دروس غزوة خيبر وفتح مكة

إن غزوة خيبر وغزوة فتح مكة فيهما دروس يستطيع المسلمون الاستفادة منهما في حياتهم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

  • التصنيفات: السيرة النبوية - غزوات ومعارك -

إن غزوة خيبر وغزوة فتح مكة فيهما دروس يستطيع المسلمون الاستفادة منهما في حياتهم، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

أولًا: غزوة خيبر

كانت غزوة خيبر سنةَ سبعٍ من الهجرة، سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، واستخلف على المدينة نُمَيْلة بن عبدالله الليثي، فلما انتهى إليها حاصرها حصنًا حصنًا يفتحه الله عزَّ وجلَّ عليه ويغنمه، حتى استكملها صلى الله عليه وسلم وخَمَّسَها، وقسم نصفها بين المسلمين، وكان جملتهم مَنْ حضرَ الحديبية فقط، وأرصد النصف الآخر لمصالحه ولما ينوبُه من أمر المسلمين، واستعمل اليهود الذين كانوا فيها بعدما سألوا ذلك عِوَضًا عمَّا كان صالَحَهم عليه من الجلاء، على أن يعملوها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النصف مما يخرج منها من ثَمَرٍ أو زرع، وقد اصطفى صلى الله عليه وسلم من غنائمها صفيَّة بنت حُيي بن أخطب لنفسه، فأسلمت، فأعتقها، وتزوَّجها، وبنى بها في طريق المدينة بعدما حلَّتْ.

 

أهدت إليه امرأة من يهود خيبر- وهي زينب بنت الحارث، امرأة سَلام بن مِشْكم- شاةً مشويةً مَسْمُومةً، فلمَّا أكل من ذِراعها أخبره الذِّراعُ أنه مسموم، فترك الأكل، ودعا باليهودية فاستخبرها: «أسمَمْتِ هذه الشاةَ»؟، فقالت: نعم، فقال: «ما أردْتِ إلى ذلك» ؟، فقالت: أردتُ إنْ كنتَ نبيًّا لم يضُرَّك، وإن كنت غيره استرحنا منك، فعفا عنها صلى الله عليه وسلم.

 

وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر بعد فراغهم من القتال جعفرُ بن أبي طالب وأصحابُه ممَّن بقي مهاجرًا بأرض الحبشة، وصُحْبتهم أبو موسى الأشعري في جماعة من الأشعريين يزيدون على السبعين، وقدم عليه أبو هريرة وآخرون رضي الله عنهم أجمعين، فأعطاهم صلى الله عليه وسلم من المغانم كما أراه الله عزَّ وجلَّ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لجعفر: «لا أدري بأيهما أنا أُسَرُّ، أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر» ؟، ولما قدم عليه قام وقبَّلَ ما بين عينيه.

 

وقد استشهد بخيبر من المسلمين نحو عشرين رجلًا رضي الله عنهم جميعهم؛ (الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، صـ118:115).

 

دروس من غزوة خيبر:

(1) اليهود أهل غدر وخيانة ولا أمان لهم.

(2) أخذ أعداء الإسلام بغتة حتى لا يتمكَّنوا من الاستعداد للقتال.

(3) تقديم طاعة الله تعالى ورسوله على كل أمر.

(4) صدق الصحابة في القتال دفاعًا عن الإسلام.

(5) ثبوت نبوءة نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ حيث أنقذه الله تعالى من الشاة المسمومة؛ (هذا الحبيب لأبي بكر الجزائري صـ364: 365).

 

ثانيًا: غزوة فتح مكة

سبب غزوة فتح مكة:

