فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (3)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

الآلام, والبلايا, والهم, والغم, تكفير بكل حال, ولكن مع الصبر والاحتساب يكون عملاً صالحاً يثاب عليه, ويؤجر عليه.

  • التصنيفات: التفسير -

                                 {  بسم الله الرحمن الرحيم}

الحيل:

    & للحيل مفاسد كثيرة, راجع إن شئت كتاب " إغاثة اللهفان " لابن القيم رحمه الله

    & الحيل على فعل المحرم أعظم إثماً من إتيان المحرم على وجه صريح, لأنه جمع بين المعصية والخداع.

    & قال أيوب السختياني رحمه الله في المتحيلين: إنهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان, ولو أنهم أتوا الأمر على وجهه لكان أهون " وصدق رحمه الله.

    • العقوبة والنكال:

    & ألم العقوبة ووقعها إذا كان الإنسان ينظر إليها أشد لقوله تعالى ﴿  {وأنتم تنظرون} ﴾ فإن الإنسان إذا رأى الناس يتساقطون في العقوبة يكون ذلك أشدّ وقعاً عليه.

    & النكال, والتنكيل أن يعاقب الإنسان بعقوبة تمنعه من الرجوع إلى ما عوقب عليه.

    • خصال وأخلاق مذمومة:

    & الاستهزاء بالناس من الجهل, وهو الحمق والسفه, لقول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿ { أعُوذ بالله أن أكون من الجاهلين}

    & البخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات.

    & البخل نقص في الإيمان, ولهذا لا يكون المؤمن بخيلاً, المؤمن جواد بعلمه, جواد بجاهه, جواد بماله. جواد ببدنه.

    & ذم الكذب, وأنه سبب للعقوبة, فإن الكذب من أقبح الخصال,...والكذب مذموم شرعاً, ومذموم عادة, ومذموم فطرة أيضاً.

    ـــــــــــــ

    & ذم الحكم بالظن, وأنه من صفات اليهود.

    & الحسد: تمني زوال نعمة الله على الغير سواء تمنى أن تكون له, أو لغيره, أو لا لأحد, فمن تمنى ذلك فهو الحاسد. وقيل: الحسد: كراهة نعمة الله على الغير.

    & الحسد من صفات اليهود, والنصارى.

    & الحاسد لا يزداد بحسده إلا ناراً تتلظى في جوفه, وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة.

    & الحاسد...مع كونه كارهاً لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه, لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود.

    & الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلاً فيها, لأنه لا بد أن يرى في غيره نعمة أكثر من أنعم الله به عليه, فيحتقر النعمة.

    & الشيطان, سمي إبليساً لأنه أبلَسَ من رحمة الله, أي أَيِسَ منها يأساً لا رجاء بعده.

    & الشيطان قد يأتي الإنسان فيوسوس له, فيصغر المعصية في عينه, ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها, منّاه أن يتوب منها, فيسهل عليه الإقدام.

    & تحذير الظالم من الظلم _ أي ظلم كان _ لقوله تعالى: ﴿ {والله عليم بالظالمين}  ﴾ فإن هذه الجملة تفيد الوعيد والتهديد للظالمين.

    & قوله تعالى: ﴿ {ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } ﴾ أضاف الظلم إلى نفسه, وإن كان ظلمه واقعاً على غيره, لأنه جلب على نفسه الإثم, والعقوبة.

    ــــــــــــــ

    & الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه.

    & الظلم ينزل بأهله إلى أسفل سافلين, لا يجعلهم في قمة, بل ينزلهم إما في الدنيا, وإما في الآخرة.

    & كلما كان الإنسان أظلم كان عن الهداية أبعد.

    & صاحب الطغيان يعميه هواه, وطغيانه عن معرفة الحق, وقبوله.

    & من الطغيان أن يُقدّم المرء قوله على قول الله ورسوله.

    • النعم:

    & الظلّ عن الحرِّ من نعم الله على العباد, ولهذا ذكره الله عز وجل ممتناً به على بني إسرائيل, لقوله تعالى: ﴿  {وظللنا عليكم الغمام }

    & الإنجاء من العدو نعمة كبيرة ينعم الله بها على العبد.

    & الله تعالى إذا فضل أحداً بعلم, أو مال أو جاه فإن ذلك من النعم العظيمة.

    & الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من باب الجزاء, وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج.

    & أحياناً تكون الأمراض نعمة من الله على العبد, والفقر والمصائب تكون نعمة على العبد, لأن الإنسان إذا دام في نعمة وفي رغد...فإنه يطغى وينسى الله عز وجل

    • الشكر:

    & الشكر يكون بالقلب: وهو إيمان القلب بأن النعمة من الله عز وجل, ويكون باللسان: وهو بالتحدث اعترافاً لا افتخاراً, ويكون بالجوارح وهو القيام بطاعة المنعم

    & إذا كان...زوال النقم موجباً للشكر فحدوث النعم أيضاً موجب للشكر من باب أولى.

    ــــــــــــــــ

    & كلما عظم الإحسان من الله عز وجل استوجب الشكر أكثر, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه.

