر في الطرقات وفي الأسواق، وفي منى، ويلقي بعضهم بعضًا فيكبر الله.
وأما التكبير المقيد فهو ما كان عقب الصلوات الفرائض, والتكبير المقيد بأعقاب الصلوات يبدأ عقب الصلاة فجر يوم عرفة، ويستمر إلى ثلاث وعشرين صلاة، يعني إلى رابع أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم . والله أعلم.
اختلف العلماء في صفته على أقوال :
الأول : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثاني : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثالث : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .
والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة .
وأصحُّ ما ورد في صيغِ التكبير ما أخرجَه عبد الرزاق بسندٍ صحيح عن سلمان رضي الله عنه قال: (كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا) ، وصحّ عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما صيغة: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
الطاعات الجليلة في العشر من ذي الحجة :
أرشح لك أخي الحبيب طاعات جليلة وأجرها عظيم ,,أسردها لك دون إطالة:
أولاً: التوبة , قال تعالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} , اجلس مع نفسك في لحظة صدق وانظر إلى أفعالك وتب إلى الله من ذنوب أنت تعلمها وحدك بعد الله تعالى, اندم, أقلع, اعزم على ألا تعود بصدق.
ثانياً: فعل الفرائض والانتهاء عن المحرمات, فأحب ما يتقرب العبد به إلى الله هو ما افترضه الله عليه.
ثالثاً: سلامة الصدر للمسلمين, فعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: ««كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد»» [رواه ابن ماجه] وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]
رابعاً: نشر المعروف بين الناس وخاصة إيناس الوحشان , عن أبي جُري الهُجيمي رضي الله عنه قال:
سألتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ المعروف، فقال :
« لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا ولو أنْ تُعطِي صلة الحبل، ولو أنْ تُعطِي شِسعَ النَّعل، ولو أنْ تَنْزِع من دَلوِك في إناء المُستَسقِي، ولو أنْ تنحِّي الشيءَ من طريق الناس يُؤذِيهم، ولو أنْ تَلقَى أخاك ووجهُك إليه مُنطَلِق، ولو أنْ تلقى أخاكَ فتُسلِّم عليه، ولو أنْ تُؤنِس الوَحشان في الأرض».
رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح (482/ 3) و (56/ 4) في المسند .
الشرح :
يقول ابن منظور في لسان العرب (6/ 368):
والوحشة: الهم.
والوحشة: الخلوة .
والوحشة: الخوف .
قال أبو سليمان الخطابيُّ :والمقصود بالوَحشان: الغريب. وإيناسُه : أنْ تَلقاه بما يُؤنِسه من القول والفعل الجميل.