فوائد مختصرة من تفسير سورة النساء للعلامة ابن عثيمين (1)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
هذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " النساء " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع
- التصنيفات: التفسير -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " النساء " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- أسماء الله عز وجل وصفاته:
& مذهبنا ولله الحمد مذهب أهل السنة والجماعة أن كل ما سمى الله به نفسه أو وصف به نفسه فهو ثابت له على وجه الحقيقة, لكن بدون تمثيل, وبدون تكييف.
& الشهيد: من أسماء الله....وقوله: ﴿ {شهيداً} ﴾ أي: رقيباً مطلعاً على كل شيء
& من أسماء الله: الغني, والغني: هو من عنده عنى يستغنى به عن غيره.
& من أسماء الله الحميد, والحميد: بمعنى: المحمود.
& الرحمة صفة ذاتية لله عز وجل, ولكن لها آثار, مثل: نزول المطر, وسعة الرزق, وكثرة العلم, واتجاه الناس اتجاهاً سليماً, وما أشبه ذلك.
& علو الله حسي ومعنوي, فيشمل علو الذات وعلو الصفات وعلو القدر والقهر.
&يجب أن يركز طالب العلم على الفوائد المسلكية التي تستفاد من أسماء الله وصفاته لا على أقسامها وتقسيمها وعمومها,...وأهم شيء أن تُعدل من منهجك ومسلكك
- محبة الله جل جلاله:
& محبة الله عز وجل للعبد هي غاية ما يتمناه الإنسان.
& محبة الله عز وجل تنال بهذا الشرط, وهو شرط يسير لمن يسره الله عليه...وهو: اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ظاهراً وباطناً في العقيدة والقول والفعل
& عقيدتنا أن الله عز وجل يُحِب, وأنه يُحَب جل وعلا, وأن محبته أعلى المراتب وأفضل المنازل.
- تعظيم الله عز وجل وخشيته وإجلاله:
& ذم من خشي الناس كخشية الله أو أشد...وعلامة ذلك: أن الإنسان يترك ما أوجب الله عليه خوفاً من الناس, أو يفعل المحرم خوفاً من الناس.
& من آمن بأن الله رقيب عليه فسوف يحذر من مخالفة الله عز وجل.
& الإنسان إذا آمن بأن الله على كل شيء شهيد, فإنه يحذر ويخاف ويتقى الله عز وجل.
& الإنسان دائماً يكون مراقباً لله سبحانه, خائفاً منه, وكلما هم بشيء ذكر عظمة الله عز وجل وعلمه بما سيعمل حتى يمتنع نسأل الله تعالى أن يحيى قلوبنا بذلك.
& الإيمان بالله واليوم الآخر من أسباب الإخلاص واجتناب الرياء, لقوله: ﴿ ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ﴾
& كلما ازداد إيمان الإنسان بالله واليوم الآخر ازداد رجوعه إلى الكتاب والسنة.
& كلما كان الإنسان أقوى إيماناً بالله كان أشد فراسة, حتى إن بعض الناس ليقرأ ما في قلب الإنسان من على صفحات وجهه.
& عمل بلا إيمان لا فائدة منه, فالمنافقون يعملون, ويذكرون الله, ويصلون, ويتصدقون, ولكن ليس عندهم إيمان فلا ينفعهم.
& كلما كان الإنسان أصرح إيماناً فإن الشيطان يزيد في ضرب بسهامه وتشكيكاته ....فلتكن على حذر وأعرض عن هذا وانته عنه واستعذ بالله منه فإنه لا يضرك.
ــــــــــــ
- العلم:
& ذم من لا فقه عنده, لقوله: ﴿ {فمالِ هؤلاءِ القومِ لا يكادون يفقهون حديثاً} ﴾ ويتفرع على ذلك: مدح من وفقه الله للفقه في دين الله.
& إذا أردت سعة العلم وثبوت العلم فعليك بطاعة الله.
& العلم أشرف ما يلقاه الإنسان بعد الإسلام...فما أعطى الإنسان بعد الإسلام خيراً من العلم.
& كلّما علّمت غيرك ازداد علمك, وكلما أمسكت العلم نقص علمك.