    • الدنيا:

    & وصفت هذه الحياة بالدنيا لدنوها زمناً لأنها سابقة على الآخرة, ولدنوها منزلة لأنها دون الآخرة.

    & توبيخ من اختار الدنيا على الآخرة, وهو مع كونه ضلالاً في الدين سفه في العقل, إذا أن الدنيا متاع قليل, ثم يزول, والآخرة خير, وأبقى.    

    & العجيب أن من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا, ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة.

    & لا تجد في الدنيا حال سرور إلا مشوباً بتنغيص قبله وبعده, لكن هذا التنغيص بالنسبة للمؤمن خير, لأن له فيه أجر.

    & العجب أن من الناس من سخّر نفسه لما سخّره الله له, فخدم الدنيا ولم تخدمه, وصار أكبر همه الدنيا: جمع المال, وتحصيل الجاه, وما أشبه ذلك.

    • العقل والعقلاء:

    & العقل هو ما يحجز الإنسان عن فعل ما لا ينبغي, وهو خلاف الذكاء, فالذكاء هو سرعة البديهة والفهم, وقد يكون الإنسان ذكياً, ولكنه ليس بعاقل.

    & ينبغي للإنسان أن يكون عاقلاً, ما يخطو خطوة إلا وقد عرف أين يضع قدمه, ولا يتكلم إلا وينظر ما النتيجة من الكلام, ولا يفعل إلا وينظر ما النتيجة من الفعل.

    & كلما نقص الإنسان من تقوى الله كان ذلك دليلاً على نقص عقله, عقل الرشد...والمراد بعقل الرشد الذي به يرشدون.

    ـــــــــــــــــ

    & لا يتعظ بالمواعظ الكونية أو الشرعية إلا أصحاب العقول الذين يتدبرون ما حصل من الآيات سابقاً, ولاحقاً, فيعتبرون بها, وأما الغافل فلا تنفعه.

    & السحر من أعمال الشياطين, لقوله تعالى: ﴿  {ما تتلوا الشياطين}

    & تعلم السحر, وتعليمه كفر, وظاهر الآية أنه كفر أكبر مخرج عن الملة, لقوله تعالى: ﴿ { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

    & السحر...أنواع: منه ما يقتل, ومنه ما يمرض, ومنه ما يزيل العقل, ومنه ما يغير حواس الإنسان, بحيث يسمع ما لم يكن أو يشاهد الساكن متحركاً أو المتحرك ساكناً  

    • السفهاء:

    & السفهاء: جمع سفيه, وهو الذي لا يحسن التصرف لنفسه, وكل من خالف الحكمة في تصرفه فهو سفيه.

    & من اعترض على حكم الله فهو سفيه.

    & كل من لم يؤمن فهو سفيه, كما قال الله تعالى: ﴿  {ومن يرغبُ عن ملةِ إبراهيم إلا من سفِه نفسهُ}  

    & مهما كان الإنسان حكيماً في قوله فإنه يعتبر سفيهاً إذا لم يلتزم شريعة الله.

    & المخالفين للرسل سفهاء,...فإنهم وإن كانوا أذكياء, وعندهم علم بالصناعة  والسياسة, هم في الحقيقة سفهاء, لأن العاقل هو الذي يتبع ما جاءت به الرسل.

    & ينبغي للإنسان أن يدعو لذريته بالإمامة, والصلاح...وإبراهيم طلب أن يكون من ذريته أئمة, وطلب أن يكون من ذريته من يقيم الصلاة.

    ـــــــــــــــــ

    & ينبغي للإنسان أن يشمل ذريته في الدعاء, لأن الذرية الصالحة من آثار الإنسان الصالح...والذرية صلاحها لها شأن كبير بالنسبة للإنسان.

    & قال يعقوب: ﴿ يا بني ﴾ أي يا أبنائي, وإنما دعاهم بوصف البنوة ترفقاً معهم ليكون أدعى إلى القبول.

    & الله قد يبتلي العبد, فيملأ قلبه حباً لما يكرهه الله عز وجل, لقوله تعالى: ﴿  {وأُشربوا في قُلُوبهم العجل}

    & الله تعالى قد ييسر أسباب المعصية فتنة للناس, أي ابتلاءً وامتحاناً...فإياك إياك إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تفعلها.

    & من أعظم البلوى أن يُزيّن للإنسان الفساد حتى يرى أنه مصلح.

    & لا يعرف المؤمن إلا بالابتلاء والامتحان, فعليك يا أخي بالصبر, قد تؤذي على دينك, قد يستهزأ بك...لكن اصبر, واصدق.

    & المؤمن إذا ابتلي بالبلاء الجسمي, أو النفسي يقول: هذا نعمة من الله يكفر الله بها عني سيئاتي, فإذا أحسّ هذا الإحساس صار هذا الألم نعمة.

    & الآلام, والبلايا, والهم, والغم, تكفير بكل حال, ولكن مع الصبر والاحتساب يكون عملاً صالحاً يثاب عليه, ويؤجر عليه.

    & الصبر على البلاء في ذات الله عز وجل من أسباب دخول الجنة.

                            كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