المسارعة لها ثمن والمماطلة لها ثمن

حسين عبد الرازق

العاقلُ المُوفَّقُ هو الذي ينتبه للمُشكلة عند أول ظهور لها، فيُحاول جاهدا تداركَها، ويعلم أن ذلك يأخذ جهدًا ووقتا أقل بكثير مما لو تُرِكتْ تتوسّع وتستفحِل وتنتشر.

  • التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -

المسارعة والمُبادرة لها ثمنٌ
و (المماطلة) و(التطنيش) لها ثمنٌ
العاقلُ المُوفَّقُ هو الذي ينتبه للمُشكلة عند أول ظهور لها
فيُحاول جاهدا تداركَها
ويعلم أن ذلك يأخذ جهدًا ووقتا أقل بكثير مما لو تُرِكتْ تتوسّع وتستفحِل وتنتشر


أمثلة:
١- شخصٌ لاحَظَ أنه صار يُفرِّط في النوافل ويُطلق بصره وينام عن صلاة الفجر = فلم ينتبِه لذلك.. (طنَّشَ ذلك) ولم يشعر بخطورته.. ثم دخل في مرحلة أخرى من التقصير شيئا فشيئا وجد نفسه ضائعًا بعيدا جدا عمّا كان عليه من الخير والجِدّ.


٢- أُمٌّ وأب أهملا العنايةَ بالأبناء سنوات (والأولاد يزدادون بُعدا عنهما وعن الاستقامة والأخلاق) إلى أن يصير بعضهم يفعل الفسوق أو يُلحِد.. هنا ينتبِه الوالدان: إلحقوني! ابني صار يفعل فواحش بل دخل في الإلحاد.. ماذا نفعل.. أريد علاجا سريعًا لكل هذه المصائب..


٣- شخصٌ حدث بينه وبين حبيبِه جفوة يسيرة يمكن تدارُكها بسهولة برسالةٍ بهديةٍ.. فيترك الأمر حتى تصير قطيعةً يصعب أن تعود العلاقة كما كانت.


٤- شخصٌ لاحَظَ زيادةً في وزنِه فلم يهتمّ ولم يبحث عن السبب ولم يسعَ في الحلّ.. وكبَّر دماغه.. بعد سنوات وجد نفسه من (٧٠) كيلو إلى (١٢٠) كيلو.
فصار صعبا عليه جدا جدا كلمّا تذكّر هذا الفارق
وقد اعتاد على الكسل والأكل كما  يشاء فكيف ينفطم؟.. وأيضا يريد حلّاً سحريًا (يعني وزنٌ جمعه في ١٠ سنوات يريد التخلص منه في شهر) ثم يكون لعبةً في أيدي النّصابين الذي يُتاجرون بعجلتِه وكسله يُعطونه (الأعشاب.. والحبوب..) ونحوها
ولا تزيدُه إلا بُعدا عن غايته...


هذه مجرد أمثلة:
في كل تلك الأمثلة: لو انتبهنا لبوادر الخطأ وظهور علامات المشكلة واتخذنا الأسباب لكان الحلُّ أيسر وأسرع إن شاء الله .
وهذا معنى نهي الله لنا عن  اتّباع(خطوات الشيطان)
فالبُعد عن الخطوة الأولى أيسر
وإذا ركبتَ القِطار  الخطأ فيجبُ أن تنزل عند أول فرصة
لأنك كلما ابتعدتَ من نقطة البداية كان الأمرُ أشقَّ والتكلفة أعلى
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «بادروا بالأعمال».