& الملوك والسراة والوجهاء والأعيان وغير ذلك ذهب ذكرهم, لكن العلماء بقي ذكرهم, وصاروا يدرسون الناس في قبورهم, وهذه فضيلة عظيمة للعلم.
& العلم سبب للإيمان,...ولا شك أنه كلما زاد ازداد الإنسان علماً ازداد إيماناً وبصيرة بتوفيق الله عز وجل.
- حسن القصد والنية الطيبة:
& إذا قصد الإنسان حفظ الشريعة, ونفع الخلق, وأن يرث الأنبياء, سهل عليه حسن القصد.
& النية الطيبة سبب لصلاح العمل, لقوله تعالى: ﴿ {إن يُريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما} ﴾
- الصلح:
& يظن بعض الناس أنه إذا تنازل عن الحق أن في ذلك غضاضة وهضماً لحقه ...لكن الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يقول ﴿ {والصلح خير} ﴾
& الصلح في جميع الأحوال خير, لأنه يحصل فيه سماحة النفس والمودة.
ـــــــــــــ
& الصلح ثقيل على النفوس, لكن المؤمن يهون عليه الثقل إذا كان يؤمن بأن الصلح خير.
& الصلح والتقوى سبب للمغفرة, لقوله: ﴿ {وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً} ﴾
- العفو:
& عفو الله تعالى أكمل أنواع العفو, لأنه عفو مع القدرة, لقوله: ﴿ {فإن الله كان عفواً قديراً } ﴾ ويتولد من الجمع بين العفو والقدرة صفة الكمال.
& الله تعالى يحب العافين عن الناس.
& إذا عفوت عن الخلق عفواً في محله فأبشر بعفو الله, لقوله: ﴿ {فإن الله كان عفواً قديراً} ﴾ يعنى: فمتى عفوتم عفا الله عنكم.
& لا نقول: إن العفو أفضل مطلقاً, بل تبع المصلحة,...فإذا كان في العفو إصلاح فهو أفضل, وإن كان في العفو إفساد فالانتصار أفضل.
& لو كان هذا الرجل شريراً, فلو عفونا عنه لازداد في شره واعتدائه على الناس, فهنا الانتصار أفضل.
- الكفار:
& جميع الكفار أعداء لنا, لقوله: {إن الكافرين كانوا لكم عدواً مُبيناً}
& الكفار أعداء المسلمين يسعون إلى إضلال المسلمين بكل وسيلة, فتارة بالانحلال الخلقي, وتارة بالدمار العسكري, وتارة بالأفكار السيئة الرديئة.
& لا عدو حقيقة للمؤمن إلا الكافر, والكافر طبقات: الكافر المصرح بالكفر أهون من الكافر المخفي للكفر, وهو المنافق.
ــــــــــــــــ
& أعداء المسلمين يتربصون بهم الدوائر ويتحينون الفرص وتؤخذ من قوله تعالى {﴿ ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدةً﴾}
& يؤخذ من الآية الكريمة أن الكفار يحرصون على عدم تسلح المسلمين, وهذا صحيح, فالكفار يودون أن نغفل عن أسحتنا فكيف يعطوننا ؟
& وجوب أخذ الحذر من الكفار, ويؤخذ من قوله: ﴿ خُذُوا حذركم ﴾ ويشمل هذا أخذ الحذر من هؤلاء الكفار اليوم دخولاً في اللفظ.
& الذين يظنون أن الكفار ليسوا أعداء لنا لا شك أنهم قد أعماهم الله عز وجل, إما لمصالح دنيوية أو لغير ذلك.
& الكفار لهم بأس وقوة, ولكنهم تحت قوة الله لقوله: ﴿ { عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا} ﴾
& لا تنبهر بقوة الأعداء, فإنهم ليسوا عند قدرة الله شيئاً...لو شاء الله عز وجل لأنزل على مصانع القنابل الذرية صواعق بل رب صاعقة واحدة تدمر كل ما صنعوا.
- موالاة الكفار:
& كل من والى الكافرين من دون المؤمنين ففيه نفاق, ويكفر من ناصرهم على المسلمين, أو أحب انتصارهم على المسلمين, أو انتصار الباطل على الحق.