دخلت قبيلة خُزاعة عام الحديبية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وضربت المدة إلى عشر سنين، أمن الناس بعضهم بعضًا، ومضى من المدة سنة، ومن الثانية نحو تسعة أشهر، فلم تكمل حتى اعْتَدَتْ بنو بكر على خُزاعة، وأعانت قريش بني بكر على خُزاعة بالسلاح، وساعدهم بعضهم بنفسه خفية، وفرَّت خُزاعة إلى الحرم فاتَّبَعهم بنو بكر إليه، وقتلوا من خُزاعة رجلًا، وتحصَّنت خُزاعة في دُور مكة، فانتُقضَ عهد قريش بذلك، فخرج قوم من خُزاعة حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلموه بما كان من قريش، واستنصروه عليهم، فأجابهم صلى الله عليه وسلم وبشَّرهم بالنصر، وأنذرهم أن أبا سفيان سيقدم عليهم مؤكدًا العقد، وأنه سيردُّه بغير حاجة، فكان ذلك، وذلك أن قريشًا ندموا على ما كان منهم، فبعثوا أبا سفيان ليُجدِّد العقد الذي بينهم وبين محمدٍ صلى الله عليه وسلم ويزيد في الأجل، فخرج، فلما كان بعُسْفان لقي بُدَيْل بن وَرقاء وهو راجع من المدينة، فكتمه بُدَيْل ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أمِّ حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، فذهب ليقعد على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعَتْه، وقالت: إنك رجل مشرك نَجَس، فقال: والله يا بُنيَّة، لقد أصابك بعدي شَرٌّ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه ما جاء له، فلم يُجِبْه صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة، ثم ذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه فطلب منه أن يُكلِّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى عليه، ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه فأغلظ له، وقال: أنا أفعل ذلك؟! والله لو لم أجد إلا الذرَّ لقاتلتكم به، ثم شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجَهاز إلى مكة، وسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعمِّيَ على قريش الأخبار، فاستجاب له ربُّه تبارك وتعالى؛ ولذلك لما كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة يُعلِمُهم فيه بما هَمَّ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من القدوم على قتالهم وبعث به مع امرأة، وقد تأوَّل في ذلك مصلحةً تعود عليه رضي الله عنه، وقبل ذلك منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدَّقه؛ لأنه كان من أهل بدر، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا والزبير والمقدادَ رضي الله عنهم، فردُّوا تلك المرأة، وأخذوا منها الكِتاب، وكان هذا من إعلام الله عزَّ وجلَّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم بذلك، ومن أعلام نبوَّتِه صلى الله عليه وسلم، وخرج صلى الله عليه وسلم في العاشر من رمضان في عشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب، واستخلف صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا رُهْم كلثومَ بن حصين، ولقيه عمُّه العباس بذي الحليفة، ورجع معه صلى الله عليه وسلم، وصام صلى الله عليه وسلم حتى بلغ ماءً يُقال له: الكُدَيْد، فأفطر بعد العصر على راحلته ليراه الناس، وأرخص للناس في الفطر، ثم عزم عليهم في ذلك، فانتهى صلى الله عليه وسلم حتى نزل بمَرِّ الظَّهْران فبات به.

 

وأما قريش فعَمَّى الله عليها الخبرَ، إلا أنهم قد خافوا وتوهَّموا من ذلك، فلما كانت تلك الليلة خرج ابن حرب، وبُدَيْلُ بنُ ورقاء، وحكيم بن حزام يتجسَّسُون الخبر، فلما رأوا النيران أنكروها، فقال بُدَيْلُ: هي نار خُزاعة، فقال أبو سفيان: خُزاعةُ أقَلُّ من ذلك، وركب العباس بغلةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذٍ، وخرج من الجيش لعله يلقى أحدًا، فلما سمع أصواتهم عرفهم، فقال: أبا حنظلة؟ فعرفه أبو سفيان، فقال: أبو الفضل؟ قال: نعم، قال: ما وراءك؟ قال: ويحك! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، واصباحَ قريش! قال: فما الحيلة؟ قال: والله لئن ظفر بك ليقتلنَّكَ؛ ولكن اركب ورائي وأسْلِم، فركب وراءه وانطلق به، فمَرَّ في الجيش كلما أتى على قوم يقولون: هذا عَمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مَرَّ بمنزل عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فلما رآه قال: عدوُّ الله؟ الحمد لله الذي أمكن منك بغير عَقْد ولا عهْد، ويَرْكُضُ العباسُ البغلةَ، ويشتدُّ عمرُ رضي الله عنه في جريه، وكان بطيئًا، فسبَقَه العباسُ، فأدخله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عمر في أثره، فاستأذن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ضرب عنقه، فأجاره العباس مبادرة، فتقاول هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يأتيه به غدًا، فلما أصبح أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه الإسلام فتلكَّأ قليلًا، ثم زجره العباس فأسْلَم، فقال العباس: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان يحب الشرف، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دخَلَ دارَ أبي سفيان فهو آمِن، ومَنْ أغلَقَ بابَه فهو آمِن، ومَنْ دخَلَ المسجدَ الحرامَ فهو آمِن».

 

