لا تبتئس أيها الفقير!
عزيزي الفقير : لعلك تتساءل في نفسك.. لماذا يبسط الله الدنيا للناس ويمسكها عني؟
- التصنيفات: أعمال القلوب -
كتبه/محمد عبد الونيس
لا تبتئس أيها الفقير!
عزيزي الفقير : لعلك تتساءل في نفسك.. لماذا يبسط الله الدنيا للناس ويمسكها عني؟
فاعلم أخي:
أن الله إذا أحب عبداً.. حماه من الدنيا.. من بريقها.. وفتنها.. وشهواتها..
قال رسول الله ﷺ :
«إنَّ اللهَ تعالى لَيحمي عبدَه المؤمنَ من الدنيا ، و هو يُحبُّه ، كما تحمون مريضَكم الطعامَ و الشرابَ تخافون عليه» .
(صحيح الجامع)
أيها المسكين !!
ألا يكفيك فخراً.. أن الجنة تفتخر أنك من أهلها..
قال رسول الله ﷺ :
«افتَخَرَتِ الجَنَّةُ والنَّارُ، فقالتِ النَّارُ: أيْ رَبِّ، يَدخُلُني الجَبابِرةُ والمُلوكُ والعُظَماءُ والأشْرافُ، وقالتِ الجَنَّةُ: أيْ رَبِّ، يَدخُلُني الفُقَراءُ والضُّعَفاءُ والمَساكينُ» ...."
( صحيح / تخريج المسند لشعيب )
يا معشر الفقراء..
أبشروا..
أنتم أكثر أهل الجنة..
تدخلون الجنة قبل الأغنياء..
حسابكم يسير..
قال رسول الله ﷺ :
«اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ،» ..."
قال رسول الله ﷺ :
«يا مَعْشَرَ الفقراءِ ! أَلَا أُبَشِّرُكم ؟ إنَّ فقراءَ المؤمنينَ يَدْخُلُونَ الجنةَ قبلَ أغنيائِهم بنِصْفِ يومٍ : خَمْسِمَائةِ عامٍ.»
( صحيح الجامع)
قال رسول الله ﷺ :
«تجتمعون يومَ القيامةِ فيقال : أين فقراءُ هذه الأُمَّةِ ومساكينُها ؟ فيقومون ، فيقال لهم : ماذا عملتُم ؟ فيقولون ربَّنا ابتلَيتَنا فصبرْنا وولَّيتَ الأموالَ والسلطانَ غيرَنا ، فيقول اللهُ جلَّ وعلا : صدقتُم . قال : فيدخلون الجنةَ قبل الناسِ وتبقى شدَّةُ الحسابِ على ذوي الأموال والسلطانِ» ..."
(صحيح الترغيب)
فلا تظن أن ربك إذا منعك الدنيا.. أنه لا يحبك..
بل.. أراد بك الخير.. أراد أن يخفف عنك الحساب..
جلس الشيخ وحوله تلاميذه..
سأل التلميذ شيخه : لماذا يدخل الفقراء والمساكين الجنة قبل
الأغنياء ؟
لم يتكلم الشيخ..
ولكن..
أخرج صرة المال..
وأعطى أحد طلابه مائة درهم..
أعطى الثاني سبعون درهماً
و الثالث ستون درهماً
والرابع خمسون درهماً
والخامس أربعون درهماً
والسادس ثلاثون درهماً
والسابع عشرون درهماً
والطالب الذي سأل السؤال.. أعطاه درهماً واحداً..
الطالب صاحب السؤال.. اغتاظ.. وشعر بالتعاسة.. واغتم كثيراً.. وتساءل في نفسه.. لماذا شيخي يفضلهم جميعاً عليّ ؟
نظر الشيخ إليهم مبتسماً..
ثم قال :
يجب أن تنفقوا ما أعطيتكم.. قبل يوم السبت.. وسيكون اجتماعنا يوم
السبت.. عند تلك الخيمة التي في الصحراء !!!
انصرفوا جميعاً..
جاء يوم السبت.. فحضروا جميعاً.. داخل الخيمة.. في الساعة الثانية ظهراً.. وكان يوم صيف شديد الحرارة..
قال الشيخ : من الذي أخذ مائة درهم؟
قال أحدهم : أنا يا شيخ.
قال الشيخ : قف خارج الخيمة.. حافياً على رمال الصحراء.. ثم أخبرني.. ماذا صنعت بما أعطيتك من مال؟
وقف الطالب على رمال ساخنه.. ثم بدأ يقول :
اشتريت كذا وكذا وكذا....وأخذ يعدد كيف أنفها..
وقدماه لا تكاد تحمله من شدة الحرارة.. يرفع قدما.. ويضع أخرى.. ويتصبب عرقاً.. وما فرغ حتى كاد أن يغمى عليه !!!
صنع الشيخ معهم جميعاً.. مثل الذي صنع مع هذا الطالب..
وكلهم أصابه الجهد والتعب..
وجاء دور صاحب السؤال..
فقال : يا شيخ الدرهم اشتريت به قطعة خبز..
ثم دخل ولم يصبه جهد ولا تعب..
فعلم الطالب أن شيخه لم يفضل غيره عليه !!
بل اراد به خيراً..
وأدرك لماذا يدخل الفقراء والمساكين الجنة قبل الأغنياء ؟
لأن حساب الغني يطول.. يحاسب على ماله.. من أين اكتسبه؟
وفيم أنفقه ؟
أما الفقير ليس عنده مال يحاسب عليه!!
فيا أيها المسكين !!
هل مازلت تظن أن الله فضل الأغنياء عليك ؟
هل علمت الآن أن الله أراد بك الخير؟
واعلم أخي :
بغمسة في الجنة.. يزول كل بؤس وشقاء..
قال رسول الله ﷺ :
- ...ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ،
فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ، هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟
هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟
فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ، ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.
(صحيح مسلم)