فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (1)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " البقرة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة

  • التصنيفات: التفسير -

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " البقرة " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • أسماء الله عز وجل الحسنى, وصفاته العليا:

& " العليم " ذو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً لما كان, وما يكون من أفعاله, وأفعال خلقه.

& " الحكيم " ذو الحكمة البالغة التي تعجز عن إدراكها عقول العقلاء, وإن كانت قد ترك شيئاً منها.

& " التواب " أي: كثير التوبة, لكثرة توبته عل العبد الواحد, وكثرة توبته على التائبين الذين لا يحصيهم إلا الله.

& " الرحيم " أي ذو الرحمة الواسعة الواصلة إلى من يشاء من عباده.

& " البارئ " الخالق المعتني بخلقه.

& " الواسع " يعني واسع الإحاطة, وواسع الصفات, فهو واسع في علمه, وفي قدرته, وسمعه, وبصره, وغير ذلك من صفاته.

& " السميع " يدل على صفة السمع, ويدل على أن الله يسمع كل صوت يحدث.

& " العزيز " أي ذو العزة, والعزة: بمعنى القهر والغلبة, فهو سبحانه ذو قوة, وذو غلبة, لا يغلبه شيء, ولا يعجزه شيء.

& " الرؤوف " قال العلماء: إن الرأفة أشد الرحمة, فهي رحمة خاصة.

& " الشاكر " الله يشكر وهو سبحانه وتعالى شاكر وشكور, وشكره تعالى أنه يثيب العامل أكثر من عمله, فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

& " غفور " صيغة مبالغة, وذلك لكثرة غفرانه تبارك وتعالى, وكثرة من يغفر لهم.

& "الحي" ذو الحياة الكاملة...فحياته...أزلية أبدية, لم يزل ولا يزال حياً,...كاملة من جميع أوصاف الكمال, فعلمه كامل وقدرته وسمعه وبصره وسائر صفاته كاملة.

& " القيوم " هو القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه, والقائم على غيره فكل محتاج إليه.

& " العلي " أي ذو العلو المطلق, وهو الارتفاع فوق كل شيء.

& " العظيم " أي ذو العظمة في ذاته, وسلطانه, وصفاته.

& " غني" فهو سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى أحد, وكل من في السموات والأرض فإنه محتاج إلى الله, هو غني بذاته عن جميع مخلوقاته, فله الغنى المطلق من جميع الوجوه.

& " الحميد " تصح أن تكون بمعنى حامد, وبمعنى محمود, أما كون الله محموداً فظاهر وأما كونه حامداً فلأنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد من عباده.

& " واسع " أي ذو سعة في جميع صفاته, واسع في علمه, وفضله, وكرمه, وقدرته, وقوته, وإحاطته بكل شيء, وجميع صفاته, وأفعاله.

& علو الله عز وجل ثابت بالكتاب,  والسنة, والإجماع, والعقل, والفطرة.

& علو الله سبحانه وتعالى من صفاته الذاتية اللازمة له التي لم يزل, ولا يزال متصفاً بها, وأما استواؤه على العرش فإنه من الصفات الفعلية, لأنه يتعلق بمشيئته.

& المحبة صفة حقيقية لله على الوجه اللائق به, وهكذا جميع ما وصف الله به نفسه من الرضا والكراهة والغضب والسخط...على وجه الحقيقة من غير تكيف ولا تمثيل

ـــــــــــــــ

  • خوف الله عز وجل وخشيته:

& يُقال: من خاف الله خافه كل شيء, ومن خاف غير الله خاف من كل شيء.

& الخشية: هي الخوف المقرون بعلم, لقوله تعالى: ﴿ {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ﴾ [فاطر:28] فمن علم عظمة الله سبحانه وتعالى فلا بدّ أن يخشاه.

& يجب تعلق القلب بالله خوفاً, ورجاءً, لأنك متى علمت أنه ليس لك ولي, ولا نصير فلا تتعلق إلا بالله, فلا تعلق قلبك أيها المسلم إلا بربك.

& القرآن الذي نقرؤه الآن هو كلام ربنا تبارك وتعالى تكلم به حقيقة بلفظه ومعناه.

& تلاوة القرآن نوعان: تلاوة حق, وتلاوة ناقصة ليست تامة, فالتلاوة الحق أن يكون الإنسان تالياً للفظه, ولمعناه, عاملاً بأحكامه, مصدقاً بأخباره.

& القرآن بشرى للمؤمنين, وعلامة ذلك أنك تنتفع به, فإذا وجدت نفسك منتفعاً به حريصاً عليه تالياً له حق تلاوته فهذا دليل الإيمان.

& كلما رأى الإنسان من نفسه كراهة القرآن, أو كراهة العمل به, أو التثاقل في تطبيقه فليعلم أنه إنما فاقد للإيمان بالكلية, أو أن إيمانه ناقص.

& يتبين الهدى من القرآن لمن أراد الهدى, وأما من لم يرده فلا, ولهذا قال تعالى: ﴿  {وما يكفر بها إلا الفاسقون } ﴾  

& من وفق لهداية القرآن يجد الفرق العظيم في الأمور المشتبهة, وأما من في قلبه زيغ فتشتبه عليه الأمور, فلا يفرق بين الأشياء المفارقة الواضحة.

& القرآن الكريم فرقان يفرق بين الحق والباطل, وبين النافع والضار, وبين أولياء الله وأعداء الله, وغير ذلك من الفرقان فيما تقتضى حكمته التفريق فيه.  

