أحاديث وآثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء

رجلاً يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عز وجل، ولم يصل على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «عَجِلَ هَذَا» ثم دعاه فقال له: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ»

  • التصنيفات: الذكر والدعاء - محبة النبي صلى الله عليه وسلم -

الأول: حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عز وجل، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِلَ هَذَا» ثم دعاه فقال له: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ»[1].

 

الثاني: حديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم». [2]

 

الثالث: حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاء كُله مَحْجُوب حَتَّى يكون أَوله ثَنَاء على الله عز وَجل وَصَلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثمَّ يَدْعُو يُسْتَجَاب لدعائه» [3].

 

الرابع: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» [4].

 

الخامس: حديث علي رضي الله عنه «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» [5].

 

السادس: حديث جابر رضي الله عنه قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ أَخَذَ قَدَحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلَّا أَهْرَاقَ مَا فِيهِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ» [6].

 

السابع: أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: «إنَّ الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء، حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم» [7].

 

الثامن: أثر ابن مسعود رضي الله عنه، قال: «إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بعد، فإنَّه أجدر أن ينجح» [8].

 

فالذي وقفت عليه من الأحاديث والآثار الذي فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المطلق لا يصح منها شيء وحديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه في الصلاة وخلاف أهل العلم في حكم الصلاة الإبراهيمية معروف.

قال الحافظ ابن حجر: الأحاديث المرفوعة [في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء] لا أعرف فيها إلا حديثاً واحداً صحيحاً حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه [9].

 

تنبيه: الأحاديث المرفوعة التي فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت أيضاً لم يصح منها شيء وصح عن الصحابة رضي الله عنهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في النصف الثاني من رمضان وهي مخرجة في كتاب القنوت يسر الله إتمامه.

 


[1] الحديث رواه ابن خزيمة (709) نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي، حدثنا عمي، حدثني أبو هانئ والترمذي (3476) حدثنا قتيبة قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن أبي هانئ الخولاني وابن حبان (1960) أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا المقرئ قال: حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ والحاكم (1/ 230) أخبرنا أبو الفضل الحسين بن يعقوب العدل، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة، عن أبي هانئ ح (1/ 268) أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة، عن أبي هانئ والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2242) حدثنا بكر بن إدريس الأزدي، وإبراهيم بن محمد بن إدريس البصري، قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: أنبأنا أبو هانئ وابن خزيمة (710)، نا بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون المقرئ، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي هانئ، والقاضي إسماعيل في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (106) حدثنا محمد بن أبي بكر قال: ثنا عبد الله بن يزيد، حدثني حيوة، أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ، والبزار (3748) حدثنا سلمة بن شبيب، قال: نا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: نا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ، والترمذي (3477) حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا المقرئ قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: حدثني أبو هانئ والنسائي (1284) أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن أبي هانئ وأحمد (23439) - وعنه أبو داود (1481) - حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، حدثنا أنه سمع فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في الصلاة، فذكره ورواته محتج بهم.

والحديث رواه الثقتان حيوة بن شريح وعبد الله بن وهب وتابعهما رشدين بن سعد يروونه عن أبي هانئ حميد بن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه.

وحميد بن هانئ قال أبو حاتم صالح وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في ثقاته وابن شاهين في الثقات وقال الدارقطني لا بأس به ثقة وقال ابن عبد البر هو عندهم صالح الحديث لا بأس به.

وعمرو بن مالك الجنبي وثقه ابن معين والعجلي والدارقطني وذكره ابن حبان في ثقاته.

قال الترمذي حسن صحيح وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 295) والألباني في تحقيقه لفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

تنبيه: رواية ابن خزيمة (710) نا بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون المقرئ، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي هانئ، من غير ذكر حيوة بن شريح.

[2] رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1409) أنبأنا ابن خيرون قال أنبأنا الجوهري قال نا الدراقطني عن أبي حاتم بن حبان [المجروحين (1/ 113)] قال نا أبو راشد ريان بن عبد الله الخادم قال نا أبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله قال نا أبو يوسف الغسولي يعقوب بن المغيرة قال نا إبراهيم ابن إسحاق الواسطي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره مرسل إسناده ضعيف.

قال ابن حبان إبراهيم بن إسحاق الواسطي شيخ يروي عن ثور بن يزيد مالا يتابع عليه وعن غيره من الثقات المقلوبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به.

وقال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: إبراهيم الواسطي... وإنَّما هذا معروف من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكره الترمذي.

ورواية خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه مرسلة قال أبو حاتم: خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرسل لم يسمع منه وربما كان بينهما اثنان. فالحديث منكر والله اعلم.

[3] قال النسائي - انظر: جلاء الأفهام ص: (534) وسير أعلام النبلاء (12/ 544) - حدثنا محمد بن حفص حدثنا الجراح بن يحيى حدثني عمر بن عمرو قال سمعت عبد الله بن بسر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وإسناده ضعيف.

