رفع الهمة

الهِمَّة: هي الباعث على الفعل، وتوصَف بعلوٍّ أو سفول، وقيل: علوُّ الهِمَّة: "هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور"، وقيل: "خروج النَّفْس إلى غاية كمالها المُمكن لها في العلم والعمل".

  • التصنيفات: تزكية النفس -

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم أنت المُعين فأعنَّا، وأنت الكريم فأكْرِمنا، واجْعَل عِلمنا خالصًا لوجهك الكريم، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

• الهِمَّة: هي الباعث على الفعل، وتوصَف بعلوٍّ أو سفول، وقيل: علوُّ الهِمَّة: "هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور"، وقيل: "خروج النَّفْس إلى غاية كمالها المُمكن لها في العلم والعمل".

• قال الجرجاني: الهِمَّة: توجُّه القلب وقَصْده بجميع قواه الرُّوحانية إلى جانب الحقِّ؛ لِحُصول الكمال أو لغيره".

• قال ابن القيِّم: "والهمة فِعْلة من الهمِّ، وهو مبدأ الإرادة، ولكن خصُّوها بنهاية الإرادة، فالهمُّ مبدؤها، والهِمَّة نهايتها"، وسَمِعت شيخ الاسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - يقول: "والعامة تقول: "قيمة كلِّ امرئ ما يُحسن"، والخاصة تقول: "قيمة كلِّ امرئ ما يَطلب"، يريد أنَّ قيمة المرء هِمَّته ومَطلبه".

 

وفي القرآن ما يدل على رَفْع الهِمَّة:

• يقول الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الحديد: 21].

• ويقول: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 10].

• ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «اغْتَنِم خمسًا قبل خمس...» [1].

 

بداية الناجحين:

انطلاقة يتعلَّق منها الإنسان الناجح، فكلُّ عمل أساسه الهِمَّة العالية.

 

الأعمال بالنيَّات:

• اسْتَحْضِر نية الخير في كلِّ عملٍ، واسْتَحْضِر نَفْعَ الآخرين والكفَّ عن أيِّ شَرٍّ.

• فالإمام أحمد يوصي ابنه عبدالله: يا بُني، انْوِ الخير، فأنت بخيرٍ ما دُمْتَ تنوي الخير.

• وقيل: نيَّة العبد خيرٌ من عمله.

• يؤجَرالإنسان على قَدْر النيَّة.

• وكم من عملٍ عظيم تُحَقِّره النيَّة! وكم من عملٍ صغير تُعَظِّمه النيَّة!

• كم من أعمال ينويها الإنسان ولا يستطيع، فيُكتَب له الأجر!

• ألاَ يستوقفك البلاء عند السَّير إلى الله، فمتاع الدنيا زائل؛ لأنها مَهْمَا طالَت، فهي قصيرة؟!

• قيمة كلِّ امرئ بما يُحسن في هذه الحياة، وبما يُقَدِّمه الإنسان للآخرة، فبُشِّر سيدنا أبو بكر أنه يدخل الجنة من الأبواب الثمانية في صُحبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في رِفقة الصادقين والشهداء.

• العمل والجِد هو الطريق الأعظم إلى المجد، وهو بَلْسم لأجوائك، وعلاج لأمراضك، بل هو كَنزك.

• الإنسان لا يعيش في "سوف" و"غدًا"، والمشكلة ليستِ الوقت، ولكن الهِمَّة.

• إذا فُتِح لك باب خيرٍ، فافْتَحه.

• واعْلَم أنه بالعبادة تزيد قوة البدن؛ فالسيدة فاطمة - رضي الله عنها - حينما طلَبَت خادمًا من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - «أمَرَها بالتسبيح».

 

أرجو أن أكون قد طرَقت باب الهِمَّة في هذه السطور القليلة؛ عسى أن تكون الكلمات رافعة لهِمَمنا، مُقَوِّية لعزائمنا.

 


[1] أخرَجه الحاكم في المستدرك رَقْم (7846)، 4 / 341، وقال: هذا حديث صحيح على شَرْط الشيخين، ولَم يُخرجاه، وابن أبي شيبة رَقْم (34319)، 7/77، والقُضاعي في مسند الشِّهاب رَقْم (729)، 1 /425، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع رَقْم (1077)، وفي صحيح الترغيب والترهيب رَقْم (3355).

_____________________________________________

الكاتب: أمة الله الفاروق