وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (لا إله إلا الله)
ومعنى كلمة (لا إله إلا الله) أنَّه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، فهو وحدَه سبحانه المستحقُّ بأنْ تُصرفَ له جميعُ العباداتِ، وتكونَ خالصةً له دون سواه، قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].
- التصنيفات: التوحيد وأنواعه -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، مَنْ أسعَدُ الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خالصًا من قَلْبِه أو نَفْسِه»؛ (رواه البخاري).
إن هذه الكلمة العظيمة هي من تعليم الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السلام، كما روى ابن حِبَّان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال موسى: يا رب علِّمْني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامِرَهنَّ غيري والأرضين السبع في كِفَّة، ولا إله إلا الله في كِفَّة، مالَتْ بهن لا إلهَ إلا اللهُ».
ومعنى كلمة (لا إله إلا الله) أنَّه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، فهو وحدَه سبحانه المستحقُّ بأنْ تُصرفَ له جميعُ العباداتِ، وتكونَ خالصةً له دون سواه، قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163].
واعلم أيها المبارك بأن الصادق في قولها تحجزه عن محارم الله، فقد روى الطبراني عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قالَ لا إلهَ إلَّا اللهُ مخلصًا دخلَ الجنة»، قيل: وما إخلاصُها؟ قال: «أنْ تحجِزَه عن محارمِ اللهِ».
وفي رواية لمسلم والترمذي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ شهِدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسول الله؛ حرَّم اللهُ عليه النار».
إن أفضل شيء للتخلص من الهموم والأحزان، وللخروج من الضيق والكرب والمصائب، يكون عند لجوء العبد إلى ربِّه، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ألا أُخبِرُكم بشيءٍ إذا نزل برجلٍ منكم كربٌ أو بلاءٌ من بلايا الدُّنيا دعا به يُفرَّجُ عنه؟ فقيل له: بلَى، فقال: دعاءُ ذي النُّونِ: لا إلهَ إلَّا أنت سبحانَك إنِّي كنتُ من الظَّالمين»؛ (صحَّحه الألباني).
ومن المسلمين من يقول هذه الكلمة، ويصلي ويصوم ويحج ويتصدَّق ومع ذلك يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله تعالى؛ كالاستغاثة بالأولياء والصالحين، أو النذر لهم، أو دعائهم من دون الله، فهؤلاء لم يحققوا معنى لا إله إلا الله، وأنه إفراد الله بالعبادة، وصرف جميع أنواعها له، وأن من صرف شيئًا منها لغيره فهو مشرك، وإن قال لا إله إلا الله، وصلى، وصام، وزعم أنه مسلم، فإن العبد لا يكون مسلمًا حقًّا، ولا ينجو من الخلود في نار جهنم إلا بالإيمان الخالص الذي لا يخالطه شرك، ولا يناقضه كفر، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
فَيَا أخي الكريم، احرص عليها واحرص على تحقيق شروطها، ومَا أَجْمَلَ أن تصاحب الرجل الصَّالِحَ، وَالأَخَ النَّاصِحَ! مَا أَجْمَلَ مَنْ يُذَكِّرُكَ بِاللهِ تعالى، وَيُذَكِّرُكَ بلا إله إلا الله، محمد رسول الله! ويا أخي، احرص على تكرارها والإكثار منها، اجعلها ذكرًا لك في قيامك وجلوسك، وعند نومك وقعودك، وعند سفرك وحضرك.
أسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بكثرة ذكر الله، والإكثار من قول لا إله إلا الله خاصة، وأن تكون آخر كلمة لنا في هذه الدنيا، وأن يجعلنا من المتبعين لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل بيوتنا عامرةً بالطاعة والعمل الصالح وحُسْن الخُلُق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.
______________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش