فوائد مختارة من كتاب " المُصنف " للإمام الصنعاني
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
من مصنفات الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني, المتوفى سنة ( 211هـ) رحمه الله تعالى, كتاب " المُصنف " , الذي أثنى عليه أهل العلم
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن مصنفات الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني, المتوفى سنة ( 211هـ) رحمه الله تعالى, كتاب " المُصنف " , الذي أثنى عليه أهل العلم, قال الشيخ عبدالله العبيد : من أجلِّ المصنفات الجامعة للآثار, وقال الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي : هذا الديوان الجليل, وقال الشيخ عبدالله محمد المطلق : كتاب ضخم فريد.
وقد يسر الله الكريم فاخترت بعض الفوائد منه, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
- الصوم يذهب وغر الصدر:
عن الحارث قال: صوم شهر الصبر, وصوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن بلابل الصدر. قال أبو إسحاق: وقال مجاهد: يذهبن وغر الصدر, قيل: وما وغر الصدر ؟ قال: غشه.
- من أشراط الساعة:
& قال ابن مسعود: كان يقال: من أشراط الساعة أن يُسلم الرجل على الرجل للمعرفة, وتتخذ المساجد طُرُقاً, وأن تغلو النساء الخيل, [ وفي نسخ: تعلو, بإهمال العين], وأن ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة, وأن يتجرد الرجل والمرأة جميعاً.
& عن عطاء بن يسار قال: من أشراط الساعة: عُلُو صوت الفاسق في المساجد, ومطر ولا نبات, وأن تتخذ المساجد طرقاً, وأن تظهر أولاد الزناة.
ـــــــــــــ
- العاقل:
قال وهب بن منبه: وحدت في حكمة آل داود: على العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا في إحدى ثلاث: تزودٍ لمعاد, أو مرمة لمعاش, أو لذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون عالماً بزمانه, ممسكاً للسانه, مقبلاً على شأنه.
- قلة الكلام:
قال عمر بن عبدالعزيز: من عدّ كلامه من عمله قلّ كلامة.
- استجابة الله جل وعلا لدعوة المظلوم على الظالم:
عن هشام بن عروة أن امرأة خاصمت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل إلى مروان في حدود أرضه, فقال سعيد: أنا أغيّر حدودها, وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: (( من سرق من الأرض شبرا طُوقه من سبع أرضين )) قال: فقال مروان: فذلك إليك إذاً, فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعمّ بصرها, واقتلها في أرضها, قال: فعميت, ثم ذهبت تمشى في أرضها, فوقعت بئر لها, فماتت, ثم جاء السيل بعد ذلك فكسح الأرض, فخرجت الأعلام كما قال سعيد.
& شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر, فقالوا: لا يحسن أن يصلي, فسأله عمر. فقال: إني لأصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أركد في الأوليين, وأخفّ في الأخريين, قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق. قال الثوري: قال عبدالملك أو غيره: قال رجل من بني عبس لسعد: اللهم إنك لا تنفر في السرية, ولا تعدل بين الرعية, ولا تقسم في السوية. فقال سعد: اللهم إن كان كاذباً فأعمِ بصره, وعرضه للفتن, وأطل فقره, فقال بعضهم: فلقد رأيته وهو يقول: أصابتني دعوة سعد.
ـــــــــــــــــ
- أمور تُصفِّى للمرء ودّ أخيه:
قال عمر بن الخطاب: يُصفّي للمرء ودّ أخيه أن يدعوه بأحبِّ الأسماء إليه, وأن يوسع له في المجلس, ويسلّم عليه إذا لقيه.
- حلاوة الأيمان:
عن ابن مسعود قال: ثلاث من كنّ فيه يجدن بهن حلاوة الإيمان: ترك المراء في الحق, والكذب في المزاحة, ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
- عدم سماع شبهات أهل البدع:
& عن معمر قال: كنت عند طاووس وعنده ابن له, إذ أتاه رجل يُقال له صالح يتكلم في القدر, فتكلم بشيء فتنبه, فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه, وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد, فلا تسمع من قوله شيئاً, فإن القلب ضعيف.