ــــــــــــ

  • الإيمان:

& الإيمان الحقيقي لا يحمل صاحبه إلا على طاعة الله, لقوله تعالى: ﴿ { قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين }

& الإيمان سبب للهداية للحق...وكلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق, لقوله تعالى: ﴿  {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه}   ﴾  

& فاعل الكبيرة لا يخرج من الإيمان, قال تعالى: ﴿  {فمن عُفي لهُ من أخيه شيء } ﴾ فجعل الله المقتول أخاً للقاتل, ولو خرج من الإيمان لم يكن أخاً له.  

& الإيمان يُنال به ثواب الله, لقوله تعالى: ﴿  {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير }

& الإيمان عند أهل السنة والجماعة يشمل: اعتقاد القلب, وقول اللسان, وعمل القلب, وعمل الجوارح.

& الإيمان شرعاً: التصديق مع القبول, والإذعان, وليس كل من صدق يكون مؤمناً حتى يكون قابلاً مذعناً.

& الإنسان إذا ازداد إيماناً ازداد فهماً لكتب الله سبحانه وتعالى, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

& كلما كان الإنسان أقوى إيماناً بالرسول صلى الله عليه وسلم كان أشدّ اتباعاً له.

& الإيمان بالغيب...يحمل على فعل المأمور, وترك المحظور.

& الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور: الإيمان بوجوده, والإيمان بربوبيته, والإيمان بألوهيته, والإيمان بأسمائه وصفاته.

& كلما ازداد الإنسان إيماناً بالله عز وجل ازداد حباً له. 

ـــــــــــــ

& الإيمان باليوم الآخر يستلزم الاستعداد له بالعمل الصالح...فالذي يقول: إنه مؤمن باليوم الأخرة, ولكن لا يستعد له فدعواه ناقصة.

& الإيمان وحده لا يكفي لدخول الجنة, بل لا بد من عمل صالح...والعمل وحده لا يكفى حتى يكون صادراً عن إيمان.

& إذا ضعف الإيمان أصبحنا نخشى الناس  كخشية الله, أو أشد خشية.

& القول الصحيح قول أهل السنة والجماعة في أن الإيمان يزيد, وينقص.

& الإيمان ليس بالتمني, ولا بالتحلي, بل لا بدّ من نية صالحة, وصبر على ما يناله المؤمن من أذى في الله عز وجل.  

& التقوى خير زاد, كما أن لباسها خير لباس فهي خير لباس لقوله تعالى ﴿ {ولباس التقوى ذلك خير} ﴾[الأعراف:26]وهي خير زاد لقوله تعالى ﴿فإن خير الزاد التقوى

& التقوى...ينال العبد بها معية الله,...وإذا كان الله معك ينصرك, ويؤيدك, ويثبتك فهذا يدل فضيلة السبب الذي هو التقوى لقوله تعالى ﴿ {واعلموا أن الله مع المتقين}

& التقوى: هي اتخاذ الوقاية من عذاب الله عز وجل بفعل أوامره, واجتناب نواهيه, وهذا أجمع ما قيل في التقوى.

& التقوى مرتبة عالية لا ينالها كل أحد إلا من أخلص العبادة لله عز وجل.

& من فوائد التقوى _ وما أكثر فوائدها _ أن المتقي يتعظ بآيات الله سبحانه وتعالى الكونية, والشرعية.

& المهتدي بهذا القرآن هم المتقون, فكل من كان أتقى لله كان أقوى اهتداءً بالقرآن الكريم.

ــــــــــ

& من رد آمراً بتقوى الله ففيه شبه من المنافقين, والواجب على المرء إذا قيل له: "اتق الله" أن يقول: " سمعنا, وأطعنا " تعظيماً لتقوى الله.

& التقوى سبب للفلاح.

  • العلم:

& الحث على طلب العلم, إذ لا تمكن العبادة إلا بالعلم, ولهذا ترجم البخاري رحمه الله على هذه المسألة بقوله: " باب العلم قبل القول والعمل ".

& العلم الكامل الذي هو محل الحمد والثناء هو العلم بالشريعة.

& العلم من أعظم فضل الله عز وجل, لقوله تعالى: ﴿  {أن يُنزّل الله من فضله على من يشاء} ُ ﴾ ولا شك أن العلم أفضل من المال.

& بعض الناس اغتر بما آتاه الله من العلم, فيتعالى في نفسه, ويتعاظم حتى أنه ربما لا يقبل الحق, فحُرم فضل العلم.

& نشر العلم من أسباب مغفرة الذنوب.

& العلم سبب للتقوى. & الاستغفار من أسباب فتح العلم.

& العلم جهاد في سبيل الله ولا سيما في وقتنا الحاضر, فإن الناس...صاروا يأخذون الثقافات من يمين ويسار, واحتاج الناس إلى العلم الراسخ المبنى على الكتاب والسنة

& إذا أردت أن تعرف الفرق بين فضل العلم وفضل المال فانظر إلى العلماء في زمن الخلفاء السابقين, الخلفاء السابقون قلّ ذكرهم, والعلماء في وقتهم بقى ذكرهم.

& لا خير في علم بدون عمل, بل إن العلم بدون عمل يكون وبالاً على صاحبه.

& كتم العلم من كبائر الذنوب, يؤخذ من ترتيب اللعنة على فاعله, والذي يترتب عليه اللعنة لا شك أنه من كبائر الذنوب.

ـــــــــــــــــ

& وجوب نشر العلم عند الحاجة إليه سواء ظهرت الحاجة بلسان الحال, أو بلسان المقال.

& الذي يبين شريعة الله يُلقى الله سبحانه وتعالى في قلوب عباده مودته, ومحبته, والقبول له حتى في السماء.

& ما من إنسان في الغالب أعطى الجدل إلا حرم بركة العلم, لأن غالب من أوتي الجدل يريد بذلك نصرة قوله فقط, وبذلك يحرم بركة العلم.

               كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