أثر الثقافة العربية في العلم والعالم (2)

فرغ العرب من رسالتهم الدينية بانقضاء الفتوح، ولم يكد الأمر يستوثق لهم، والنظام يستقر بهم، وظلال الأمن ترف عليهم، حتى أخذوا يُبلّغون العالم رسالتهم العلمية بذلك العزم الذي لا ينكِل عن خطة، ولا يقف دون غاية.

  • التصنيفات: التاريخ الإسلامي -

فرغ العرب من رسالتهم الدينية بانقضاء الفتوح، ولم يكد الأمر يستوثق لهم، والنظام يستقر بهم، وظلال الأمن ترف عليهم، حتى أخذوا يُبلّغون العالم رسالتهم العلمية بذلك العزم الذي لا ينكِل عن خطة، ولا يقف دون غاية.

وكان مهبط الوحي بتلك الرسالة "بغداد"؛ لأنها البلد الأول الذي رفرف عليها السلام، وتدفق فيه الغنى، واشتد به الخلاط، وتجمعت لديه شتى الوسائل.

ومن خير هذه الوسائل التي حققت هذا الشرف للعراق أن علماء النساطرة الذين نُفوا إليه من الممالك الرومانية الشرقية لأسباب دينية، كانوا قد أنشأوا في "إديسة" من بين النهرين مدرسة تنشر علوم اليونان والرومان، ولما أغلقها الأمبراطور زينون الأوزريالي لأسباب دينية أيضًا لاذوا بأكناف بني ساسان فلقوهم لقاء جميلًا، وأقام لهم أنوشروان في "جنديسابور" مدرسة وصلت ما انقطع من تلك الحركة.

 

وكان الأمبراطور جستنيان يومئذ قد فتح باب الجور على أساتذة المدارس الأفلاطونية في "أثينا" و"الإسكندرية" فألجأهم للجلاء والشراد فما اعتصموا منه إلا بفارس. وأخذ هؤلاء وأولئك ينقلون إلى السريانية والكلدانية كتب أرسطو وسقراط وجالينوس وأقليدس وأرخميدس وبطليموس، فكان ما ترجموه من العلوم ومن خرجوه من العلماء نواة صالحة لهذه النهضة المباركة التي نهد لها الخلائف الأولون من بني العباس.

 

كان أول من تلقّى وحي هذه الرسالة الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور فأنشأ المدارس للطب والشريعة واستقدم جرجيس بن بختيشوع رأس أطباء جنديسابور ونفرًا من السريان والفرس والهنود فترجموا له كتبًا في الطب والنجوم والأدب والمنطق. ثم حملها من بعده الرشيد فنفخ فيها من رُوحه ونشرها في العالم برَوْحه وترجم في زمنه ما وجد من كتب الطب والكيمياء والفلك والجبر والنبات والحيوان.

 

فلما تلقاها المأمون لم يبق من كتب العلوم والفنون والصناعة شيء في العبرانية واليونانية والسريانية والفارسية والهندية إلا نقل إلى العربية. ولم يقف العرب عند الدرس في هذه المترجمات وإنما أقبل بعضهم على تحصيل اليونانية واللاتينية ليرجعوا بهما إلى بعض تلك الأصول. وفي "مكتبة الاسكوريال" ما يثبت ذلك من قواميس عربية يونانية وأخرى عربية لاتينية قد ألفها العرب للعرب.

 

ثم أقبل الناس في الشرق والغرب على هذه العلوم يعالجونها بالشرح والتحليل حتى اجتازوا سراعًا دور التلمذة والتقليد إلى دور الابتكار والتجديد، فهبوا ينشئون المدارس ويقيمون المراصد ويمحصون المسائل ويؤلفون الرسائل ويؤسسون المكاتب، وقد جروا في ذلك إلى أبعد الغايات.