& قال الحسن: لا تمكن أذنيك صاحب هوى فيمرض قلبك.
- توقير أربعة:
عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: من السنة أن يوقّر أربعة: العالم, وذو الشيبة, والسلطان, والوالد.
- الأدب مع الوالد:
عن هشام بن عروة عن رجل, أن أبا هريرة رأى رجلاً يمشى بين يدي رجل, فقال: ما هذا منك ؟ قال: أبي, قال: فلا تمش بين يديه, ولا تجلس حتى يجلس, ولا تدعُه باسمه. ولا تستسب له, [قال ابن الأثير: أي لا تعرضه للسب ولا تجره إليه]
ــــــــــــــ
- الخير:
عن ابن مسعود قال: خير ما ألقى في القلب اليقين, وخير الغنى غنى النفس, وخير العلم ما نفع, وخير الهدى ما اتُّبع. وما قلَّ وكفى خير مما كثر وألهى, وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع.
- التجارب:
قال معاوية: من لا تنفعه التجارب لا يدرك المعالي.
- عدم التهاون بمحقرات الذنوب:
عن ابن مسعود قال: مثل محقرات الذنوب كمثل قوم سفر نزلوا بأرض قفر معهم طعام لا يصلحهم إلا النار, فتفرقوا فجعل هذا يجيءُ بالروثة, وهذا يجيءُ بالعظم, ويجيءُ هذا بالعود, حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا به طعامهم, فكذلك صاحب المحقرات يكذب الكذبة, ويذنب الذنب, ويجمع من ذلك ما لعله أن يكبه الله به على وجهه في نار جهنم.
- عدم سبّ المُذنب, وحمد الله على العافية:
& عن ابن مسعود قال: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه, تقولوا: اللهم اخزه, اللهم العنه, ولكن سلوا الله العافية.
& عن أبي قلابة أن أبا الدرداء مرّ على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبونه. فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم, واحمدوا الله الذي عافاكم.
قال أبو الدرداء: ادع الله في يوم سرّائك لعلّه أن يستجيب في يوم ضرّائك.
ـــــــــــــــ
- أصغر البيوت:
قال ابن مسعود: إن أصغر البيوت البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء, خرب كخرب البيت الذي لا عامر له.
- تنوير البيوت:
قال عمر: صلاة الرجل في بيته تطوعاً فهو نور, فنوّروا بيوتكم , وما خير بيت ليس فيه نور.
- إنكار الزوج على زوجه:
رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزاً قد علقته من الحمرة فقطعه, وقال: إن آل عبدالله بن مسعود لأغنياء عن الشرك.
- ترك مجالسة من يتهم بالأمر القبيح:
عن عائشة قالت: أول من اُتهم بالأمر القبيح _ تعنى عمل قوم لوط _ على عهد عمر, فأمر عمر بعض شباب قريش ألا يجالسوه.
- إياك والتلون فإن دين الله واحد:
دخل أبو مسعود الأنصاري على حذيفة, فقال: أوصنا يا أبا عبدالله, فقال حذيفة: أما جاءك اليقين ؟ قال: بلى وربي, قال: فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم, وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم, وإياك والتلون فإن دين الله واحد.
- المرأة الجميلة الفاجرة:
عن معمر عن قتادة قال: كان يقال: مثل المرأة الجميلة الفاجرة كمثل الخنزير في عنقه طوق من ذهب.
ــــــــــــ
- جهد البلاء:
عن طاووس قال: لم يجهد البلاء من لم يتول يتامى, أو يكون قاضياً بين الناس في أموالهم, أو أميراً على رقابهم.
- الضحك مع صلابة الإيمان:
سئل ابن عمر: هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال: نعم, والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال.
- الفاحشة والبلاء:
خطب أبو بكر فقال: لا ظهرت _ أو قال شاعت _ الفاحشة في قوم إلا عمّهم البلاء.
- تعبير رؤيا:
عن أبي قلابة أن رجلاً قال لأبي بكر الصديق: رأيت في المنام أبول دماً, قال: أنت رجل تأتي امراتك وهي حائض, فاستغفر الله ولا تعد.
