هديه - صلى الله عليه وسلم - في بيعه وشرائه ومعاملاته

أحمد بن عثمان المزيد

باعَ صلى الله عليه وسلم واشْتَرَى، وكان شراؤُه أكثرَ مِنْ بَيعِه بعدَ الرسالةِ. آجرَ واستأجَر، ووكَّلَ وتوكَّلَ، وكان توكيلُه أكثرَ مِنْ تَوَكُّلِهِ...

  • التصنيفات: السيرة النبوية - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -

1- باعَ صلى الله عليه وسلم واشْتَرَى، وكان شراؤُه أكثرَ مِنْ بَيعِه بعدَ الرسالةِ. آجرَ واستأجَر، ووكَّلَ وتوكَّلَ، وكان توكيلُه أكثرَ مِنْ تَوَكُّلِهِ.

2- واشتَرى بالثمنِ الحالِّ والمؤجَّل، وَتَشَفَّعَ وشُفِّع إليه، واستدانَ بِرَهْنٍ وبِغَيْرِ رَهْنٍ، واستعارَ.

3- ووهبَ واتَّهَبَ، وأَهْدَى وَقَبِل الهديةَ وأثابَ عليهَا، وإنْ لم يُرِدْهَا اعتذرَ إلى مُهْدِيهَا، وكانت الملوك تُهدِي إليه، فيقبلُ هدايَاهُم، وَيَقْسِمُها بين أصحابِه.

4- وكان أحسنَ الناسِ معاملةً، وكان إذا استَسلف مِن أحدٍ سلفًا قَضَى خيرًا منه، ودعا له بالبركة في أهلِه ومالِه واقتَرضَ بعيرًا فجاءَ صاحبُه يتقاضَاهُ، فأغلظَ للنبي صلى الله عليه وسلم فَهَمَّ به أصحابُه فقال: «دَعُوهُ؛ فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا» [ق].

5- كانَ لا تزيدُه شِدَّةُ الجهلِ عليه إلا حِلمًا، وأَمَرَ مَن اشتدَّ غضبُه أن يُطْفِيَ جَمْرَةَ الغضب بالوضوءِ، وبالقُعودِ إِنْ كان قائمًا، والاستعاذةِ بالله مِن الشيطانِ.

6- وكانَ لا يَتَكَبَّرُ على أحدٍ، بل يتواضعُ لأصحابِه ويبذلُ السلامَ للصغيرِ والكبيرِ.

7- وكان يُمازحُ ويقول في مزاحِه الحقَّ، ويُورِّي ولا يقولُ في توريتِه إلا الحقَّ.

8- وسابقَ بنفسه على الأقدامِ، وخَصَفَ نعلَه بيدِه، ورفَعَ ثوبَه بِيدِه، ورقع دلوه، وحَلَبَ شاته، وفَلَى ثوبَه، وخَدَمَ أهلَهُ ونفسَهُ، وحَمَلَ مع أصحابِه اللَّبِنَ في بناءِ المسجدِ.

9- وكان أشرحَ الخلقِ صدرًا، وأطيبَهم نفسًا.

10- وما خُيِّر بين أمْرينِ إلا اختارَ أيسرَهُمَا ما لم يَكُنْ مَأثَمًا.

11- ولم يكُن يَنتَصرُ مِن مَظْلِمَةٍ ظُلِمَها قطُّ ما لم يُنْتَهك مِن محارمِ اللهِ شيءٌ، فإذا انتُهِكتْ محارمُ اللهِ لم يقُم لغضبه شيءٌ.

12- وكان يُشيرُ وَيَسْتَشِيرُ، ويَعُودُ المريضَ، ويشهدُ الجِنَازَةَ، ويجيبُ الدعوةَ، ويمشي مع الأرملةِ والمسكينِ والضعيفِ في قضاءِ حوائجهم.

13- وكان يدعو لِمَنْ تقرَّبَ إليه بما يحبُّ، وقال: «مَن صُنع إليه معروفٌ فقالَ لفاعله: جزاكَ اللهُ خيرًا، فقد أبلغَ في الثَّناءِ» [ت].

 

 


[1] زاد المعاد (1 /154).