عاقبة المتكبرين

محمد جميل زينو

قالﷺ «لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة مِن كبر». (أي: لا يدخلها مع المتقين أولًا، حتى ينظر الله فيه، فإما أن يجازيه، وإما أن يعفو عنه).

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - مساوئ الأخلاق -

1- قال الله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 37، 38].

 

2- وقال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 18، 19].

 

3- وقال صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: «العزّ إزاري، والكِبرياء ردائي، فمن نازعني شيئًا منهما عذبته»؛ (رواه مسلم).

 

(إزاري وردائي): شبه العزَّ والكبرياء بالإزار والرداء، لأن المتصف بهما يشملانه، كما يشمل الإنسان الإزار والرداء وأنه لا يشاركه في إزاره وردائه، فلا ينبغي أن يشركه فيهما أحد، فضربه مثلًا لذلك، ولله المثل الأعلى [ذكره ابن الأثير في جامع الأصول].

 

4- وقال: صلى الله عليه وسلم:  «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يُحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنةً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بَطَرُ الحق، وغمطُ الناس»؛ (رواه مسلم).

 

وفي رواية: «لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل مِن إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل مِن كِبر»؛ (رواه مسلم).

 

معنى الحديث:

1- (بطرُ الحق: رَدُّ الحق، غَمطُ الناس: احتقارهم).

 

2- ذكر الإمام النووي في شرح صحيح مسلم هذا الحديث: «لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة مِن كبر».

(أي: لا يدخلها مع المتقين أولًا، حتى ينظر الله فيه، فإما أن يجازيه، وإما أن يعفو عنه).

 

3- وقوله: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان».

(يعني به دخول تخليد وتأبيد) [ذكره ابن الأثير في جامع الأصول].

 

4- وقال صلى الله عليه وسلم: «يُحشرُ المتكبرون يوم القيامة أمثال الذَّرِّ في صوَر الرجال يغشاهم الذُّل مِن كل مكان، يساقون إلى سجن جهنم يُقال له: (بُولَس) تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عُصارة أهل النار طينة الخبال». (طينة الخبال: صديد أهل النار)؛ [رواه الترمذي وحسنه، ووافقه محقق جامع الأصول].

 

5- وقال صلى الله عليه وسلم: «قد أذهب الله عنكم عِبِّيَّة الجاهلية، وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلِق مِن تراب».

(عبَيًة الجاهلية: كبرها) [رواه الترمذي وحسنه، ووافقه محقق جامع الأصول].

 

6- وقال صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي في حُلَّة تُعجبه نفسهُ، مُرَجَل رأسه، يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» ؛ (متفق عليه). (مُرجَّل: أي مُسرح. يتجلجل: يسوخ في الأرض).