هجوم المثليين على كأس العالم!

عامر عبد المنعم

تتعرض بطولة كأس العالم في قطر لحملة إعلامية من دوائر غربية في محاولة لفرض سلوكيات لا تقبلها المجتمعات الإسلامية، من دون أيّ اعتبار للثوابت وعقيدة الدولة العربية التي تنظم المسابقة،

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

 

 

تتعرض بطولة كأس العالم في قطر لحملة إعلامية من دوائر غربية في محاولة لفرض سلوكيات لا تقبلها المجتمعات الإسلامية، من دون أيّ اعتبار للثوابت وعقيدة الدولة العربية التي تنظم المسابقة، ويصر أنصار الشواذ (المثليين) على تمرير أجندتهم خلال أهم حدث دولي رياضي ينتظره محبو كرة القدم.

انضم إلى الحملة رياضيون وسياسيون أوربيون وأستراليون ومنظمات حقوقية عالمية، وكلهم يحرضون على رفع علم الشواذ في البطولة، والسماح لهم بالمجاهرة بميولهم، الذي لا يحظى بتأييد الغالبية في مجتمعاتهم الغربية التي سيأتون منها، حيث يرفض المتدينون المسيحيون هذه الممارسات المنافية للفطرة.

رغم الزعيق والضجيج فإن هذه الحركات ليست بالانتشار الواسع الذي يحاولون تصويره، وليست تيارا عالميا كي يفرض وجوده بتغيير القوانين في كل الدول كما تطالب به بعض المنظمات، وإنما تقدمهم بهذا الإلحاح وتسعى لجعلهم في المشهد الدوائرُ الماسونية التي تعمل على إفساد القيم وتخريب الفطرة الإنسانية.

هذا التيار الرافض للفطرة وللتكوين الطبيعي للأسرة من رجل وامرأة يوجد في بعض الدول الأوربية بسبب مناخ الحرية المنفلتة بدون ضوابط، وهيمنة العلمانية في أوربا وخاصة فرنسا، والملاحظ أنهم أقل تأثيرا في الولايات المتحدة والدول الأوربية الأرثوذكسية التي تنتعش بها الأصولية المسيحية.

من الخبث والمكر استخدام هذه الحركات لألوان قوس قزح شعارا لها، فهذه الألوان المتدرجة ظاهرة طبيعية فيزيائة تنتج عن انكسار وتحلل أشعة الشمس على مياه المطر، وهي موجودة في كل مكان، ومن المغالطة وتلبيس إبليس توظيف انتشارها في الإيحاء بوجود الشواذ وانتشارهم وتكثير سوادهم.

الأسرة الطبيعية أساس المجتمع

الأسرة بوصفها نواة المجتمع وأساس تكوين أي أمة تتكون من رجل وامرأة، ولا يمكن تغيير هذا الأساس واختراع أشكال متعددة تحت أي مسمى وبأي مبرر، حتى لو وقفت منظمات دولية خلف الانحراف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فما يدعون إليه من حقوق المثليين والمزدوجي التوجه الجنسي والعابرين للنوع الاجتماعي أو ما يطلق عليه “مجتمع الميم” أو الجنس خارج إطار الزواج، أمور وظواهر ترفضها الرسالات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.

وبسبب هذه العلاقات البعيدة عن القيم الدينية فسدت المجتمعات الغربية ولم تكن في يوم من الأيام مثالا يحتذى بالنسبة لباقي الشعوب، فالأسرة انهارت، وأصبحت هذه الدول التي أباحت تغيير شكل الأسرة الطبيعية تعاني من أمراض ومشكلات لا حصر لها، مثل تراجع الخصوبة وزيادة الشيخوخة، وأصبحت تستقبل المهاجرين الشباب من الخارج لتستمر الحياة.

الدين يعصم المجتمعات

الغريب أن الذين ينحرفون عن الفطرة يتجرؤون ولا يشعرون بالعار، ويريدون نشر انحرافهم في باقي العالم، ويضغطون على السياسيين الانتهازيين في بلادهم لتشكيل لوبي يضغط لاستخدام النفوذ الداخلي والخارجي للترويج لهم، واستخدام الفعاليات والمؤتمرات الدولية لنشر أفكارهم وسلوكياتهم وإظهارهم كتيار واسع، ولكنهم يعلمون أن الدين يفشل سعيهم ويحاصرهم ويعزلهم.

قد تكون الأبواب مفتوحة لهم في الغرب، لكن في المجتمعات الإسلامية وفي شرق أوربا وروسيا والشرق عموما يقف الدين والمعتقدات والتقاليد ضد هذه الموجة الشيطانية التي لن تنجح في إيجاد أنصار في هذه المناطق، ولن تفلح في ابتزاز الحكام لتغيير القوانين لأن الشعوب التي عجز الاحتلال العسكري المباشر عن تغيير هويتها لن تقبل بالمجاهرة بالفاحشة ورفع شعارات الشواذ.

قد تشهد مباريات بطولة كأس العالم تصرفات فردية ومحاولات لرفع علم الشواذ من بعض اللاعبين أو المدربين الذين أعلنوا عدم احترامهم لاختلاف الثقافات وعدم مراعاتهم للقوانين الإسلامية، ولكن ستكون هذه السلوكيات منهم مخاطرة كبيرة خاصة وسط الحشود في هذه البطولة التي يحضرها الملايين من كل أنحاء العالم.

***

الحقيقة أن الذين يحاولون استثمار الحدث الرياضي الذي تنقله شاشات التلفاز للمليارات في البيوت لتمرير أجندة الشواذ يريدون إفساد البطولة، وهم الذين يستحقون الإدانة واللوم وليس المجتمع المسلم الذي لا يقبل هذا الانحراف، وبالتأكيد فإن مصير هذا التحريض الشيطاني الفشل، فالشعوب لن تفرط في إنسانيتها واستقامتها ولن تسير خلف أعداء الفطرة.