أصبح صلى الله عليه وسلم يومه ذلك سائرًا إلى مكة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم العباس أن يوقف أبا سفيان عند خَطْم الجبل، لينظر إلى جنود الإسلام إذا مرَّت عليه، وقد جعل صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه على المقدمة، وخالد بن الوليد رضي الله عنه على الميمنة، والزبير بن العوام رضي الله عنه على الميسرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في القلب، وكان أعطى الراية سعد بن عبادة رضي الله عنه، فبلغه أنه قال لأبي سفيان حين مرَّ عليه: يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمة - والحُرْمة هي الكعبة - فلما شكا أبو سفيان ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بل هذا يومٌ تُعظَّمُ فيه الكعبة»، فأمر بأخذ الراية من سعد فأعطاها للزبير بن العوام، وأمر صلى الله عليه وسلم الزبير أن يدخل من كَداء من أعلى مكة، وأن تنصب رايته بالحَجُون، وأمر خالدًا أن يدخل من أسفل مكة، وأمرهم بقتال من قاتلهم، وكان عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، قد جمعوا جمعًا بالخَنْدَمة، فمرَّ بهم خالد بن الوليد فقاتلهم، فقُتِلَ من المسلمين ثلاثة وهم: كُرْزُ بن جابر من بني مُحارب بن فهر، وحُبَيْشُ بن خالد بن ربيعة بن أصرم الخُزاعي، وسلمة بن الميلاء الجُهَني، رضي الله عنهم، وقُتِل من المشركين ثلاثة عشر رجلًا، وفرَّ بقيتُهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو راكب على ناقته وعلى رأسه المِغْفَر، ورأسه يكاد يمس مُقدَّمة الرَّحْل من تواضعه لربِّه عزَّ وجلَّ، وقد أمَّن صلى الله عليه وسلم الناس إلا عبد العُزَّى بن خَطَل، وعبدالله بن سعد بن أبي سَرْح، وعكرمة بن أبي جهل، ومِقْيَس بن صُبابة، والحويرث بن نُقَيْذ، ومغنيتين لابن خَطَل، فإنه صلى الله عليه وسلم أهدر دماءهم، وأمر بقتلهم حيث وُجِدوا، حتى ولو كانوا متعلِّقين بأستار الكعبة، فقتل ابن خَطَل، وهو متعلِّق بالأستار، ومِقْيَس بن صُبابة، والحويرث بن نُقَيْذ، وإحدى المغنيتين، وآمن الباقون، ونزل صلى الله عليه وسلم مكة واغتسل في بيت أم هانئ وصلى ثماني ركعات، يُسلِّم من كل ركعتين، وخرج صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فطاف به طواف قدوم، ولم يَسْعَ، ولم يكن معتمرًا، ودعا بالمِفْتاح، فدخل البيت وأمر بإلقاء الصور ومحوها منه، وأذَّنَ بلال يومئذٍ على ظهر الكعبة، ثم ردَّ صلى الله عليه وسلم المِفْتاح إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وأقرَّهُم على السِّدَانة، وكان فتح مكة لعشرٍ بقين من رمضان، واستمرَّ صلى الله عليه وسلم مفطرًا بقية الشهر يصلي ركعتين، ويأمر أهل مكة أن يُتِمُّوا، وخطب صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فبيَّن حرمة مكة، وأنها لم تَحِلَّ لأحد قبله، ولا تَحِلُّ لأحد بعده، وقد أُحِلَّتْ له ساعةً من نهار، وهي غير ساعته تلك حرام، وبعث صلى الله عليه وسلم السرايا إلى مَن حول مكة من أحياء العرب يدعوهم إلى الإسلام، وكان في جملة تلك البعوث بعث خالدًا إلى بني جذيمة، الذين قتلهم خالد حين دعاهم إلى الإسلام، فقالوا: صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فوَدَاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتبرَّأ من صنيع خالد بهم، وكان أيضًا في تلك البعوث بعث خالدًا أيضًا إلى العُزَّى، وكان بيتًا تُعظِّمه قريش وكنانة وجميع مُضَر، فدمَّرها رضي الله عنه من إمامٍ وشُجَاع، وكان عكرمة بن أبي جهل قد هرب إلى اليمن، فلحقته امرأتُه وهي مسلمة، وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فردَّتْه بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحَسُنَ إسلامه، وكذا صفوان بن أمية كان قد فَرَّ إلى اليمن، فتبعه صاحبه في الجاهلية عُمَير بن وهب بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردَّه، وسَيَّرَه صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر، فلم تمض حتى أسلم وحَسُنَ إسلامه، رضي الله عنه؛ (الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، صـ130:122).

 

دروس من غزوة الفتح:

(1) سوء عاقبة نكث العهود، فقد نكثت قريشٌ عهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فحلَّتْ بها الهزيمة، وخسرت كيانها الذي كانت تدافع عنه وتحميه.

(2) جواز السفر في شهر رمضان، وجواز الفطر والصيام فيه على حدٍّ سواء.

(3) الحرص على عدم تسرُّب أخبار جيش المسلمين إلى العدوِّ.

(4) إقالة عثرات أهل الفضل، ويتجلَّى ذلك في عفْوِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم عن حاطب بن أبي بلتعة، رضي الله عنه، بعد أن عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(5) إنزال الناس منازلهم، حيث تجلَّى هذا في إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان كلماتٍ يقولهُنَّ فيكون ذلك فَخْرًا واعتزازًا، وهو قوله: ((مَنْ دخَلَ دارَ أبي سفيان فهو آمن)).

(6) حُسْنُ تواضُع الصالحين لله تعالى؛ فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة مطأطئًا رأسَه حتى إن لحيته تمس رَحْل ناقته تواضُعًا لله تعالى، وشكرًا له على نعمه العظيمة.

(7) العفو عن الناس عند القدرة على الانتقام؛ فقد عفا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة، إلا أربعة منهم.

(8) لله تعالى العِزَّةُ ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمجاهدين الصادقين.

 

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلا أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سُبْحَانَهُ أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكِرامِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.

_______________________________________________________

الكاتب: الشيخ صلاح نجيب الدق