الحلقة السادسة: هؤلاء هم الذين يضلهم الله

الحلقة السادسة: هؤلاء هم الذين يضلهم الله إضلال عدل واستحقاق، مصداقا لقوله تعالى...

إن ما أجمل فيه الله القول في ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، قد فصل وبسط فيه القول في هذا الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم، فقال جل جلاله وقوله الحق وهو العزيز الحكيم:
"كذلك يضل الله الظالمين" " {وما يضل به إلا الفاسقين} " " {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} " "إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب" " {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} " " {إن الذين كفروا لا يهديهم الله} " " {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا} " " {إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا} " "ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم"...
ومن تتبع غرز النصوص إعمالا لا إهمال فيه، ووصلا لا اجتزاء لسياقاته، وإيمانا بكله لا إيمانا ببعضه وكفرا بجله، وتسليما لحقائقه لا اعتراض فيه، تبين له عدل الله وفضله، وبانت له حكمة الله المقرونة بعلمه وعزته، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.