فضل من بنى مسجدا لله تعالى
فعمارة وبناء المساجد من شعائر الدين، والعناية بها من أوصاف المتدينين. فطوبى لمن رزقه الله مالًا فأنفقه في بناء المساجد، وما تحتاج إليه من العلم والإمامة والتأذين، وهذا لا يفعله إلا الأغنياء الذين يصدقون بيوم الدين...
- التصنيفات: الحث على الطاعات - نصائح ومواعظ -
أخرج البخاري ومسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله عز وجل [1] بنى الله له بيتًا في الجنة»، وفي رواية: «بنى الله له مثله في الجنة». وأخرج ابن ماجه وابن حبان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بني لله مسجدًا يذكر فيه بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 270).
وفي رواية الإمام أحمد والنسائي من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجدًا لله يذكر الله فيه، بنى الله له مثله في الجنة»؛ (صحيح الجامع: 6130). وأخرج ابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم «من بنى لله مسجدًا، بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ (صحيح الجامع: 6127).
وأخرج ابن حبان والبزار عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى لله مسجدًا قدر مفحص قطاةٍ» [2]، وفي رواية: «ولو كمفحص قطاة لبيضها، بُني له بيتًا في الجنة»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 269) (صحيح الجامع: 6129).
وأخرج ابن ماجه وابن خزيمة عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرَّى من جن، ولا إنس، ولا طائر، إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى لله مسجدًا، ولو كمفحص قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 271) (صحيح الجامع: 6128).
وأخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم «من بنى الله مسجدًا بنى الله له بيتًا أوسع منه»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 273). تنبيه: يشترط أن يكون بناء المساجد خاليًا من الرياء والسمعة، وأن يبتغي ببنائه وجه الله تعالى، فقد أخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى مسجدًا لا يريد به رياءً ولا سمعة، بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 274).
1- بناء المساجد صدقة جارية لا ينقطع أجرها: ♦ فقط أخرج ابن ماجه وابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علمًا علمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناهُ، أو بيتًا لابن السبيل بناهُ، أو نهرًا أجراهُ، أو صدقةً أخرجها من مالِهِ، في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته؛ صحيح الترغيب والترهيب» (275:صحيح الجامع (2231.) ♦
وأخرج البزار وأبو النعيم من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم «سَبعٌ يَجري للعبد أجرُهُنَّ وهو في قَبره بعد موته: مَن عَلَّمَ علمًا، أو أجري نهرًا» - وفي رواية - «أو كَرَى نهرًا أو حفر بئرًا، أو غَرَس نخلًا، أو بني مسجدًا، أو وَرَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موته»؛ (صحيح الجامع: 3602).
فعمارة وبناء المساجد من شعائر الدين، والعناية بها من أوصاف المتدينين. فطوبى لمن رزقه الله مالًا فأنفقه في بناء المساجد، وما تحتاج إليه من العلم والإمامة والتأذين، وهذا لا يفعله إلا الأغنياء الذين يصدقون بيوم الدين، وكذلك الفقراء والمساكين الذين يجودون باليسير، وهو عند الله كثير، فهنيئًا لكل من أسهم في بناء المساجد التي يتعبد فيها لله من صلاة واعتكاف وقراءة للقرآن، فله مثل أجورهم.
2- من بنى لله مسجدًا بنى الله بيتًا في الجنة: فقد أخرج الإمام مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجدًا لله تعالى، يبتغي بذلك به وجه الله، بنى الله له بيتًا في الجنة. وعند النسائي بلفظ: «من بنى مسجدًا يذكر الله فيه، بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنة»، وما جعل الله هذا الأجر إلا للمسارعة والمنافسة في بناء هذه المساجد حتى يذكر فيها اسمه، ويسبح له فيها بالغدو والآصال، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36].
_________________________________________________________________________
[1] يبتغي به وجه الله؛ أي: يطلب به ثواب الله ورضاه.
[2] مَفحَص قَطَاة:بفتح الميم والحاء المهملة أي الموضع الذي تفحص عنه في التراب لتبيض فيه - والفحص: الكشف والبحث، والمعني: أي كبيت عصفور، والمراد أنه صغير جدًّا۔
____________________________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد