الحلقة الخامسة: "كذلك يضل الله من يشاء..."
محمد بوقنطار
الحلقة الخامسة: "كذلك يضل الله من يشاء..."
فمن هي الفئات التي شاء الله ويشاء إضلالها؟؟!
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
الحلقة الخامسة: "كذلك يضل الله من يشاء..."
فمن هي الفئات التي شاء الله ويشاء إضلالها؟؟!
المؤمن سوي الفطرة صحيح المعتقد، يقر ويسلم لكلام الله على مراد الله ورسوله، منطلقا من قواعد ومسلمات تنزه الرب جل في علاه عن الظلم صغيره وكبيره، قليله وكثيره، ولذلك لما نفى الله عن نفسه الظلم قائلا في محكم كتابه من سورة (فصلت) "وما ربك بظلام للعبيد" صرفت تفعيلة "بظلام" تحت قرينة شرعية عقدية من "صيغة المبالغة" إلى "صيغة المهنة" كقولنا: (طيار / فلاح / ملاح / نجار وهكذا...)، ذلك أن في إثبات المبالغة لهذا اللفظ القرآني الوارد في سياق النفي، نفي كثير الظلم وإثبات قليله في حق الله تعالى هو سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
ولذلك فإن التنزيه الواجب، والمعتقد المناسب، يذهبان مذهب أن إرادة الإضلال منه هي واقعة على قواعد العدل لا الفضل، وقواعد الاستحقاق والمناسبة والجزاء الوفاق، إذ لم تكن هذه الفئات التي شاء ويشاء الله إضلالها وغوايتها مجهولة العين غامضة الوصف بحيث لا يعرف لها اسم ولا رسم ولا صفة، فإن كان الله قد أطلق وأجمل القول هاهنا، فقد ثبت بالتتبع والاستقراء لآياته المحكمات أنه في مواضع أخرى من القرآن قد قيد وفصل مبينا أحوال هؤلاء وضلالاتهم، وظلمهم، وفسقهم، ونفاقهم، وإسرافهم، وكذبهم، وكيدهم، وخياناتهم، ومسارعتهم في الكفر، وتقلبهم بين الإيمان والكفر والازدياد منه...
وإنها لآيات بينات يتبين معها الحق، وتنجلي معها الحقيقة التي لا ريب فيها تلك هي حقيقة قوله تعالى: " {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} " (الآية 118 سورة النحل) " {وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"} ( الآية 33 سورة النحل).
يتبع مع ذكر الآيات التي أوردها القرآن في شأن من شاء وأراد هو سبحانه إضلالهم...