& الموالاة أن يناصرهم ويساعدهم ويتولاهم ويكون من أوليائهم, والمداهنة أن يسكت عن باطلهم ليسكتوا عنه لكن ليس بينه وبينهم صلة في الموالاة
- الرافضة:
& علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو من جملة من روى المسح على الخفين, ومع ذلك فإن الرافضة لا يقولون بالمسح على الخفين.
ـــــــــــــــ
& علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو من جملة من روى تحريم المتعة, وهم لا يقولون بالتحريم.
& علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول ويعلن على منبر الكوفة بأن خير هذه الأمة أبو بكر وعمر, وهم يقولون: ليسا خير هذه الأمة وبعضهم يقول: إنهما كافرين
& مما يدل على أن مبنى عقيدتهم ليس على هدى ولكنه على هوى أنهم لو كانوا يتشيعون لآل البيت حقيقية لما صاروا إلى مخالفة علي...الذي هو أفضل آل البيت.
- اللعن والطرد عن رحمة الله:
& العاقل لا يتعرض لما فيه لعنة الله, لأن الإنسان إذا تعرض لما فيه لعنة الله لعن وطرد وخذل.
& من لعن وطرد عن رحمة الله فإنه ينقلب عليه الحق باطلاً, والباطل حقاً.
& من لعنه الله فلا ناصر له, لقوله: { ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً}
- الحيل:
& من استحل المحرم بالحيلة فهو أعظم إثماً ممن استحله صراحة...لأنه جمع بين مفسدتين المفسدة الأولى استحلال الحرام...الثانية: الخداع والتحيل على رب العالمين
& الذين يتحيلون على الربا أعظم إثماً من الذين يأتون الربا على وجه صريح, لأن المتحيلين يخادعون الله, فيجمعون بين مفسدة الربا, ومفسدة الخداع.
& من تحيل على محارم الله من هذه الأمة ففيه شبه من اليهود.
& الذنب كلما كان أعظم كان أسرع للعقوبة, لقوله: ﴿ {فأخذتهُمُ الصاعقة} ﴾ والفاء تدل على الترتيب والتعقيب, ولهذا أخذتهم الصاعقة في الحال.
ـــــــــــــــــــ
& العدوان على مال الأيتام بأخذ الطيب وإعطاء الخبيث, أو أكل أموالهم, من كبائر الذنوب, لقوله تعالى: { إنه كان حوباً كبيراً }
& الحسد من كبائر الذنوب, لأنه يأكل الحسنات, ولا يستفيد الحاسد شيئاً.
& الإنسان إذا أصرّ على المعصية فإنه يقسو قلبه, وتكون هذه الصغيرة من صغائر الذنوب كبيرة.
& إذا فعل الإنسان صغيرة تهاوناً بالله, وبأوامر الله, صارت كبيرة, لما قام بقلبه من التهاون بها.
- طاعة ولاة الأمور:
& وجوب طاعة ولاة الأمور, لقوله: ﴿ {وأولي الأمر منكم} ﴾ وطاعة ولاة الأمور من طاعة الله, لأن الله تعالى أمر بذلك.
& محبة الله عز وجل للنظام والانضمام والانزواء تحت رعاية واحدة, لقوله: ﴿ { وأولي الأمر منكم} ﴾ لأن الناس لو لم يكن لهم ذو أمر مطاع لصارت أمورهم فوضى.
& أصل التوبة: تعظيم الله عز وجل, وإجلاله, والخشية منه, والخوف منه, فإذا تحقق الإنسان هذا هانت عليه التوبة, وأما مع عدم ذلك فإن التوبة عليه صعبة المنال.
& توبة الله على العبد نوعان: توبة توفيق للتوبة, وتوبة قبول للتوبة.
& الصحيح أن التوبة من الذنب تقبل مع الإصرار على غيره, لكنه لا يستحق التائب منه وصف التائبين الوصف المطلق وإنما هو تاب توبة مقيدة بهذا الذنب المعين
- أعمال فيها شبه بالمنافقين:
& من راءى الناس بعمله الصالح ففيه شبه بالمنافقين. والرياء بابه واسع.