محمد بن حفص إن كان أبو عبيد الوصابي فهو ضعيف ذكره ابن حبان في ثقاته وقال: يغرب وقال ابن أبي حاتم أدركته واردت قصده والسماع منه فقال لى بعض أهل حمص ليس بصدوق ولم يدرك محمد بن حمير [يروي عنه] فتركته وضعفه ابن منده. والجراح بن يحيى لم أقف له على ترجمة ولم يعرفه الهيثمي. وعمر بن عمرو الأُحْمُوسي قال أبو حاتم لا بأس به، صالح الحديث، هو من ثقات الحمصيين.

قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 154) هذا حديث منكر. وقال في السير إسناده مظلم.

[4] أخرجه الديلمي في مسند الفردوس.

انظر: القول البديع ص: (223) وفيض القدير (5/ 19) وتحفة الذاكرين ص:(43) والصحيحة (5/ 57).

وقال المناوي في فيض القدير (5/ 19) والشوكاني في تحفة الذاكرين ص:(43) في إسناده محمد بن عبد العزيز الدينوري قال الذهبي في الضعفاء [(3852)] منكر الحديث.

[5] الحديث مداره على أبي إسحاق عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي واختلف عليه فروي عنه موقوفاً ومرفوعاً.

أولاً: الموقوف: رواه البيهقي في شعب الإيمان (1475) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري بمكة، أخبرنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي إملاء، حدثنا الحسن بن علي بن زرعة الخيزراني، حدثنا عامر بن سيال، حدثنا عبد الكريم، عن أبي إسحاق الهمداني والطبراني في الأوسط (721) حدثنا أحمد قال: نا عامر بن سيار قال: نا عبد الكريم الخراز، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، وعاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: فذكره وإسناده ضعيف.

العباس بن محمد بن نصر الرافقي قال يحيى الطحان تكلموا فيه. والحسن بن علي بن زرعة الخيزراني لم أقف له على ترجمة.

وعبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز ترجم له في لسان الميزان فقال: قال الأزدي: واهي الحديث جداً، ومن مناكيره... الخراز، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي رضي الله عنه: « الدعاء محجوب عن السماء حتى يتبع بالصلاة على محمد وآله ».

وأبو إسحاق السبيعي مختلط ومُدلس ولم يسمع هذا الحديث من الحارث ويحتمل أنَّه سمعه من عاصم بن ضمرة أو لم يسمعه. والحارث بن عبد الله الأعور ضعفه شديد.

وعاصم بن ضمرة وثقه ابن سعد وعلي بن المديني والعجلي وقال ابن حبان كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يرفع عن علي رضي الله عنه قوله كثيراً فلما فحش ذلك في روايته استحق الترك على أنَّه أحسن حالاً من الحارث وقال ابن عدي لكثرة ما يروي عن علي رضي الله عنه مما تفرد به ومما لا يتابعه الثقات عليه والذي يرويه عن عاصم قوم ثقات البلية من عاصم ليس ممن يروي عنه. فتفرد عاصم بالحديث يدل على ضعفه ولا تنفعه متابعة الحارث والله أعلم.

تنبيه: في نسختي من الشعب طبعة دار الكتب العلمية عامر بن سيال وفي نسختي من الطبعة السلفية (1474) عامر بن يساف.

ثانياً المرفوع: رواه:

1: البيهقي في شعب الإيمان (1476) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن كوفي العدل، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني، حدثنا سهل بن عثمان العسكري، حدثنا نوفل بن سليمان، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ عَنِ اللهِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ» وإسناده ضعيف.

في إسناده نوفل بن سليمان ترجم له في لسان الميزان فقال: ضعفه الدارقطني وقال أبو حاتم ضعيف وذكره الخليلي في الإرشاد وقال أحاديثه تدل على ضعفه.

وقال في اللسان: رواه نوفل بن سليمان أحد الضعفاء عن عبد الكريم هذا [يعني عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز] لكنَّه وهم فقال عن عبد الكريم الجزري والجزري ثقة لا يحتمل مثل هذا.

2: أبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1677) أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو سعيد النقاش إملاءً، أنبأ أبو نصر، منصور بن جعفر بن محمد النهاوندي، بها، ثنا الحسن بن علي: نصر الطوسي، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا الوليد بن بكير، عن سلام الخزاز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من دعاءٍ إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انحرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، وإن لم يفعل ذلك رجع الدعاء ». وإسناده ضعيف.

في إسناده الوليد بن بكير ضعفه شديد قال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني: متروك الحديث.

قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص: (87): للحديث ثلاث علل:

إحداها: أنَّه من رواية الحارث الأعور عن علي رضي الله عنه.

العلة الثانية: أنَّ شعبة قال لم يسمع أبو إسحاق السبيعي من الحارث إلا أربعة أحاديث فعدها ولم يذكر هذا منها وقاله العجلي أيضاً.