- قلَّ أن يُرى المسلم إلا في ثلاث:
عن معمر عن قتادة قال: كان يقال: قلَّ ما ترى المسلم إلا في ثلاث: في مسجد يُعمره, أو بيت يُكنه, أو ابتغاء رزق من فضل ربه.
- النوم على وضوء:
قال مجاهد: قال لي ابن عباس: لا تنامنّ إلا على وضوءٍ, فإن الأرواح تُبعث على ما قُبضت عليه.
- الفلاح:
قال عمر بن عبدالعزيز: قد أفلح من عصم من الهوى, والغضب, والطمع.
ـــــــــــــ
- دعاء عند شرب ماء زمزم:
عن الثوري قال: سمعت من يذكر ان ابن عباس شرب من ماء زمزم, ثم قال: اللهم إني أسالك علماً نافعاً, ورزقاً واسعاً, وشفاءً من كل داء.
- منع النساء من لبس الملابس الشفافة:
قال ابن عمر: لا تُلبسوا نساءكم القباطي, فإنه إن لا يشف يصف.
- ليلة دخول الرجل على أهله:
& عن الأعمش, عن أبي وائل, قال: جاء رجل إلى عبدالله فقال: إني قد تزوجت جارية بكراً, وإني قد خشيت أن تفركني, فقال عبدالله إن الإلف من الله, والفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحلّ الله له, فإذا أُدخلت عليك فمُرها فلتصل خلفك ركعتين, قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: قال عبدالله: وقَل: اللهم بارك لي في أهلي, وبارك لهم فيّ, اللهم ارزقني منهم, وارزقهم منّي, اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير, وفرّق بيننا إذا فرقت إلى خير.
& عن أبي سعيد مولى بني أُسيد قال: تزوجت امرأة وأنا مملوك, فدعوت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر, وابن مسعود, وحذيفة,....فعلموني, قالوا: إذا أُدخل عليك أهلك فصلِّ ركعتين, ومُرها فلتصل خلفك, وخذ بناصيتها وسل الله خيراً, وتعوذ بالله من شرها.
& عن ابن جريج قال: حُدثت أن سلمان الفارسي تزوج امرأة فلما دخل عليها... قال: هل أنتِ مطيعتي ؟ رحمك الله, قالت: قد جلست مجلس من يُطاع, قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: إن تزوجت يوماً فليكن أول ما تلتقيان عليه طاعة الله. فقومي فلنصلّ ركعتين, فما سمعتني أدعو به فأمّني. فصليا ركعتين وأمّنت.
ـــــــــــــــ
- طيب المرأة وزينتها:
& قال ابن جريج: سئل عطاء أتتطيب المعتكفة وتتزين ؟ فقال: لا, أتريد أن يقع عليها زوجها ؟ لا تتطيب. قلت: ففعلت أيقطع ذلك جوارها ؟ قال: لا, ولِم لا تفعل ذلك؟ وهي في عبادة وتخشع, إنما طيب المرأة وزينتها لزوجها.
& قال عمر: المرأة...لتأخذ زينتها في بيتها, ولتتزين لزوجها.
& قالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطيب للفراش.
- العري من تزين الشيطان:
جار رجل إلى ابن عباس فقال: إني نذرت لأتعرّينّ يوماً حتى الليل على حراء, فقال ابن عباس: إنما أراد الشيطان أن يفضحك, ثم تلا: ﴿ {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان } ﴾ [الأعراف:27]
- السلطان:
& عن ابن مسعود قال: إن على أبواب السلطان فتناً كمبارك الإبل, والذي نفسي بيده لا تصيبون من دنياهم إلا أصابوا من دينكم مثله.
& قال حذيفة: ما مشى قوم إلى سلطان الله في الأرض ليذلُّوه إلا أذلَّهم الله قبل أن يموتوا.
& عن أبي قلابة أن أبا الدرداء قال: كيف أنتم إذا لعنتم أمراؤكم علانية, ولعنتوهم سراً, فهنالك تهلكون.
- سبع من الشيطان:
عن معمر عن قتادة عن عليَّ قال: سبع من الشيطان: شدة الغضب, وشدة العطاس, وشدة التثاؤب, والقيء, والرعاف,...والنوم عند الذكر.
ـــــــــــــ كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