الإنصاف والعدل في الحكم على الناس
أحمد قوشتي عبد الرحيم
- الإنصاف والعدل في الحكم على الناس أحياء وأمواتا سلعة نادرة وخصلة عزيزة ، وأغلب الناس - إلا من رحم الله - غير منصفين ولا موضوعيين .
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
- الإنصاف والعدل في الحكم على الناس أحياء وأمواتا سلعة نادرة وخصلة عزيزة ، وأغلب الناس - إلا من رحم الله - غير منصفين ولا موضوعيين .
- اعتدال الرجل في المدح والقدح ، والثناء والذم ، وفي أحكامه على الناس عموما : دليل قوي على رجاحة عقله ، واتزان نفسيته ، وسبب للثقة في أحكامه ، وتقديره وإكباره ، وجل الخلق - إلا من رحم الله - بعيدون عن الإنصاف فمادحهم في الغالب مبالغ ومتكلف ، وذامهم ظالم ومتعسف ، وأقلهم من يعدل ويقتصد في المدح والذم .
- المدح نوع من الشهادة على الممدوح بما ذكره المادح ، وما من شاهد إلا وشهادته مكتوبة وهو مسئول عنها ( {ستكتب شهادتهم ويسألون} ) والمدح غير المعقول ابن عم الذم !! وهو دليل على تهور صاحبه ، وسبب للتشكيك في إنصافه وموضوعيته ، ومن كان مادحا لا محالة فلا يمدح إلا بحق ، وإلا بما علم ، ودون غلو أو إفراط ، وليقدم مدحه بما قاله صلى الله عليه وسلم في الحديث " « «من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه "»
- المدح والذم ، والموالاة والمعاداة : كلها أمور تتجزأ ، فيحب المسلم من وجه ، ويبغض من وجه ، وقد يكون للشخص الواحد حسنات وسيئات، ومحاسن وقبائح ، فيحمد ويذم ، ويثاب ويعاقب ، ويثنى عليه لأمور وينتقد لأخرى ، ويحب لأفعال ويبغض لأخرى، وليس هنالك أحد لديه حصانة مطلقة من التخطئة ، كما لا يوجد معصوم سوى الأنبياء عليه السلام ، ولا بأس بحال أن تمدح المحسن على عمل عظيم قام به ، ولكنك تنتقده على ما شان به صنيعه من خلل وغلط ، وقد تتفهم الدوافع والأسباب وما يظن أنه من أحكام الضرورات لكن لا يسعك إلا إنكارها إذا تبين لك ما في ذلك من خطأ بين ،وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل وسيف الله المسلول خالد بن الوليد لجهاد شرعي عظيم ، فلما أخطأ في قتل من لا يستحق القتل اجتهادا منه رضي الله عنه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " « اللهم إني أبرأ إليك مما صنعه خالد» "
- وأخيرا : ليس أحد مدحه يزين ويرفع ، وذمه يشين ويضع إلا الله سبحانه ، وإذا تيقنت من ذلك فازهد في مدح من لا يزينك مدحه ، وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب إلى الله وحده .
{( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )}