الأنفصال العاطفي بين الزوجين

يعد الانفصال العاطفي من أوضح العلامات التي تشير الي انتهاء صلاحية الزواج بين الطرفين طالما لم يشرعا في علاجه

  • التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -

بسم الله الرحمن الرحيم

المــقـدمــة:

الحمد الله رب العالمين، وبه نستعين وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

أن من أخطر المشاكل الأسرية التي تواجه المجتمعات هي ظاهرة الطلاق بشكل مباشر لكن في وقتنا الحاضر ظهر للعلماء والمستشارين الأسريين ظاهرة أخطر من ظاهرة الطلاق وهي ظاهرة الانفصال العاطفي وهي حالة تعتري العلاقة الزواجية حيث يشعر الزوجين بفتور المشاعر بينهما رغم تواجدهما تحت سقفٍ واحد.

 

مفهوم الأنفصال العاطفي:

هو هجر الزوج لزوجته سواء كان هجرا في العلاقة العاطفية أم في المحادثة، وفقدان المودة والسكن النفسي بين الزوجين مع قيام الزواج بالحقوق الزوجية الأخرى كالنفقة وتأمين السكن، بحيث يظهر للناس استقامة العلاقة الزوجية والواقع على خلافه.

 

التساؤلات الدراسية:

هل يعتبر الانفصال العاطفي بديلاً عن الطلاق بين الزوجين؟

ما اثر الانفصال العاطفي في سلوك الأبناء؟

هل يعتبر الانفصال العاطفي نتيجة لسوء المعاملة بين الزوجين؟

هل العوامل الصحية لها علاقة بالانفصال العاطفي؟

هل الاختلاف الثقافي بين الزوجين له علاقة بالانفصال العاطفي بينهما؟

هل للمستوى الاقتصادي دور في الانفصال العاطفي؟

 

مظاهر الأنفصال العاطفي:

من مظاهر ((الانفصال العاطفي)) غياب الحوار بين الزوجين وما يطلق عليه الصمت الزوجي.

الشعور بالندم على الارتباط بالطرف الاخر.

الإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات والام كل طرف.

البحث عن البدائل (الاسراف في متابعة القنوات التلفزيونية والسهر خار المنزل علاقات مشبوهة لدي البعض.

الانسحاب من فراش الزوجية وغياب الرفق واللين بين الشريكين.

 

أسباب ظهور الانفصال العاطفي:

1- فتور الحب                  2- سوء التوافق الجنسي        3- اسباب نفسية

 

(أ) أسباب ظهور الانفصال العاطفي من قبل الزوج

1- بخل الزوج المادي         2- التهديد بالطلاق      3- بخل الزوج العاطفي

4- أسلوب حياة الزوج      5- العجز الجنسي       6- عدم احترام حقوق الزوجة    

7- مشاهدة الأفلام الإباحية

 

(ب)أسباب ظهور الانفصال العاطفي من قبل الزوجة:

1- مظهر الزوجة وزينتها          2- أسلوب حياة الزوجة

3-عدم احترام حقوق الزوج        4- منغصات الزوجة

5– اهمال الزوجة للزوج بعد إنجاب الطفل الأول      6- العناد

 

الاثار المترتبة على الانفصال العاطفي:

يعد الانفصال العاطفي من أوضح العلامات التي تشير الي انتهاء صلاحية الزواج بين الطرفين طالما لم يشرعا في علاجه وهو بلا شك في هذه الحالة يعد الحلقة الأخيرة في سلسلة الحياة الزوجية التي قد تنتهي بالطلاق الفعلي الا ان البعض يفضل تحمل معاناته والامه اما حفاظا على الأبناء من الضياع أو حفاظا على الشكل الخارجي للعائلة في المجتمع لان المجتمع يستنكر الطلاق عادة.

 

نصائح وحلول في علاج مشكلة الأنفصال العاطفي (1):

1- تنبيه الزوجة على أهمية استقبال الزوج عند الباب وتقبيله.

2- تحذر الزوجة من العتاب المباشر فبعض الأزواج يعتبر ذلك انتقادا.

3- يؤكد على الزوجة ان تتحلي بالصبر لمعالجة أخطاء الزوج وتحين الفرصة لمفاتحة الزوج.

