الأمانة الإلكترونية
سهام علي
ومنها كذلك الصور ولست اقصد صور النساء فحسب بل كل الصور ما دام مرسلها لم يأذن بتداولها فلا يجوز ذلك نهائيًا أيًا كان السبب.
- التصنيفات: وسائل التكنولوجيا الحديثة -
تحكي إحدى الأخوات تقول : رشحت إحدى صديقاتي ابنتي كعروس لابن صديقة آخرى لها ،ومع تحفظي بخصوص طبيعة عمل العريس ولم يكن ذلك التحفظ بسبب نوع الوظيفة كما يفعل البعض الذين يهتمون أن يكون الشخص خريج إحدى كليات القمة كما يسمونها ،فكل هذا ليس له أصل في الشرع ،وإنما الأصل هو أن يكون العمل جائزًا شرعًا أو لا ،وهذا هو أصل المشكلة فهي ضمن الأعمال التي يصعب فيها تحري الحلال ،ولابد أن يكون المرء على درجة عالية من الورع حتى لا يُدخل على أهله مالًا حرامًا.
فما كان مني إلا أني امتثلت لأمر الشرع بألا أحكم على الناس دون سابق معرفة فسمحت لصديقتي أن تعلمهم برقم هاتفي للاتصال بي ،وانتظرت ،و إذا بي أفاجأ برسالة صوتية من أم العريس تطلب مني الذهاب بابنتي إلى المسجد المجاور إلى منزلها لترى ابنتي قبل أن يراها العريس ،أما رؤية الأم للعروس أولًا فهذا أمر مقبول شرعًا وعرفًا ،أما الأمر المذهل هو طلبها أن اذهب بابنتي إليها ،فالشرع والعرف أن يذهب الخاطب أو أهله إلى منزل العروس وليس العكس . فما كان مني إلا أن تجاهلتها وتجاهلت رسالتها ،غير أني اتصلت بالصديقة الوسيط لأخبرها بمضمون الرسالة الصوتية تلك ،وقد سُرَّت كثيرًا عندما رفضت تحويل الرسالة إلى هاتفها حيث أن هذا لا يجوز شرعًا ما دمت لم استأذن صاحبة الرسالة التي هي أم العريس رغم غضبي من الأمر فلم تكن تعرف صديقتي أن هذا واجب شرعي وهو ما يُسمى إن جازت التسمية بالأمانة الإلكترونية ،وكثيرًا ما يقع معي هذا الأمر سواء كانت رسائل مسموعة أو مكتوبة فلها نفس الحكم ولايجوز نقلها بدون إذن صاحبها ،ويدخل في الأمر كذلك فتح مكبر الصوت في مكالمة شخصية بين فردين ليسمعها ثالث ما دام المتصل لم يأذن بذلك مهما كانت درجة الود والمحبة ،واذكر يوم أن فتح زوج ابنتي المكبر أمامي فأخبرتها على الفور أنى حاضرة واسمع صوتها فتراجعت على الفورعن إكمال المكالمة.
ومنها كذلك الصور ولست اقصد صور النساء فحسب بل كل الصور ما دام مرسلها لم يأذن بتداولها فلا يجوز ذلك نهائيًا أيًا كان السبب.
فدنيا التواصل أصبحت مفتوحة الآن على مصراعيها وانتشار الأخبار أسرع من انتشار النار في الهشيم ،وكفانا ما يحدث من مآسي مثل انتحار الفتيات بسبب ابتزازهن بعد تداول صورهن بعد عمليات الفبركة
فديننا الحنيف لم يشرع أن يحرم شئ عبثًا وكما قال تعالى :
" {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ﴿٨﴾} " (الرعد:8)
ومن الامانة كذلك عدم نشر المصنفات الادبية والفنية دون اذن من أصحاب الحقوق أو نسيها لغير أصحابها
بل أن الأمر يتطرق لماهو أقل من ذلك بكثير، كأن ينسب الشخص لنفسه ابتكار وصفة جديدة في طهي الطعام، اوتصميم جديد في للأزيأء أو أي عمل ابتكاري أو أي عمل بذل به جهد صغر أوكبر وذلك قياسا على الدقة الشديدة في تحريم السرقة والغلول ولو كانت في عود من أراك كما ورد في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم