اغتيال براءة الأطفال
إيمان الخولي
وإذا أراد الأب أن يحمى ابنه من الزنا والشذوذ باعتباره أمانه فى عنقه سيسأل عليها يوم القيامة يعتبره قانون الطفل اعتداء على سلامته الجنسية والنفسية و ماذا يعنى تثقيف الطفل جنسيا ؟
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
كما يكفل القانون للطفل الحرية الدينية وهذا يعنى أن الطفل يختار دينه بنفسه ويتبرأ من دين آبائه مثلا ؟ نعود مرة أخرى لفكرة كيف لطفل تختار أمه ملابسه التى يلبسها أن يحدد هويته الدينية نسمع من يقول اتركوه على الفطرة وهو يختار
إذا أردتم الحديث عن الفطرة فإن الفطرة هى دين الإسلام كما أخبرنا رسول الله فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: « (ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ)» ، أى أنه متهيأ جبلياً لقبول الحق
كما يجرم قانون الطفل الزواج دون الثامنة عشرة وتخرج المسلسلات والأفلام لدعم هذه الفكرة وتجرم زواج القاصرات فى الوقت نفسه لا يجرم القانون المراهقين من نفس االسن على علاقات جنسية خارج إطار الشرع إذا كان عن تراض من الطرفين ويتم تنظيم الدورات والبرامج للتوعية الجنسية لهم فى المدارس حتى يقيموا علاقات غير شرعية بينهم البعض بشكل آمن حتى إذ اكان هناك حمل فلا تخشى الفتاة شيئا فالقانون يكفل لها أن تقيد الأبن بدون وثيقة زواج وأن تنسبه لأى عائلة تحب كما لها الحق فى الإجهاض الآمن وليس للأب أن يتخذ أى إجراء معها هل هذه هى الثقافة الجنسية التى يريدونها أن تنتشر بين الأطفال ؟ لما لا تتوفر برامج للتوعية الدينية بدلا من أن يحثوا الفتاة على الهرب من بيت العائلة ويصوروا لها الوالدين على أنهما معقدان نفسيا لأنهم لم يتركوا ابنتهم بحريتها تفعل ما تشاء وكأن ليس للوالدين دور سحبوا صلاحيات الآباء فى تربية ابنائهم وتأديبهم تحت اسم الحريات وادعوا مواكبة النظام العالمى والتقدم حتى وإن كان على حساب ديننا وقيمنا ماالذى يريده الغرب من المسلمين أن يصبحوا مثلهم وهل هذه الافعال حصنت الفتى والفتاة عندهم أم ازدادت شهواتهم استعارا ؟
فعلى الآباء والأمهات أن لا يركنوا إلى هذه الدعوات وأن يمتثلوا لأمر الله تعالى :" { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} ..." [التحريم 6]
كما أن هناك تعديل لقانون الأحوال الشخصية الخاص بالزواج والرضاع والحضانة ليخرج لنا أصواتاً تقول أن الزوجة ليست ملزمة بخدمة زوجها ولا بالرضاع ولا بالحضانة نعم هناك مذاهب تقول بذلك لكن الحياة الزوجية قائمة على الفضل وليس العدل فكل طرف يتقى الله فى الطرف الآخر يبذل ويضحى لله انظر كيف توغلوا فى عمق الأسرة المسلمة ليعصوا الزوجة على زوجها والإسلام منهم برىء فعن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده. "رواه أبو داود صححه الألبانى خبب بمعنى أفسد ونسى هؤلاء أن بنت أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة رضى الله عنها كانت تخدم فى بيت زوجها وجاءت تشكو إلى رسول الله أنها تطحن وتعجن وقد أثر فى يدها فلم يقل لعلي رضى الله عنه زوجها أن ابنتى ليست ملزمة بخدمتك لأن المعروف عرفا كالمشروط شرطا فالمتعارف عليه فى المجتمع أن المرأة تخدم فى بيت زوجها فى المقابل الزوج عليه كسب العيش
كما يعملوا على تشوية فطرة الأمومة عند المرأة لتترك الأم أولادها دون رعاية ولا حضانة بدعوى أنها غير ملزمة بعد أن كانت الأم تفعل ذلك بتضحية وعطاء بلا مقابل وبحب لابنائها يُنسهيها أى جهد بذلته معهم
هكذا يتم تغيير قيم المجتمعات لتكون أكثر تقبلاً للأفكار الجديدة الغربية كما أن المنظمات الدولية تربط المساعدات المالية بمدى تنفيذ بنود هذه المعاهدات ومن قال لهم أننا بحاجة إلى معاهدات دولية لتنظم لنا شئون الحياة ,لدينا مصادرنا التشريعية التى تنظم لنا العلاقات أسرية وغير أسرية فإن الله قد أكمل لنا الدين وارتضاه ليدير أمور حياتنا إذ يقول تعالى :" {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3 ) لنعيش به وليس لنبحث عن دين جديد بتوصيات جديدة فمن ابتغى العزة فى غير دين الله أذله الله .