 

ذكر "بنيامين دتودليه" أنه رأى في الاسكندرية عام 1173 عشرين مدرسة، فما ظنكم ببغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة وأشبيلية وطليطلة وغرناطة وقد كان فيهنَّ عدا العدد الوفر من مدارس الثقافة العامة جامعات للثقافة الخاصة وما يتبعها من وسائل البحث كالمعامل والمراصد والمكاتب؟ وإنكم لتكبرون ما بذله العرب من الجهود الجبارة في سبيل المدنية والعلم إذا قستموه بما خلفوه من البحوث وما ألفوه من الكتب. فقد تناولوا أصول المعارف الإنسانية بالتقصي الدقيق والغوص العميق حتى فرعوها إلى ثلاثمائة علم أحصاها طاشكبرى زاده في كتابه "مفتاح السعادة".

 

ثم استنزفوا الأيام في معاناة التأليف على صعوبة النسخ وكثرة المؤونة وقلة الجدوى، فتركوا للعالم ذلك التراث الضخم الذي اشتملت عليه مكاتبهم في الشرق والغرب. فقد ذكر "جيبون" في كتابه عن الدولة الرومانية أنه كان في طرابلس على عهد الفاطميين مكتبة تحوي ثلاثة ملايين مجلد أحرقها الفرنج سنة 502هـ، وقال المقريزي: «إنه كان في خزانة العزيز بالله الفاطمي مليون وستمائة ألف مجلد، نزل بها ما نزل بمصر من الأحداث، فأغرقت في النيل أو ألقيت في الصحراء تسفي عليها الريح حتى صارت تلالًا عرفت بـ "تلال الكتب"! ».

 

وروى المقري أنه كان بخزانة الحَكَم الثاني بقرطبة أربعمائة ألف مجلد فيها أربعة وأربعون للفهرس، وأبلغها الأستاذ جوستاف لوبون إلى ستمائة ألف، ولاحظ بهذه المناسبة أن شارل الحكيم الذي اعتلى عرش فرنسا سنة 1364 أي بعد خلافة الحَكَم بأربعمائة سنة، لم يستطع أن يجمع في المكتبة الأهلية بباريس حين أسسها إلا تسعمائة مجلد، كُتِب ثلثها في علوم الدين. ناهيكم بالثمانين ألف مجلد التي دمرها (كيمينيس) في ساحات غرناطة وبما أحرقه التتار في بخارى وسمرقند وأغرقه هلاكو ببغداد عاصمة العلم والعالم في ذلك العهد!.

 

ويلوح لي أنه ليس في ذلك كثير من المبالغة، فإن في المؤلفين من تبلغ تصانيفه بضع مئات، وإن في المؤلفات ما يقع في عشرات المجلدات، فلأبي عبيدة مائتا كتاب، وللكندي واحد وثلاثون ومائتان، وللرازي مائتان، ولابن حزم أربعمائة، وللقاضي الفاضل مائة. وجاء في "نفح الطيب" أن مؤلفات عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس قد بلغت الألف. على أن توالي الفتن والمحن على العالم الإسلامي لم يبق للعصر الحديث من هذا الكنز المذخور والمجد المسطور إلا ثلاثين ألفًا وزعت على مكاتب العالم!.

 

يزعم بعض المتعصبين من العلماء الأوربيين أن العرب إنما كانوا في العلم حميلة على اليونان ونقلة عنهم، فليس لهم أصالة فكرية ولا عقلية فلسفية، ولو لم يكن للعرب على زعمهم من الأثر إلا أنهم أنقذوا هذه الكتب من عدوان الأرضة، وحفظوا تلك العلوم من طغيان الجهالة، حتى أدوها صحيحة نقية إلى العصور الحديثة لكان لهم بذلك وحده الفخر على الدهر والفضل على الحضارة. فكيف والواقع غير ما يدَّعون بشهادة المنصفين منهم؟ فإن ملايين الكتب التي دمرتها بربرية أسلافهم في الغرب، وأشباه أسلافهم في الشرق، لم يكن ما نقل منها عن خوالي الأمم إلا بضع مئات كانت أساسًا لبناء باذخ ضخم شاده العرب، ونواةً لدوحة باسقة ظليلة رواها وغناها الإسلام.