4- ترشد الزوجة بأن تظهر انوثتها لزوجها وليرى ويسمع ويشم ما يسره.

5-  توجه الزوجة بالمبادرة باستماع زوجها كلمات الحب والوله والمشاعر الرقيقة.

6- تنصح الزوجة بان تكون صاحبة القلب الكبير الذي يتغاضى عن هفوات الزوج ويعمل على علاجها بأسلوب جميل وراق.

7-  تحذير الزوجة من الثلاثي القاتل: النقد، والندم، واللوم، والمقارنة.

8- يؤكد على الزوجة ان تعبر للزوج عن مشاعرها وعواطفها تجاه زوجها.

 

نصائح وحلول في علاج مشكلة الأنفصال العاطفي (2):

1- يذكر الزوج حين يعود للمنزل بالمبادرة بالسلام على الزوجة وان لم تستقبله فليبحث عنها وليقبلها ويضمها لصدره.

2- يطلب من الزوج أن تمتدح مظهر زوجته وأناقتها مهما كانت متواضعة.

3- يؤكد على الزوج أن يخبر زوجته حين يريد الخروج من المنزل.

4- جميل أن يطلب من الزوج مفاجأة زوجته بالقيام ببعض الأعمال التي تعودت هي أن تقوم بها كترتيب السرير وتنظيف غرفة النوم.

5- يطلب من الزوج أن يسمع زوجته كلمة "احبك".

6- ينبه الزوج في حالة كونه يمسك بيد زوجته ألا يرخي يده أوترك يد زوجته حتى ترتخي يدها أو تترك يده.

7- يذكر الزوج أن يشتري هدية صغيرة لزوجته وتقديمها لها بين حين وأخر.

8- يطلب من الزوج أن يفاجئ زوجته برسائل حب أو أبيات شعر يتغزل بها.

 

العواقب على العلاقة الأسرية في مشكلة الأنفصال العاطفي:

1- إن كثيراً من المشكلات الأسرية منشأها مشكلة نفسية.

2- الانفصال العاطفي يؤدي الى الطلاق الشرعي اذا لم يتم حل هذه المشكلة.

3- الانفصال العاطفي في مراحله المتقدمة قد يؤدي الى انحراف الزوجين ،وذلك بسبب عدم حل المشكلة من جذورها ،وبالتالي تتعقد المشكلة.

4- الانفصال العاطفي من الامور النفسية التي يصعب التعامل والتعايش معها.

5- العلاقات بين الزوجين تبنى على اساس المودة والرحمة والحب والتواصل بين الطرفين ،وليس الاهمال وترك الطرف الاخر.

6- ضرر الانفصال العاطفي ليس على الزوجين فحسب ،بل يمتد الى الابناء وينعكس على صحتهم النفسية.

7- الانفصال العاطفي سبب للكراهية والحقد بين الزوجين والنفور.

 

توصيات الدراسة:

1ـ إقامة دورات تثقيفية للأزواج عن تأثير الانفصال العاطفي على الأطفال نفسيا وسلوكيا.

2ـ إقامة برامج توعوية وارشادية للمقبلين على الزواج تمكنهم من مواجهة ضغوط الحياة والصراعات والتوترات التي تودي الى الانفصال او الطلاق.

3ـ اعداد برامج إعلامية متنوعة تهتم بالعلاقات الاسرية.

4ـ وضع مواد تعليمية في المدارس والجامعات تهتم بالتوجيه والإصلاح والإرشاد الزوجي.

5ـ رفع مستوى الثقافة لدى الأزواج يقلل من تأثير الانفصال العاطفي.

6ـ ان تهتم المراكز البحثية بهذه المشكلة الاجتماعية من خلال تحفيز الباحثين الاجتماعيين في إيجاد الحلول الناجعة لتقليل من الظاهرة.

7ـ تفعيل برامج ارشادية لتعرف بأسباب الانفصال العاطفي واثارة على الأبناء.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوب الأزواج وأن يجعل بينهم مودة ورحمه.

 

تكليف بحث في مادة العلاقات الاجتماعية في الأسرة – بتخصص (الإصلاح الأسري).

________________________________________________________

إعداد: أحمد خالد العتيبي.