العلة الثالثة: أنَّ الثابت عن أبي إسحاق وقفه على علي رضي الله عنه.

3: محمد بن مخلد العطار في جزئه - مخطوطة الشاملة (40) -: ثنا سلمان بن توبة، قال: ثنا سلام بن سليمان، قال: نا قيس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» وإسناده ضعيف.

في إسناده قيس بن الربيع توسط فيه الحافظ ابن حجر فقال: صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به وسلام بن سليمان بن سوار المدائني ضعيف قال ابن عدي: منكر الحديث وعامة ما يرويه حسان إلا أنَّه لا يتابع عليه وقال ابن أبي حاتم سمع منه أبي في الرحلة الأولى بدمشق وسئل عنه فقال ليس بالقوي وقال العقيلي في حديثه مناكير ووثقه النسائي.

فالحديث ضعيف لا يصلح للاعتبار فمداره على أبي إسحاق السبيعي عن الحارث بن عبد الله الأعور واضطرب في إسناده والله أعلم.

[6] رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 61) حدثنا محمد بن موسى البلخي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا موسى بن عبيدة، والبزار - كشف الأستار (3156) - حدثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا موسى بن عبيدة وعبد الرزاق (3117) عن الثوري، عن موسى بن عبيدة، وعبد بن حميد في المنتخب (1130) أنا جعفر بن عون، أنا موسى بن عبيدة، عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال جابر رضي الله عنه: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره وإسناده ضعيف.

موسى بن عبيدة الربذي ضعفه شديد قال الإمام أحمد: لا يكتب حديثه وقال ابن معين: ليس بشيء وقال مرة: لا يحتج بحديثه.

وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ضعفه شديد قال أبو حاتم منكر الحديث وقال البخاري لم يثبت حديثه وقال الدارقطني ضعيف وقال العقيلي بعد أن أخرج حديثه: لا يتابع عليه.

وحكم عليه السخاوي في القول البديع ص: (222) وتلميذه ابن حجر - الفتوحات الربانية (3/ 337) - بالغرابة وقال الألباني في الضعيفة (5783) منكر والله اعلم.

[7] رواه الترمذي (486) حدثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي قال: أخبرنا النضر بن شميل، عن أبي قرة الأسدي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال: فذكره وإسناده ضعيف

قال الحافظ ابن حجر - الفتوحات الربانية (3/ 334) - في سنده أبو قُرَّة الأسدي لا يعرف اسمه ولا حاله، وليس له عند الترمذي ولا أصحاب السنن إلا هذا الموقوف.

واختلف على أبي قرة في سنده فرواه مرفوعاً - تأتي الإشارة إليه - وأيضاً اختلف عليه في لفظه فرواه إسحاق بن راهوية في مسنده (3854) حدثنا النضر بن شميل، أنا أبو قرة هو الأسدي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: « ذكر لي أن الدعاء يكون بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء، حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ».

وقال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 176) رواه أيوب بن موسى عن سعيد بن المسيب عن عمر.

قال أبو عبد الرحمن: لم أقف عليه.

ورواه القاضي إسماعيل في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (74) حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا عمرو بن مسافر، حدثني شيخ من أهلي قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: « ما من دعوة لا يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض » مقطوع وإسناده ضعيف.

عمرو بن مسافر ضعفه شديد قال البخاري: منكر الحديث.وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وشيخه مجهول.

فالأثر ضعيف فمداره على مجاهيل واضطرب في متنه فروي من قول عمر وروي من قول غيره وفي إسناده فروي مرفوعاً وموقفا على عمر ومقطوعا على سعيد بن المسيب.

تنبيه: روي مرفوعاً ولم أقف عليه مسنداً قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص:(225) وفي الترمذي من حديث النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه قال... وقد روي مرفوعا والموقوف أصح.

وقال ابن كثير في مسند الفاروق ص: (1/ 176) رواه الحافظ أبو عيسى الترمذى... وهذا اسناد جيد وكذا رواه أيوب بن موسى عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه قوله ورواه معاذ بن الحارث عن أبى قرة الاسدى عن سعيد عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً والأول أصح وقد رواه رزين بن معاوية فى كتابة مرفوعاً.

وقال الحافظ ابن حجر - الفتوحات الربانية (3/ 334) - رواه معاذ بن الحرث عن أبي قرة مرفوعاً أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضاً من لا يعرف رجاله.

[8] رواه عبد الرزاق - جامع معمر (19642) -، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: فذكره ورواته ثقات.

لكنَّه منقطع أبو عبيدة لم يسمع من أبيه رضي الله عنه. وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي مدلس وقد عنعن ومختلط ولا أعلم هل سماع معمر منه قبل الاختلاط أو بعده.

[9] انظر: الفتوحات الربانية (3/ 336).

______________________________________________________

الكاتب: الشيخ أحمد الزومان