 

فالطب قد أخذوا أصوله عن أبقراط وجالينوس وبعض السريان والهنود، ولكنهم نقوا هذه الأصول من الشعوذة، ورقوها بالترتيب، ونموها بالتجربة، وانتقدوا مذاهب القدماء في تعليل بعض الدواء، استحدثوا في التشخيص والعلاج نظريات وعمليات ووسائل أطبق الباحثون على أنها لم تعرف من قبلهم، ولم تنسب إلى غيرهم، ككشفهم علاج "اليرقان" و"الهيضة"، وأخذ المرضى بـ"الصفْد" و"التبريد" و"الترطيب" في "الفالج" و"الحمَّى" و"اللقوة" على غير ما ألف الأقدمون. فعل ذلك صاعد بن بشر ببغداد، فنجح تدبيره فأقتدي به سائر الأطباء بعده. وهم أول من استعمل المُرْقد في الطب، والكاويات في الجراحة، وصب الماء البارد لقطع النزيف. وقد فطنوا إلى عملية تفتيت الحصاة.

 

وعين أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي المعروف عند الفرنج (بالبوكاريس) موضع البضع لإخراجها، وهو ما عينه متأخرو الجراحين من الفرنج؛ وأبو القاسم هذا هو الذي قال فيه الأستاذ هالير: « إن كتبه كانت المنهل العام الذي نهل منه جميع الجراحين بعد القرن الرابع عشر».

 

وأبو بكر محمد بن زكريا الرازي أول من كتب في أمراض الأطفال، وألف في الجدري والحصبة، واستعمل الكحول والحجامة في الفالج.

 

والرئيس أبو علي بن سينا "أمير الأطباء" و "جالينوس العرب" كما يلقبه الفرنج وضع كتابه "القانون" فكان شريعة الطب في العالم زهاء ستة قرون. وكان عمدة التدريس في جامعات فرنسا وإيطاليا ولم ينقطع تدريسه في جامعة مونبلييه إلا أواسط القرن التاسع عشر. وقد تعرض فيه بالتفصيل الدقيق إلى علم الصحة وقرر نظرية "الهجيين" الرياضي وهي نظرية كان المظنون أنها من ثمرات العلم الحديث. ومن الأقوال المأثورة: «أن الطب كان معدومًا فأحياه جالينوس، وكان متفرقًا فجمعه الرازي، وكان ناقصًا فأكمله ابن سينا». وإذا مضينا نذكر أمثلة مما جدد سائر الأطباء العرب كابن زهر وابن رشد وابن باجة وابن طفيل استبحر القول والتاث علينا تحديده وحصره.

 

وفي كتاب "طبقات الأطباء" لأبن أبي أصيبعة و"تراجم الحكماء" لابن القفطي و"تاريخ الطب العربي" لـ"لُكْلِرك" ما ينقع غلة المستزيد. وللعرب القدم الأولى واليد الطولى في الصيدلة والكيمياء والنبات، وهي في رأيهم شعب من علم الطب أو لواحق به، فهم واضعوا أصول الصيدلة، وأول من مارس تحضير العقاقير واستنباط الأدوية. وكذلك هم أول من ألف في "الأقرباذين" على هذا النمط، وأقام حوانيت الصيدلة على هذا الوضع. وظل العرب معتمدين في المارستانات والصيدليات. على أقرباذين وضعه سابور بن سهل في منتصف القرن الثالث من الهجرة حتى نَسَخَه أقرباذين ابن التلميذ المتوفي سنة 560 ببغداد.

 

ولا تزال أسماء العقاقير التي أخذها الفرنج عن الشرق في كتبهم على وضعها العربي المرتجل أو المنقول. ولا نزاع اليوم في أن علم الكيمياء الصحيح إنما يؤرخ وجوده بجهود العرب فيه. فإنه في سبيل العثور على الإكسير أو إنكاره هدوا إلى عمليات أساسية ومركبات كيميائية كان لها الأثر الظاهر في تأسيس هذا العلم.

 

والإفرنج يعترفون للعرب بأنهم عرفوا التقطير والترشيح والتصعيد والتذويب والتبلور والتكليس، وأن جابر بن حيان وأخلافه قد استنبطوا طائفة من الأحماض التي تستعمل اليوم.

 

كذلك برع العرب في علم النبات وبخاصة ما يتصل منه بالطب، فقد استفادوا مما كتبه دسقوريدس وزادوا عليه ما وفقوا إليه من شتى الأنواع ومختلف الشكول. والعلماء لسان واحد في أنه لم يأت بين دِسقوريدس اليوناني ولِنييه السويدي المتوفي سنة 1707م أطول باعًا ولا أوسع اطلاعًا في هذا العلم من ابن البيطار المالقي؛ فإنه درس كتاب دسقوريدس ثم رحل إلى بلاد اليونان وأقصى ديار الروم فحقق أنواع النبات بنفسه، واتصل ببعض من يعانون ذلك فاستعان بفهمهم على فهمه، وأضاف علمهم على علمه، ثم عبر إلى المغرب فقام بمثل ذلك، وطلب منابت العشب في مصر والشام فدرسها حق الدراسة ثم وضع بعد طول الدرس وسعة الخبرة كتابه الموسوم بـ"جامع مفردات الأدوية والأغذية"، فكان أجمع الكتب في فنه، ومرجع الأوربيين في موضوعه.

 

ولا يقل عن ابن البيطار في التفوق والفضل معاصره ومآزره رشيد الدين بن الصوري المتوفى سنة 639هـ فقد بلغ من إتقانه أنه كان يخرج إلى الأودية والفلوات في درس النبات ومعه مصور قد استكمل آلته وأصباغه، فيشاهد النبات ويحققه ويريه المصور في إبان نباته وفي وقت كماله ثم في حال ذراه ويبسه، فيعتبر لونه ومقدار ورقه وأغصانه وأصوله ثم يصوره في كل طور من أطواره بالدقة. وذلك غاية ما بذلته الأمانة العلمية اليوم من الكمال.

 

أما أثر العرب في العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية فبحسبنا أن نشير إلى أنهم أول من نقل الأرقام الهندية إلى أوربا، وأول من استعمل الصفر في معناه المعروف، وأن كلمة "الجورتمي" اللاتينية مشتقة من اسم الخوارزمي محمد ابن موسى المتوفي سنة 220هـ وأن الجبر باسمه العربي يكاد يكون علمًا عربيًا بعد أن وضع الخوارزمي كتابه في "الجبر والمقابلة". وقد قال كاجوري في كتابه "تاريخ الرياضيات": « إن العقل ليملكه الدهش حينما يقف على أعمال العرب في الجبر». وفي مادة المثلثات من "دائرة المعارف البريطانية" أن العرب أول من أدخل المماس في عداد النسب المثلثية. وهم الذين استبدلوا الجيوب بالأوتار وطبقوا الجبر على الهندسة وحلوا المعادلات التكعيبية.

 

وفي الفيزياء أو علم الطبيعة كشفوا قوانين لثقل الأجسام جامدها ومائعها، وبحثوا في الجاذبية وقالوا بها. وكان أبو الحسن علي بن إسماعيل الجوهري أول من وضع مبادئ الضوء وأوضح أسباب انعكاسه عن النجوم، وأصلح الخطأ الشائع يومئذ من أن الأشعة تنشأ في العين ثم تمتد إلى المرئيات. وتشهد "دائرة المعارف البريطانية" في مادة الضوء أن بحوث العرب فيه هدت العلماء إلى اختراع المنظار. وفضل العرب على الفلك من البينات المسلمة، فقد رصدوا الأفلاك، وألفوا الأزياج، وابتكروا آلات الرصد، وصححوا أغلاط اليونان والهند، وحسبوا الكسوف والخسوف، ورصدوا الاعتدالين الربيعي والخريفي، وقالوا باستدارة الأرض ودورانها على محورها.

