اللهم اجبرني

أحمد قوشتي عبد الرحيم

كان من جملة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين سؤاله ربه أن يجبره فيقول « اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني »

  • التصنيفات: الذكر والدعاء -

( اللهم اجبرني ! )

كان من جملة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين سؤاله ربه أن يجبره فيقول « اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني »

فما أعظمه وأجله من دعاء ، وما أحوج العبد إلى جبر الرب له فيما يواجهه من كسور ظاهرة وباطنة ، وضعف وعجز وفقر وحاجة ، ومصائب وآلام تصيب النفس والقلب ، ولا يجبرها إلا الجبار سبحانه ، الذي يجبر الضعيف والمسكين ، والكسير جبرا حسيا وجبرا معنويا .

والجبار سبحانه هو الذي يجبر قلوب أصحاب المصائب والبلايا ، ومن فقدوا الأحباب ، وآلمهم الفراق ، فينزل عليها الصبر والسكينة ، ويثبتها باليقين ، ويسعدها بالرضا .

وهو سبحانه الذي يجبر قُلوبَ الخاضعينَ لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين له جبرا خاصا بما يفيض عليها من أنواع كراماته، وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب .

وإذا دعا الداعي، فقال: ((اللهم أجبرني)) فإنه يطلب من ربه هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح حال العبد ودفع جميع المكاره عنه. ( انظر الثمر المجتنى شرح أسماء الله الحسنى )

وخلاصة الأمر : أن كل كسر لا يجبره الرب فلا جابر له ، وكل من حفظه الرب وحرسه فمن ذا الذي يقدر على كسره ، ولو اجتمع على ذلك أهل المشرق والمغرب .

يا مَن ألوذ به فيما أؤمله * ومَن أعوذ به مما أحاذره

لا يجبرُ الناسُ عظماً أنت كاسرُه * ولا يهيضون عظماً أنت جابره.