ــــــــــــــ
& من أدى الصلاة على وجه الكسل ففيه شبه بالمنافقين, فاحذر أن تكون مشابهاً للمنافقين, أدِ الصلاة بنشاط وفرح وسرور.
& إذا رأيت في نفسك قلة في ذكر الله, فإن فيك شبهاً بالمنافقين.
& إذا رأيت نفسك متردداً بين القبول والانكار فاعلم أن فيك شبهاً بالمنافقين, لأن المؤمن لا يمكن أن يكون متردداً, ولا أن يكون له الخيرة فيما قضى الله ورسوله.
- السلام:
& قول المسلم: السلام عليكم, دعاء لك بالسلامة من الآفات البدنية والمالية والقلبية وغيرها.
& إذا قال المسلم: السلام عليك, فقلت: أهلاً وسهلاً, قلا يجزئ, لأن هذه التحية ليست مثلها, ولا أحسن منها.
& التحذير من عدم رد التحية بمثلها أو أحسن, يؤخذ من قوله: ﴿ {إن الله كان على كل شيء حسيباً} ﴾ يعني فاحذر أن تتعرض لمحاسبة الله عز وجل.
- التجارة:
& التجارة المذمومة هي ما صدت عن ذكر الله, ولهذا امتدح الله الرجال الذين {﴿ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ﴾} [النور:37]
& قال بعض أهل العلم: التجارة التي يقصد بها التكثر من الدنيا هي أيضاً مذمومة لأن الغالب أن من كانت هذه نيته أن تصده التجارة عن ذكر الله.
& إذا رأيت من نفسك جشعاً وطمعاً وشحاً في التجارة فأمسك, لأنه يخشى أن يكون ذلك على حساب الدين.
ـــــــــــــــ
& الدين الإسلامي هو الذي انتصر للمرأة وأعطاها حقها بعد أن كانت مهضومة في الجاهلية.
& الدين الإسلامي لم يعط المرأة أكثر من حقها ولم ينزلها أكثر من منزلتها بل أعطاها الحق اللائق بها وهو معروف ولله الحمد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
& كل ما شرعه الشرع من أحكام النساء فإنه في مصلحتهن, حتى وإن ظن السفهاء والأغبياء أنه هضم لحقهن وظلم فإنهم خاطئون.
& لا ولاية للنساء على الرجال, لا في القضاء, ولا في إمارة, ولا أي شيء لقوله: {الرجال قوامون على النساء} ﴾ فمن جعل للمرأة الولاية فقد خالف سنة الله.
& ينبغي للزوج أن يصبر إذا رأى من زوجته ما يكره فإن العاقبة قد تكون حميدة لقوله: {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً } ﴾
& تجد المرأة الصالحة لا يمكن أن يطلع على ما في بيتها أحد, بل إذا سئلت عما في بيتها قالت: نحن بخير.
& النساء ينقسمن إلى قسمين: صالحة مطيعة لزوجها, وناشرة.
& المراد بالنشوز: ترفع المرأة عن زوجها, بحيث لا تبذل ما يجب عليها من حقوق, أو تبذله لكن متبرمة متكرهة متمللة لا يأنس بها ولا يركن إليها.
& تحريم نشوز المرأة على زوجها, حيث قوبل هذا النشور بالموعظة ثم الهجر ثم الضرب.
& كثرة العيال مرغوبة عند الله تعالى.
ـــــــــــــــــ
& إذا تصور الإنسان أن هذه الزوجة التي مال عنها كالمعلقة بين السماء والأرض, فإن هذا يوجب العطف عليها, والرأفة بها ورحمتها.
& رحمة الله عز وجل بعباده, وأن المرأة والرجل إذا انكسرا بالفراق بيتهما جبرهما الله عز وجل بالإغناء فيغني كلاً من سعته.
& لا تيأس حتى ولو استبعدت أن الله يبدلك خيراً منها, أو أن الله يبدلها بخير من زوجها, فلا تستبعد, فإن الله سيغنيك من سعته.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