 

وذكر سكوت في كتابه "المملكة الأندلسية" أن عالمًا من طليطلة رصد أربعمائة رصد ونيفًا ليحقق أبعد نقطة في الشمس عن الأرض، ولم يختلف حسابه في ذلك عن أدق المباحث الحديثة إلا بجزء من الثانية. ويقول (كاجوري): « إن اكتشاف بعض الخلل في حركة القمر يرجع إلى أبي الوفاء الفلكي الزرجاني لا إلى تيخوبراهي». وقد عدَّ (لالاند الفلكي الفرنسي) البتَّاني في العشرين فلكيًا المشهورين في العالم كله. ولا تزال طائفة الاصطلاحات العربية في الفلك مستعملة في كتب الفرنج كالسمت، والنظير، والمناخ، والمقنطر، والسموت.. فضلًا عن أسماء النجوم، والعربي منها لا يقل عن النصف.

 

وأما أثرهم في الفلسفة المدرسية فإن الكندي والفارابي وابن سينا في الشرق، وابن باجة وابن طفيل وابن رشد في الغرب، قد توفروا على فلسفة اليونان بالدرس والشرح والتمحيص حتى جددوا دارسها، وجلوا طامسها، وكملوا ناقصها، ووسموها بسمة الحرية والعبقرية والنضوج.

 

وقد أثار ابن سينا بتفكيره الحر المنظم، وعقله القوي المنطقي، مسائل من العلم تشغل أذهان الباحثين اليوم. ووضع ابن طفيل قصته الفلسفية "حي بن يقظان" فأبان عن قوة نادرة في التفكير، وموهبة عجيبة في التصوير، واستيعاب موجز للأفلاطونية الحديثة. وقد نقل هذه القصة إلى اللاتينية (إدوار بوكوك) سنة 1671 فظهر أثرها سريعًا في قصة روبنسون كروزويه، وشهد رينان لابن رشد في كتابه عنه: « أنه أعظم فلاسفة القرون الوسطى ممن تبع أرسطو ونهج سبيل الحرية في الفكر والقول»، ودخلت العالم المسيحي فلسفة ابن رشد وفلسفة أرسطو فكان الاعتراض عليهما شديدًا والإعجاب بهما أشد.

 

وكان اللاهوتيون في القرون الوسطى يعجبون بابن رشد وسعة علمه ودقة فهمه ونفاذ بصيرته، ولكنهم كانوا يخشون أثر رأيه الجريء في العقائد. وتجدون (دانتي) في الملهاة القدسية قد جعل ابن رشد وابن سينا في المقام الذي جعل فيه عباقرة الرجال من جهنم.

 

تلك يا سادتي إشارات مبهمة مجملة إلى جهود العرب في العلم وآثارهم في الفكر تجدون بيانها وتفصيلها في تاريخ هذه العلوم، عرضتها بهذا الإجمال على سبيل المثال لنقول لأصحاب ذلك الرأي الظنين الأفين أن التجديد في العلم يستلزم الاستقصاء البالغ والتمثيل التام والفكر المستقل، وأن العرب كما قال البارون (كارادفو) لم يكونوا نقلة للعلوم فحسب، ولكنهم بذلوا الجهد في إصلاحها وتحقيقها، وأفرغوا الوسع في بسطها وتطبيقها، حتى أدوا أمانتها إلى العصر الحديث.

 

المصدر

مجلة الرسالة، العدد 3 - بتاريخ: 15 - 02 – 1933 م.

___________________________________________________________

الكاتب: أحمد حسن الزيات