فضل صلاة الليل
إن صلاة الليل لها فضل عظيم، ولها وسائل تساعد على المحافظة عليها، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
- التصنيفات: فقه النوافل -
إن صلاة الليل لها فضل عظيم، ولها وسائل تساعد على المحافظة عليها، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
فضل قيام الليل في القرآن:
1- قال الله سبحانه وتعالى مخاطبًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
قال البغوي رحمه الله: "قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} [الإسراء: 79]؛ أي: قم بعد نومك، والتهجد لا يكون إلا بعد النوم، يُقال: تهجد إذا قام بعدما نام، وهجد إذا نام، والمراد من الآية: قيام الليل للصلاة"؛ [تفسير البغوي، ج: 5، ص: 115].
2- قال الله تعالى عند ذكر صفات عباده الصالحين: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 63 - 66].
قال البغوي رحمه الله: "قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ} [الفرقان: 64]؛ أي: يبيتون لربهم بالليل في الصلاة، سجدًا على وجوههم، وقيامًا على أقدامهم"؛ [تفسير البغوي، ج: 6، ص: 94].
3- قال الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17].
قوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16].
• قال الحسن البصري رحمه الله: "يعني: قيام الليل".
• قال ابن زيد رحمه الله: "هؤلاء المتهجدون لصلاة الليل"؛ [تفسير الطبري، ج: 18، ص: 612].
• قال ابن كثير رحمه الله: "يعني بذلك: قيام الليل، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 6، ص: 363].
4- قال سبحانه في وصف عباده الصالحين: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات: 15 - 19].
• قوله: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17]:
• قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئًا، وقال قتادة، عن مطرف بن عبدالله: قل ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله، عز وجل، إما من أولها وإما من أوسطها، وقال مجاهد: قلما يرقدون ليلةً حتى الصباح لا يتهجدون؛ [تفسير ابن كثير، ج: 7، ص: 416].
___________________________________________________
الكاتب: الشيخ صلاح نجيب الدق